أَوْقَات يُحْرِمُ فِيهَا الصَّلَاةُ فِي رَمَضَانَ وَلَمن يَتَقَبَّلْها اللَّهُ حَذِرَنَا مِنْها الرَّسُولُ و يَفْعَلُهَا مُعْظَم الْمُسْلِمِين
يَا تَارِكِ الصَّلَاةِ إلَى مَتَى
تأبى الصلاة وتَهَجَّر الرَّكَعَات
نَادَاك رَبِّك
لِلِقَاء بِخَمْسَة
و تَقُولُ يَا
رَبِّ لست بآت
ألَا تَخَافُ مِنْ
الْمَنِيَّةِ بَغْتَة
وَ تَخَافُ إنْ تَأْخُذَك فِي لحظاتِ
أَتُرَاك حَقًّا
فِي الْحَيَاةِ مُخَلَّدًا
فَلَم الْقُبُور
مساكن الْأَمْوَات
ارْجِع لِرَبِّك
تَرْتَضِيه تذللا
وأَبْكِ بحورًا
مِنْ العبراتِ
![]() |
أَوْقَات يُحْرِمُ فِيهَا الصَّلَاةُ فِي رَمَضَانَ وَلَمن يَتَقَبَّلْها اللَّهُ حَذِرَنَا مِنْها الرَّسُولُ و يَفْعَلُهَا مُعْظَم الْمُسْلِمِين |
فإذَا ثَقُلَتْ عَلَيْك الْهُمُوم و
زَادَت مِنَ التَّعَبِ مَا لَا تَقْدِرُ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ عِنْدَ تسكُون
الهمم وَنَوم الْعُيون، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِكَ تُفْتَح بَابِ الصَّلَاةِ
بِطَهُورك وبَاب رَبِّكَ بصَلَاتِكَ، ثُمَّ أسأله بَعْدَ فَرَاغِك فَهُو كرِيم لَا
يَخِيبُ ظَنُّك فِيلهم قَلْبِك، ويوحِي إلَيّ سِرك وَيَفْتَح الْأَبْوَاب وَيُضِئ
لَك الطَرِيق،
لَكِنْ تُكْرَهُ الصَّلَاةُ كراهة
التَّحْرِيمِ فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ:
إذا صلى أحد النَّاسِ فِي هَذِهِ
الْأَوْقَاتِ فَإِنْ صَلَاتَهُ لَا تَنْعَقِدُ بِل تكون باطلة، فعَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:( سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا صَلَاةَ
بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ
الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ، ولا صَّلَاةِ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى
تغيب الشَّمْس)، فنهى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الصَّلَاةِ فِي هَذِهِ
الْأَوْقَاتِ أَوْ أَنَّ يَقْبر ويَدْفِنُ فِيهَا الْمَوْتَى، فسأل عمرو بن عبسة
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن
الصَّلَاةِ،( فَقَالَ
له: صَلِّي
صَلَاةِ الصُّبْحِ ثُمَّ أقَعَدَ عَنْ الصَّلَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ
وَتَرْتَفِعَ فإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ و حِينَ أَذَّنَ
يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ، ثُمَّ صَلى فإنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضورَة
حَتَّى يستقل الظل بِالرّمْحِ، ثُمّ أقعد عَنْ الصَّلَاةِ فَإِنَّهُ حِينَ أَذَّنَ
تسجر جَهَنَّم فَإِذَا أَقْبَلَ الفيء فصَلَّى فَإِنْ صَلَاتَهُ مَشْهُودة محضورة
حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ، ثُمَّ أقَعَدَ عَنْ الصَّلَاةِ حَتَّى تَغْرُبَ
فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ و حِينَ أَذَّنَ يَسْجُدُ لَهَا
الْكُفَّارُ)، فتكره
الصَّلَاةِ فِي خَمْسَةٍ أَوْقَاتٍ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ
الشَّمْسُ، وَعِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ حَتَّى تَرْتَفِعَ مِقْدَارُ رُمْحٍ أي متر
تقَرِيبًا، وَعند إستواء الشَّمْسِ فِي وسط السَّمَاءِ حَتَّى تَزُولَ وتميل إلَى
جِهَةِ الْغُرُوبِ، وَبَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وعند
