لِمَاذَا حَذِرَنَا الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ؟ وَمَاذَا يَفْعَلُ هل يُسَبِّب فِي هَلَاك الْكَثِيرِ مِنْ الْبَشَرِ؟
لِمَاذَا نَهانا الرَّسُولُ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وحذرنا
مِنْ هَذا الْفِعْلَ فَالنفخ فِي الطَّعَامِ هي حركة تِلْقائِيَّةٌ عِنْد
الْكَثِيرِين، وَتَتَكَرَّر مَعَهُم بِشَكْل يَوْمِيًّا خَاصَّةً عِنْدَ
الْأَطْفَالِ.
 |
| لِمَاذَا حَذِرَنَا الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ؟ وَمَاذَا يَفْعَلُ هل يُسَبِّب فِي هَلَاك الْكَثِيرِ مِنْ الْبَشَرِ؟ |
"عن بن
عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَتَنَفَّسَ فِي الْإِنَاءِ أَوْ يُنْفَخَ فِيهِ، فَقَالَ: إذَا شَرِبَ
أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَفَّسْ في الماء"، "وَعَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ النَّفْخِ فِي الشَّرَابِ وَالطَّعَامُ فهُوَ
الَّذِي لَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى إنْ هُوَ إلَّا وَحْيٌ يُوحَى"، حَيْثُ
إنَّهُ بَعْدَ سَنَوَاتٍ عديدة جاءت الأبحاث العلمية مُصَدِقَةٌ لِكَلَام
النَّبِيُّ الْكَرِيمُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتقول؛ أَنَّهُ تُوجَدُ
فِي أَجْسَامُنَا بَكْتِيرِيا نَافِعَة صديقةٌ بِعَكس تلِك الضَّارَّة فِي
أَجْسَامُنَا، وَهيّ تُسَاعِد الْجِسْم عَلَى مُقاوَمَةِ بَعْضِ الْأَمْرَاضِ
وَتُوجَد بالحلق، كلن حينَمَا يَقُوم الْإِنْسَان بِالنَّفَخ تُخَرَّجُ هَذِهِ
البكتيريا مَع الْهَوَاء الْخَارِجُ مِنْ جَوْفِ الْإِنْسَانِ وبمجرد ملامستها
لسطح سَاخِن تَتَحَوَّلُ إلَى بكتريا ضارِة مؤدية إلَى الْإِصَابَة بالسرطان،
فالرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَدَّعِ شَيْئًا مَكْرُوهًا
إلا وحذرنا منه، وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى سَبَبَ هَذَا النَّهي، يَقُول
الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: سَبَبُ النَّهْيِ
عَنْ التَّنَفُّسِ فِي الشَّرَابِ وَالطَّعَامُ هُوَ أَنَّهُ قَدْ يَقَعُ فِيهِ
شَيْءٌ مِنْ الرِّيق أَو الْمُخاطَ مِنْ بخار ردئ من الْفَمِ فيكسبه رَائِحَةٌ
كَرِيهَةٌ فَتأباه نَفْسِ الشَّارِبَ وتتقذره وترفضه وَكَانَ التقذر والإشمئزاز من
النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ طباع أَكْثَرَ النَّاسِ، وَيَكُونَ هَذَا إذَا أَكَلَ
وَشُرْبٍ الشَّخْص مَعَ غيره، أَمَا إذا أكل وَحْدَه أَوْ مَعَ أَهْلِهِ أو مِنْ
يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَتَقذرُ شَيْئًا مِنْ مَا يَتَنَاوَلُهُ فلا بأس
وَالْأَوْلَى أَنْ يمنع النفخ إذا أَكْلِ مَعَ نَفْسِهِ أَوْ مع غَيْرِهِ، وقال
ابن الْعَرَبِيّ: قَالَ عُلَمَاؤُنَا: تَرْكِ النَّفخ
هو مِنْ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَلَكِنْ يحرم عَلَى الرَّجُلِ بأَن يناول أَخَاه
مَا يُقَذَّرُهُ فإن نفخ فِي خَاصَّةَ نَفْسِهِ ثُمَّ جَاءَ بِالْإِنَاء وَأَعْطاه
لِغَيْرِه فَلْيُعْلِمْه ويخبره فَإِنْ لَمْ يُخْبِرْهُ بِأَنَّهُ نَفَخَ فِي
الْإناء فهو غش والغش حرام، قال القرطبي: مَعْنَى النَّهْيِ عَنْ التَّنَفُّسِ فِي
الْإِنَاءِ لَألا يتَقْذرُ به من بذاق أَوْ رَائِحَةٍ كَرِيهَةٍ تَتَعَلَّق
بِالْمَاءِ، والنفخ في الطعام الْحَارِّ يَدُلُّ عَلَى الْعَجَلَةِ الدَّالَّةِ
عَلَى الشَّرَهُ وَعَدَم الصَّبْرِ وَ قِلَّة الْمُرُوءَة وَفِيهِ مِنْ أَهَانَةُ
الطَّعَامِ مَا يَخْرُجُ مِنْ الرِّيقِ وَعَلَيْه يُكْرَهُ ولو أَكْلُ وَحْدَهُ
وَسَوَاءٌ كَانَ فِي يَدِهِ فِي الْإِنَاءِ، أَمَّا إذَا كَانَتْ هناك حَاجَةً
تَدْعُو إلَى النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ أَوْ الشَّرَابَ لتبريده وَكَانَ يُحْتَاجُ
إلَى أَنْ يَأْكُلَ أَوْ يَشْرَبَ ويشق عَلَيه أَنَّ يَنْتَظِرَه ليَبْرِد فَإِن
الكراهة تزول حين إِذَا، كَمَا صَرَّحَ بِذَلِكَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ وَلأجل
ما ذُكِر ننصحكم بِعَدَم النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ الساخن لأَنَّ هَذَا مَكَارِمِ
الْأَخْلَاقِ الَّتِي عَلَّمَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لأْمَتَهُ، هَذَا وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَم وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ
وَبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ عَلَى آلِهِ وَ صُحْبَةٌ أَجْمَعِين.
تعليقات