القائمة الرئيسية

الصفحات

مَاذَا فِعْلِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَمَا رمته طَائِفَةٌ بِالْحِجَارَة ؟

ماذا فعل الرسول (ص) عندما رمتة طائفة بالحجراة؟ كان رده غريب جدا من هي الذي رمت الرسول صلي الله عليه وسلم بالحجاره  هل تعلم لماذا رمت هذه المراه الرسول بالحجاره .. تعرف على ذلك  ماذا طان يغعل الرسول صلي الله عليه وسلم لترميه هذه المراه بالحجاره
مَاذَا فِعْلِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَمَا رمته طَائِفَةٌ بِالْحِجَارَة ؟

مَاذَا فِعْلِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَمَا رمته طَائِفَةٌ بِالْحِجَارَة ؟

كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمُرُّ فِي السُّوقِ ذَاتَ مَرّةٍ فَينثرُون عَلَى رأسه التُّرَابِ، فَيذْهَب الصَّابِر الْمُحْتَسِبُ إلَى بَيْتِهِ فَتغْسِلَه السَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ ويَدُور الحِوَار التَّالِي بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا وَعُمْرَهَا آنذاك ثَلَاثَ عَشْرَةَ سنة، تسأله السَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ وَهِيَ تَبْكِي مَا هَذَا الَّذِي أَرَاهُ يَا أَبَتَاهُ؟ وَتَمْرَح الابْتِسَامَة النَّبَوِيَّةِ عَلَى شَفَتَيْه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ لَهَا لَا تَبْكِي يَا بُنَيَّة أَنْ اللَّهَ مَانِعٌ أباكِ، وَتَظَل السَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ تَبْكِي وَتَقُولُ لَهُ وهل يَبْقَى هَذَا يتبعك يَا أَبَتَاهُ؟ وَيَرِدُ عَلَيْه النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سأغَادِر مَكَّةَ يَا فَاطِمَةُ، إِلَى أَيْنَ يَا أَبَتاه؟ إلَى مَكَان يَسْمَعُ فِيهِ صَوْتٌ الْحَقّ ويُعِينَنِي عَلَى أَعْدَائِي، حتى أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صُوَر هَذِهِ الْحَقِيقَةُ بِقَوْلِهِ ما نالت مني قريش شَيْئًا أُكْرِهَ حَتَّى مَاتَ أَبُو طَالِبٍ، وَهَذَا مَا سنتحدث عَنْهُ فِي مقالنا اليوم وهو ذَهَاب الرَّسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى الطَّائِفِ، ومَاذَا تَلْقَاهُ مِنْ قَومها؟ وكيف كَانَ رَدَّه؟

