القائمة الرئيسية

الصفحات

هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ قَوْمٌ يَعْتَرِضُونَ عَلَى عَدَالَةِ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَكَيْفَ يُرَدُّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَيْف سيختبر اللَّه مَرَّةً أُخْرَى ؟


هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ قَوْمٌ يَعْتَرِضُونَ عَلَى عَدَالَةِ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَكَيْفَ يُرَدُّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَيْف سيختبر اللَّه مَرَّةً أُخْرَى ؟


 نَحْن أَمَام مَوْقِفٌ عظيم ومشهد مهيب، يوم يفر المرء مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ أَنَّهُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، حَيْث يَجْتَمِعَ النَّاسُ حُفَاةً عُرَاةً فِي الْأَرْضِ غير الأرض ينتظرون الْحِسَاب، إنها أَرْضِ الْمَحْشَرِ لا كِلَام يَسَتمر ذَلِك المشَهد وَقْتًا طَوِيلًا فَيَكُون مَفْزَعا أَدو مُخِيفا، يبلغ من التعب والفزع مبلغا عظيما، وتدنو الشَّمْس الرَّأْسِ مِنْهُمْ دنوًا مخيفا، فيصيب النَّاس العَرْق كُلّ بِحَسَبِ عَمَلِه، فيومئذ يفوز المسلمون، وَيبكي الكافُرُون، وتشيب الرُّؤُوس، وتتزلزل الْقُلُوب، ويندم العاصون، ويخبِرِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن هُنَاكَ قَوْما مِنْ النَّاسِ يَحْتَجُونَ و يَعْتَرِضُونَ عَلَى عَدَالَةِ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَعَمْ يحتجون عَلَى الْخَالِقِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، الْحَكَمُ الْعَدْلُ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ويحتجوا عَلَى اللَّهِ، فامتحنهم اللَّه مَرَّةً أُخْرَى فَهَذَا الْأَمْرُ قَدْ تستغربوه، فهل يجرؤ أحدا أَنْ يُحْتَجَّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟
 نعم، هُنَاك أَرْبَعَةٌ يَحْتَجُّونَ عَلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَكَيْف رَدَّ عَلَيْهِ رَبُّ الْعَالَمِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ وكيف سيختبرهم الله مرة أخرى يوم القيامة؟ هذا ما سنتعرف عليه في مقالنا اليوم.
ماذا يحدث فى أول دقيقة يوم القيامة ؟  قوم يحتجون على الله يوم القيامة من هم هؤلاء الأشخاص
هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ قَوْمٌ يَعْتَرِضُونَ عَلَى عَدَالَةِ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَكَيْفَ يُرَدُّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَيْف سيختبر اللَّه مَرَّةً أُخْرَى ؟


مَنْ هُمْ الَّذِين يختبرون يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَرَّةً أُخْرَى؟

