لِمَاذَا أَمَرَنَا الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفَتْحِ الْعَيْنِ أَثْنَاء السُّجُود وَعَدَم تغميضها ؟
يَحْرِص الْمُسْلِم عادة عَلَى إتباع
السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ الشَّرِيفَة، وَمِنْ سنن الصَّلَاة إبْقَاء الْعَيْن مَفْتُوحَة
وَالنَّظَرُ إلَى مَكَان السجود، وَلَكِنْ هَلْ تَعْرِفُ لِمَاذَا أَمَرَنَا
الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهَذَا الْأَمْرُ؟ فَهيا لنتعرف
عليه من خلال مقالنا اليوم.
لِمَاذَا أَمَرَنَا الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفَتْحِ الْعَيْنِ أَثْنَاء السُّجُود وَعَدَم تغميضها ؟ |
جمهور الفقهاء ذهَبوا إلَى كَرَاهِة تغْمِيض الْعَيْنَيْنِ فِي
الصَّلَاةِ، لمَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ
فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ وابن عدي من ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا قَالَ:( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إذَا قَامَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلَا يغمض عينيه)، وعللوا ذَلِكَ
بِأَنَّهُ مُظْنةُ النَّوْم، وَبأَنَّ السُّنَّةَ أَنْ يَرْمِيَ الْمَصلِيّ
بِبُصْرَى إلَى مَوْضِعٍ السُّجُودِ، وَفِي التغميض ترك لتلك السنة، كَمَا
عَلَّلوا بِأَنَّ كُلَّ عُضْوٍ يعترف بذو حظ مِنْ هَذِهِ الْعِبَادَةِ، وَحَظّ
الْعين مِنْهُا النظر وَاسْتَثنوا من ذَلِكَ التغميض لكمال الخشوع بِأن خِافَّ فوات الخشوع بِسَبَب رؤية ما يشوش
الخاطر فلا يكره حين إذ، بل قال بَعْضُهُمْ أَنَّهُ الْأَوْلَى وَ يَجِب التغميض
إذَا لَزِمَ مِنْ ترك فعل مُحَرَّم،
كنْظُر مُحَرَّم لا طريق إلى الاحتراذ منه ومن الفقهاء من لم يكره التغمض أَصْلًا،
قَالَ الْإِمَامُ النَّوَوِيُّ وَالْمُخْتَارُ: أَنَّهُ لَا
يُكْرَهُ إذَا لَمْ يَخف ضررًا لأنه يجَمْع الخشوع وحضور الْقَلْب وَيُمْنَعُ مِنْ
ٱرسَالِ النَّظَر وَتَّفْرِيق الذهن، ودعانا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لإبقاء الْعَيْنَ مَفْتُوحَة أَثْنَاء السُّجُودِ، وَقَدْ
أُثْبِتَ الْعِلْمِ الْحَدِيثِ
ما الحكمة من إبقاء العين مفتوحة؟
فعضلات العين تعاني مِنَ التَّصَلُّبِ الْنسَبي بِمُرُور الْأَيَّامِ مِما
يَؤدَيْ إلَى عَدَمِ قُدْرَتِهَا عَلَى زِيَادَةِ وَنَقْصٌ تَحْدُق عدسة العين
بَالشَّكْل الطَّبِيعِيّ، فيجب ابقاء مَفْتُوحَة عِنْدَ الصَّلَاةِ فِي الْوُقُوفِ
وفِي الرُّكُوعِ وفِي السُّجُودِ، وَتَكُون الْعَيْن مَرْكَزة على منطقة
مُعَيَّنَة يقترب الْعَيْنُ مِنْهَا عِنْدَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، وعند الوقوف
سترتخي العَضَلاَتِ ويقل التحدق، أما عِنْدَ السُّجُودِ فتَنْقَبِض العدسات
أَكْثَرَ مِنْ الرُّكُوع بسَبَبٌ اقْتِرَاب الْمَسَافَة كَثِيرَا بَيْنَ الْعَيْنِ
وَالْمِنْطَقَة الَّتِي تُرْكَز عَلَيْهَا الْعَيْنِ، وهذا الأمر يؤثر إجابا على
صحة العين ويساهم في خفض ضغطها، وعند إلتزامنا
بِسُنَّة الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَثْنَاءِ
الصَّلَاةِ نقوم بهَذَا الْأَمْرِ 17 مَرَّةً فِي الْيَوْمِ الْوَاحِدِ، ممَا يُقينَا مِنْ
الْكَثيرِ مِنْ أَمْرَاضِ الْعَيْن و يُحَافِظُ عَلَى بَصَر أَفضَل، وَاَللَّهُ
أَعْلَى وَأَعْلَم .
تعليقات