 قرر الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَخْرُجَ بِالدَّعْوَة مِنْ مَكَّةَ إلَى الطَّائِفِ لَعَلَّهُ يَجِدُ بَيْنَهُمَ من يؤمن بِهَذِهِ الرِّسَالَة الْخَالِدَة، ويطلب النُّصْرَة وَالْعَوْن مِنْ أَهْلِهَا، ويرجوا أَنْ يَقْبَلوا مِنْهُ مَا جاءهم بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَى، وَ فِي الطَّائِفِ الَّتِي وَصَلَهَا النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ جهْدٍ طَوِيلٌ يَتَعَرَّضُ لِبَلَاءِ أَكْبَر، لَقَدْ إلتقى بنَفَرٍ مِنْ سادة ثَقِيفٍ فجَلَسَ إلَيْهِمْ وَدَعَاهُمْ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إلَى الدِينَ الجديد، عَرَضَ عَلَيْهِمْ الْمُهِمَّةِ الَّتِي جاء مِنْ أَجْلِهَا طَلَبَ مِنْهُمْ السَّنَد وَالْعَوْن اللَّهُ، لَكِنْ أَهْل الطَّائِفِ لَمْ يَكُونُوا أَشْرَفُ مِنْ سَادَةِ قُرَيْش، فقد ردوه ردًا عنيفا وكيف تَقَبَّل ثُقِيف دَعْوَتِه وَعِنْدَهُم صنمهم الْمَعْبود الْمَقْدِسِ "اللات" الَّذِي تَزُورُه الْعَرَبِ أَيَّامَ الصَّيْفِ الْحَارُّ فِي الطَّائِفِ فتَسْتَفِيد ثَقِيفٍ منهم، أما لو دخلوا فِي دين الْإِسْلَامِ فلم يَزُورُهُم أَحَدٌ وَسَيُحَرِّمُون مِنْ الْأَرْبَاح الطائِلُة فَتُقْبَل ثَقِيف دَعْوَتِه، كيف يقبلون  دَعْوَتِه وَهُوَ يَدْعُوهم إلى مبدأ المساواة بَيْنَ الْعَبِيدِ وَالسَّادَة، وكذلك إزالة تِجَارَة الرِّبَا أهل الطائف عَرَفوا أن دِينَ الْإِسْلَامِ سيضرب مَصَالِحِهِم الْمَادِّيَّة لذَلكَ ردوا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدًا عنيفا، فردوا عليه درًا مُنْكَرًا وَسَخِروا مِنْهُ واستهزأوا بِهَ، قال لَهُ أَحَدُهُمْ هِوَ يَمُرُّط أي أمزق ثياب الكعبة إن كان اللَّه أرسلك، وَقَالَ الْآخَرُ أَمَّا وَجَدَ اللَّهُ أَحَدًا يُرْسِلُهُ غَيْرِك، وَقَال الثَّالِث وَالله لا أُكَلِّمُكَ أَبَدًا لو كُنْت رَسُول اللَّهِ كَمَا تَقُولُ لأَنْتَ أعَظَمَ خاطرًا مَنْ أن أَرُدّ عَلَيك الْكَلَامِ وَلَأن كنت تكْذِبُ عَلَى اللَّهِ وحشى رَسُولَ اللَّهِ مِنْ الْكَذِبِ وهُوَ الصَّادِقُ الْأَمِينِ لا ينبغي ليّ أَن أُكَلّمْك، فَلَمّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ مِنْهُمْ الإستهزاء والسَّبَبِ وَالشَّتم  وَالْطرد، طَلَب مِنْهُمْ إلَّا يَخِبرُّوا أَهْلِ مَكَّةَ بِمَجيئه إلَيْهِم، لَكِنَّ أَهْل الطَّائِفِ تَخْلُوَا عَنْ ابْسُط مَظَاهِر الْخَلْق الْعَرَبِيَّ وهو إكْرَامِ الضَّيْفِ الغريب كانوا أشد خسة وَدَنَاءَة ممَا تَوقعه النَّبِيِّ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامُ، أتدري مَاذَا فَعَلْ سادَة ثَقِيف؟ لَقَد أَرْسَلوا رَسُولَهُم إلَى مَكَّةَ لَيخْبِرَ طَواغيطها و شياطينها بِمَا حَصَلَ لِمُحَمَّدٍ فِي الطَّائِفِ لَمْ يَكْتَفوا بِهَذَا فَقَطْ، بَلْ تَخْلُوَا عَنْ أَخْلَاقِ الْعَرَبِ كُلّهَا فسلطوا عَلَيْهِ الصِّبْيَانَ وَالْعَبِيدَ والسفهاء وَقَفوا صفِين وأخذوا يرمونه بِالْحِجَارَة وَيَسْخَرُون مِنْه ويسبونه بأقبح السِّبَاب والشتائم ورَجِعَ مِنْ الطّائِفِ إِلَى مَكَّةَ مَشْيًا عَلَى الْإِقْدَامِ تَجُولُ فِي نَفْسِه الْخَواطر ويملئ الحزن دامي الْقَدَمَيْنِ، فبعد أن أذي فِي مَكَّةَ وكَانَ يَأمَلُ فِي الطَّائِفِ خَيْرًا، فإذَا هَمَّ يسلطون عَلَيْه سفهائهم وَأَطْفَالِهِم ليرجموه بالحجارة، فلَك أَنْ تُتَخَيَّل ما كان يملئ نَفْسِهِ وَهُوَ فِي هَذَا الظرف فتَهتَز السَّمَاءِ وَيَنْزِلُ جِبْرِيل ويَقُولُ يَا مُحَمَّدُ: هَذَا مَلِكٌ الْجِبَالِ مأمور أَنْ يَمتثل لأمرك وإنْ شَئت