 الَّذِينَ لَمْ تَبْلُغْهُم الدَعْوَةُ ولم يسمعوا بالْإِسْلَامِ لَمْ يُدْرِكُوا نَبِيا سَابِقًا أوَ لَاحِقًا، و هُمْ أَهْلُ الْفَترَةِ، وَرَجُلٌ أصم لا يسمع، وَرَجُلٌ هرم، وَرَجُلٌ أَحْمَق، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم:( أربعة يحتجون يَوْمٍ الْقِيَامَةِ، رَجُلٌ أَصَمُّ لَا يَسْمَعُ شَيْئًا، ورجل أحمق، ورجل مات في فترة، فأما الأصم فيقول: ربي لقد جاء الإسلام  مَا أَسْمَعُ شيئا، وأما الْأَحْمَق فَيَقُولُ: رَبِّي لقد جاء الْإِسْلَام والصبيان يحذفوني بالبعر، وَأما الهرم فيقول: ربي  لقد جاء الْإِسْلَامِ وَمَا أَعقِلَّ شَيْءٌ، وَأَمَّا الَّذِي مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ فَيَقول: رَبِّي مَا آتَاني لك رَّسُولُ فَيأخُذُ مواثيقه ليطيعنه، فيرسل أليهم أن إدْخُلُوا النَّارَ، قَالَ: فوَاَلَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ دَخَلُوهَا لَكانْتَ عَلَيْهِم بَردا وَسَلَاما، وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْهَا رد إليها)، يوضح لنا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كيف يكون حِسَابِهم عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، هَلْ يَدْخُلُونَ النَّارَ لِأَنَّهُم لَيْسوا من الْمُسْلِمِينَ أَوْ كَانَ إسلامهم ناقصا، أم يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ لعلتهم، ولأَنَّهُمْ لَمْ يَعُوا مَا فَاتَهُم مِنْ الدين.
 وَهَنا يُوَضِّح لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن هؤلاء الأربعة سوف يخوضون إمتحان يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَتَكُونُ نَّتِيجَة هَذَا الِاخْتِبَار أَوَّ الامْتِحَان إمَّا إلَى نَارٍ وَإِمَّا إلَى جَنّةٍ، وهو إختبار الطاعة للَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وفيه أَنَّهُ عِنْدَمَا يَعْرِضون حُجَّتَهُم عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يقَالَ لَهُمْ أدخلوا النَّارَ وَيُقْسَم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنهم لو أطاعوا اَللّهِ لَوْجِدوا النار بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَيْهِم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:( إذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ أَهْلَ الْفَترِة المعتوه والأصَّم والأَبكُر وَالشُّيُوخ الَّذِينَ لَمْ يَدْركُوا الْإِسْلَامِ، ثم إرسل إلَيهم رَسُولا أَنْ إدْخُلوا النَّارَ، فَيَقُولُون: كَيْفَ؟ وَلَمْ تَأْتِينا  رَسُول، قَالَ: وأَيْ بِاَللَّهِ لَوْ دَخَلُوهَا لَكانْتَ عَلَيْهِم بَرْدا وَسَلَاما، ثُمَّ يرسل إليهم فيطيعه مِنْ كَانَ يُرِيدُ أن يطيعه، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:( إقرأوا إن شئتم وما كنا معذبين حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا)، وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:( يُحَاسَب يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ أَرْسَلَ إلَيْهِمْ الرسل فيدخل اللَّهُ الْجَنَّةَ مِنْ أَطَاعَه، ويخل النار مَنْ عَصَاه، وَيَبْقَى قوما من الولدان وَاَلَّذِين هلَكوا فِي الْفَتْرَةِ، فيقول: وَإني آمركم أن تدخلوا هذه النار، فيخرج لهم عَنقٌ مِنْهَا، فمن دْخَلَُهَا كَانَت نَجاته، وَمَن نقص فَمنْ لَمْ يَدْخُلْهَا هلكته، يؤتى يوم القيامة بالممسوخ عقله وبالهالك في الفترة وبالهالك صغيرا، فيَقُولُ الممسوخ: يَا رَبِّ لَوْ أَتَيانِي عَقْلَا مَا كَانَ من أتيته عقلا بأَسْعَد مِنِّي، وَذَكَرَ فِي الهَالك في فَتْرَة وَالصَّغِير نَحْوُ ذَلِكَ فَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: إني آمركم بأمر فتُطِيعُوني، فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: إذهبوا فادخلوا النَّار، قالوا: لَوْ دَخَلُوهَا مَا ضرَتْهم فتخرج عَلَيْهِم قوَّابض فَيْظنون أَنَّهَا قَدْ أُهْلِكَت مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ، فيَرْجِعُون سراعا، ثم يأمرهم الثانية فيَرْجِعُون كَذَلِك، فيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: قبل أَنَ أخَلْقِكم عَلِمْتم مَا أَنْتُمْ عَملونَ وَعَلَى عِلْمِي خَلَقتكم وإلى علمي تصيرون، ضميهم فتأخذهم النار) وفي إسناده ضعف لكن يتقوى بالشواهد والطرق الأخرى والأحاديث التي ذكرها بن كثير وغيره، فهذه الأحاديث بمجموعها تثبت جنس الامتحان في يوم القيامة

 وَفِي إسْنَادِهِ ضعف لَكِنْ يَتَقَوَّى بِالشَّوَاهِد وَالطُرُق الأُخْرَى، والْأحَادِيثَ الَّتي ذُكِرَها بن كثير وغيره، فهذه الأحاديث   بمَجْمُوعِهَا تثبت جنس الإمتحان في يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى لَا يُعَذِّبُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ لَا يَسْتَحِقُّ الْعَذَاب، إن أمرهُم بِدُخُول النار لَيْسَ عُقُوبَةَ لهم، وَكَيْفَ يُعَاقِبُهُم عَلَى غَيْرِ ذَنب؟ وَإِنَّمَا هُوَ إِمْتِحَانِ وَإخْتِبَارُ لَهُمْ، هَلْ يطيعونه أم يعصونه، لو أطاعوه ودخلوها  لَمْ تَضرهم وَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدًا وَسَلَامًا، فلما عصوه وأمتنعوا من دخولها إستوجب عُقُوبَة مُخَالَفَة أَمره، وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ الخليل بذبح ولده، وَلَمْ يَكُنْ مرَاده  سوى توطين نَفْسِيه عَلَى الِامْتِثَالِ وَالتَّسْلِيَم و تَقْدِيم مَحَبَّةِ اللَّهِ عَلَى مَحَبَّةِ الولد، وَلَمْ فْعَلْ ذَلِكَ رفع عنه الأمر بالذبح.
وهذا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

مقالات تهمك
التنقل السريع