القائمة الرئيسية

الصفحات

هَل تَزَوَّجَ النَّبِيُّ يُوسُف اِمْرَأَةُ العَزيزِ حَقًّا ؟ وَكَيْف رَدَّ اللَّهُ بَصَرِهَا بَعْدَ أَنْ أَصْبَحْتُ عَجُوزٌ عَمْيَاء ؟


هَل تَزَوَّجَ النَّبِيُّ يُوسُف اِمْرَأَةُ العَزيزِ حَقًّا ؟ وَكَيْف رَدَّ اللَّهُ بَصَرِهَا بَعْدَ أَنْ أَصْبَحْتُ عَجُوزٌ عَمْيَاء ؟


كُلُّنَا يُعْلَمُ بقِصَّةِ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وزليخة اِمْرَأَةُ العَزيزِ والَّتِي رَاوَدْت يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ، وَلَكِنَّ مَا يَجْهَلُهُ الْكَثِيرُون هو مصير زليخة بَعْدَ تلك القصة، وما حل بها بعد وَفَاةِ الْعَزيز وخرج يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ السّجن، فهل تزَوجَ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْهَا حَقًّا؟ وَلَمَّا أصيبت زليخة بالعمى تابعوا معنا مقالة اليوم.
قصة زليخة التي راودت النبي يوسف عن نفسه ومصيرها بعد أن خرج النبي من السجن
هَل تَزَوَّجَ النَّبِيُّ يُوسُف اِمْرَأَةُ العَزيزِ حَقًّا ؟ وَكَيْف رَدَّ اللَّهُ بَصَرِهَا بَعْدَ أَنْ أَصْبَحْتُ عَجُوزٌ عَمْيَاء ؟


بعد ان أنقذ الله تعالى يوسف عليه السلام من شر إخوانه الذين دبروا له المكائد ورموه في البئر، قَدَّرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ تمرر بِجَانِب البئر ويجدونه فيه فأخذوه معهم وأرادوا بيعه، وقدر الله عز وجل أَنْ يَشْتَرِيَهُ عزيز مصر فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ ويربيه عِنْدَه، فتربى يوسف عليه السَّلَامُ فِي قَصْرِ عَزِيزٌ مِصْر وَزَوْجَتِه، وعندما كبر يوسف وأكتمل شبابه وجماله تَعَلَّقَت به إمرأة العزيز وتملك حبه من قَلْبها، ويقال أن أسمها كان راعيل أو زليخة، وقد كانت ذات منصب وجمال ورهبة في القصر الملكي، وكانت محط لأنظار نساء القصر فكن يرغن منها ويحسدنها على ما آتاها الله مِن جَمَالِ وسُلْطَان، ويقال أن زَوْجُهَا الْعَزِيزِ كَانَ لَا يَقْرُبُ النِّسَاء، فحَاوَلْت أَنْ تَوقِع يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الفاحشة والزنا، ولكنه هَرَبَ مِنْها خَوْفَا مِنْ مَعْصِيَةٍ اللَّهِ تَعَالَى، فعصمه اللَّهُ وأنجاه من ذَلِكَ الْمَوْقِفِ الْعَظِيم بِفَضْلِه، وبسبب رفض يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لرغبات زليخة جعَلَت الْعَزِيزَة يَضَعْه فِي الْسجن فقضى فيه سنينا طويله، وقدر الله تَعَالَى أَنْ يَخْرجه الْمِلْكِ مِنْ السِّجْنِ ويقربه منه، وَيَجْعَلُه عزيزا لمصر وَيُسَلِّمَه مَوْقِع الْعَزِيز السَّابِق زَوج زليخة، أما  قِصَّة زَوْجَةٍ مِنْ زليخة فَقَدْ وَرَدَ عَنْ العَدِيدِ مِنَ الرِّوَاة أن خلا الفترة الَّتِي أَصْبَحَ فِيهَا يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَزِيزَا لِمِصْر كَانت زليخة تزداد شوقًا إلَيْه، فَكانت تقضي أَيَّامِهَا بِالْبُكَاء شوقا لَه، كَمَا قامت بإنْفَاق كل ثروتها عَلَى الَّذِينَ كَانُوا يَأْتُونَها بأخباره، ومَعَ مُرُورِ الْأَيَّامِ فُقِدَت بَصَرِهَا مِنْ كَثْرَةِ الْبُكَاءِ و أَصْبَحْت عَجُوزًا هرمه، وَهَكَذَا ضاع مَالِهَا وَجَمَالِهَا كُلُّهُ فِي سبيل يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، كما أَنَّهَا آمَنْت بِاَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَأَصْبَحَت تنَاجِيَه وَتَستعينُ بِهِ عَلَى شوقهَا ليوسف، وَبَقِيَتْ عَلَى ذَلِكَ الْحَال سنين طويله، حتى أوحى الله تعالى ليوسف بأَنْ يَتَزَوَّجَ مِنْ زليخه، فأحضرها إلَى قصْرِه وهنا قام يوسف عليه السلام بمُوَاسَاة زليخة وَالتي أَخَذَت فِي البكاء لفَرْحَتِهَا بلقائه، وتمنت أن يرد الله عليها بصرها حَتَّى تسْتَطِيع رُؤْيَة حبيبها يُوسُفَ، كَانَتْ المُعْجِزَة بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى اسْتَجاب لِدُعَاء  يُوسُف عليه السلام  فَرد إلى زليخة بصرها وشبابها فغدت إمرأة حسناء شابة كَمَا كَانَتْ مِنْ قِبَلِ، وكتب اَللَّهِ لها عمرا ثانيا كزَوْجَة ليُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
 وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَنَّهُ لَمَّا قَالَ يوسف للِمِلْك اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ،  قَالَ الْمَلَكُ قَد فعلت فولاة عمل العزيز، وعزل الْعَزِيزِ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ، ويقال أنْ الْعَزِيزَة قد هلك في تلك الليالي وأَنْ الْمِلْكَ قَدْ زَوَّجَ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لامْرَأَةً العَزيزِ لأَنَّهَا حِينَ دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَال لَهَا أَلَيْسَ هَذَا خَيْرٌ مِمَّا كُنْتَ تُرِيدين، فقالت أيها الصديق لا تلومني فقد كنت إمرأة كَمَا تَرَى حُسْنَا وَجَمَالا معَيْنة فِي مُلك وَالدُّنْيَا وَكَانَ صَاحِبي لا يأتي النِسَاء، وكنت كما جَعَلَكَ اللَّهُ فِي حُسْنك وَهَيْئَتك فَغلبتني نَفْسِي عَلَى مَا رَأَيْت، فيزعمون أَنَّهُ حِينَمَا تَزَوْجُهَا وَجدها عَذْرَاء فحملت منه وأنجبت له ولدين، وأخيرا لابد من التنبيه أَنَّهُ لَمْ يَرِدْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وَلا في السُّنَّةُ النَّبَوِيَّةِ ما يثبت أو ينفي زواج يوسف عليه السلام من إمرأة العزيز، ولكن الأخبار المتناقلة عن الرواة تدل وتتحَدِّثُ عَنْ قِصّةِ زَواجهم، وهذه الروايات مأخوذة عن الإسرائيليات ونحن لا نصدقها ولا نكذبها إمتثالا لقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ، وقولوا  أَمِنَّا بِاَللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إلَيْنَا.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

مقالات تهمك
التنقل السريع