أطبق عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ أي الْجَبَلين، فتتجلى رَحْمَتَهُ وَ يَرْفُضَ ذَلِكَ حَتَّى إنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَرْفَعُ قَدَمًا وَلَا يَضَعُهَا إلا علَى الْحِجَارَة وسَالَت الدِّمَاءِ مِنْ قَدَمَيْهِ الشريفتين وشج رَأْس سَيِّدِنَا زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ الَّذِي حَاول الدِفَاع عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وألجأ السُّفَهَاء وَالصِّبْيَان رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى بُسْتَانٍ لعُتبة وشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَلم يَجدّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ مَا جَلَسَ وَالدِّمَاء تَنْزِفْ مِنْ قَدَمَيْهِ الشريفتين الْكَرِيمَتَيْن المباركتين إلَا أَنْ يَتَوَجَّهَ إلَى رَبِّهِ وَرَاح النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتذكر أَصْحَابُهُ الَّذِينَ يُجلَّدُونَ وَيُعَذَّبُون فِي مَكَّةَ وتَذَكَّرَ خَدِيجَة وَتَذَكَّر أَبِي طَالِبٍ، فلم يجد بدًا مِنْ أَنَّ يَرْفَعَ هَذِه الشَّكْوَى إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَسمعتم إلَى دُعَاءِ الَّذِي وَصَفَهُ رَبِّه بِقَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" لَمْ يَطلب مِنْ اللَّهِ أَنْ يَنْتَقِمَ مِنْهُمْ ولا أَنَّ يَسيل دِمَائِهِم وألا يبقي عَلَى أَرْضٍ الطَّائِفَ مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا، بل لَمْ نسْمَعْ كَلِمَة ذمٍ وَاحِدَةٍ عَلَى الَّذِينَ طاردوه وسَبَوْه وَأدنوا قَدَمَيْهِ بِالْحِجَارَة، كان كُلَّ همه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تِلْكَ اللَّحْظَةَ هوَ ألَّا يَكُونُ قَدْ غَضِبَ اللَّهِ عَلَيْهِم، فَلَمَّا رَآهُ ابِن ربَيِّعة عتبة وشيبه  وَكَانَ مِنْ الَّد أَعْداءِ الإِسْلامِ ومن مِنْ مَشوا إلَى أَبِي طَالِبٍ عَمَّ النَّبِيِّ مِنْ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ يَسْأَلُونَهُ أَنْ يَكفه عَنْهُم أو يُخَلِّيَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ حَتّى يُهْلِك أَحَدَ الْفَرِيقَيْنِ لَكِن فِي هَذَا الْمَشْهَد انْقَلَبَت الْغَرِيزَة الْوَحْشِيَّة إلَى الشَّفَقَةِ وَالتراحم فدَعُوا غلامَا لَهُمَا نصرانيا يُقَالُ لَهُ عَباسٌ فَقَالَ لَهُ خُذ قطفا مِنْ هَذَا الْعِنَبِ فضَعَهُ فِي هَذَا الطَّبَق ثُمَّ إذْهَبَ به إلَى ذَلِكَ الرَّجُلُ فقل لَهُ أن يَأْكُلُ مِنْهُ . ففعل عداس ثم أقبل به حَتَّى وَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْ الرّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيشْهَد عداسّ لِلنَّبِيّ بِالرِسَالَة وَيَدْخُلُ فِي دَيْنٍ الْإِسْلَامِ، حَقًّا إنَّك لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ، أَنْ فِي إسْلَام عَدّاسٌ مُوَاسَاةٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فُلَا إن أَذَاه قَوْمِهِ فهذا يَقْبَلُ يده ورجليه وَيَشْهَدُ لَهُ بِرِسَالَةٍ وَيُسَلِّم وَكَأَنَّه يَعْتَذِرَ عَنْ إيذَاء أُولَئِك السفَهَاء فبَعْد الصَّدْ والْإعْرَاض مَنْ قَوْمِهِ يَأْتِي مِنْ يُؤْمِنُ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ تَرَكَ الْبِلَادِ الْبَعِيدَةِ، هَذَا وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَى و أَعْلَم وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ .

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

مقالات تهمك
التنقل السريع