إصفرار الشَّمْسَ حَتَّى تَغْرُبَ أي عِنْدَ وَقْتَ الْغُرُوبِ، وَلَا تكْرَهُ
الصَّلَاةِ فِي هَذِهِ الْأَوْقَاتِ إلَّا إذَا كَانَ لَهَا سَبَبٌ
مُتَقَدِّمِ كقَضَاءِ الْفَرَائِضِ
الْفَائِتَةِ، وصَلَاةِ الْجِنَازَةِ، وَصَلَاة الْكُسُوفِ، وصلاة الخسوف
وَالِاسْتِسْقَاءِ، وَسنة الْوُضُوءِ وَتَحِيَّةُ الْمَسْجِدِ وَرَكْعَتَيْن
الطواف، ولا يكره دفن الْمَوْتى فِي هَذِهِ الْأَوْقَاتِ إذَا لَمْ يَتَعَمَّدْ
فِيهَا الدّفن وَجَاء إتَفَقَّا، (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: مِنْ
نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إذَا ذَكَرَهَا لَا كَفَّارَةَ لَهَا إلا ذلك)، (وعن أُمِّ
سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْت
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْهُمَا أَيْ
الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ في وقت يَنْهَى عَنْ الصَّلَاةِ فِيهَ وَ
أَنَّهُ صَلَّى الْعَصْرَ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيَّ وَعندي نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي
حَرَامٍ مِنْ الْأَنْصَارِ فصَلّاهْمَا، فأرسلت إليه الخَادِم، فقلت قومي إلَى
جَنْبِهِ فقُولِي يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أُسْمِعُك تَنْهَى عَنْ هَاتيْنِ
الرَكْعَتَيْن فأرك تصَلِّيهِمَا فَإنْ أشار بيده فستأخري ففعلت الجارية، فأشار
بيده فستأخرت عنه، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ يَا بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ سَأَلْت
عَنْ الرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ إنْ النَّاسَ مَنْ عَبْدِ الْقَيْسِ
بِالْإِسْلَامِ مِنْ قَوْمِهِمْ فشغلوني عَنْ الرَكْعَتَيْنِ اللاتين بَعْدَ
الظُّهْرِ فهما هتان)، ويجوز الصلاة عند اسْتِوَاءِ الشَّمْسِ وسط السماء فِي يَوْمِ
الْجُمُعَةِ، حَيْثُ إستحَبَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
التَّبْكِير إِلَى الْجُمُعَةِ وَرغَّب فِي الصَّلَاةِ إلَى خُرُوجِ الْإِمَامِ
وإعتلائه الممبر وَلَم يَسْتثني وَقْتٍ مِنْ الصَّلَاةِ، ويَجُوزُ الصَّلَاةُ فِي حَرَمِ مَكَّةَ فَلَا
تُكْرَهُ الصَّلَاةُ مُطْلَقًا فِي حَرَمِ مَكَّةَ فتجوز الصَّلَاةِ فِيه في
جَمِيعِ الْأَوْقَاتِ بِلَا خِلَافٍ، فعن جُبَيْرٍ بْنِ مُطْعِمٍ رضَى اللَّهَ
تَعَالَى عَنْهُ:( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ: يَا
بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لَا تَمْنَعُوا أَحَدًا طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ وَصَلِّي أي
سَاعَةٍ شَاءَ اللَّهُ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ)، أَمَّا حَرَمِ
الْمَدِينَةِ فَإِنَّهُ كَغَيْرِهِ مِنْ الْأَمَاكِنِ، فأخجل مِنْ اللَّهِ
تَعَالَى إذَا نَادَى الْمُنَادِي لِلصَّلَاة وَصَدح بصَوْتِهِ الصَّلَاةُ خَيْرٌ
مِنْ النَّوْمِ، فعجل لتلبية النِّدَاء حبا بِاَللَّه وَتَقَرُّبًا مِنْه وخجلا،
فما بال الَّذِينَ لَا يَسْمَعُونَ وَإِذَا سَمِعُوا لَا يُلَّبُونَ أَيْنَ
سيَذْهَبُون بوجوههم مِنْ اللَّهِ، هَذَا وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَى و أَعْلَم
وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ
وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ .
تعليقات