لِمَاذَا تَنْبَحُ الْكِلَابُ وتصرخ عِنْدَ سَمَاعِ الْأَذَانِ و هَلْ يَرَى الْكَلْبَ بِمَوْت الْإِنْسَان ؟
يَعْتَقِد الْكَثِيرُون أَن نُبَاحٌ
الْكَلْب دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ هُنَاكَ مَنْ سَيَمُوت فِي تِلْكَ الْمِنْطَقَةِ
أَوْ الْبَيْتِ أَوْ أَنَّ كارثة ستَحْدُث، وهناك بَعْضِ الْكِلَابِ تَنْبَح
وَقْتِ الْأَذَانِ فمَاذَا رأت إذا؟ وَلِمَاذَا تَنْبَح وَقْتِ الْأَذَانِ
تَحْدِيدًا؟ وَبِمَاذَا أَخْبَرَنَا الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي الْأَمَرَ؟
لِمَاذَا تَنْبَحُ الْكِلَابُ وتصرخ عِنْدَ سَمَاعِ الْأَذَانِ و هَلْ يَرَى الْكَلْبَ بِمَوْت الْإِنْسَان ؟ |
أمرنا النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتَعَوَّذُ بِاَللَّهِ
مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، عند سماع نُبَاحٌ الْكَلْبِ ونهيق الحمير، لأنها
تَرَى مَالًا نَرَى فقال صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحٌ
الْكِلَاب ونهيق الْحَمِير بِاللَّيْل فتَّعَوُّذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ
فَإِنَّهُن يَرَين مَالًا تَرَوْن أي من الْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ، فَإِنَّهُم
مُخْصصُون بِذَلِكَ دُونَكَم أَنْتُمْ يَا بني آدم وَيَقل الْخُرُوجِ هدأت الْأرْجل فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبُثّ
فِي لَيْلَةٍ مِنْ خَلْقِهِ مَا يَشَاءُ، وأجيفوا الْأَبْوَاب وَاذْكُرُوا اسْمَ
اللَّهِ عَلَيْهَا فَإِنْ الشَّيْطَانَ لَا يُفْتَحُ بَابًا أجيف وَذِكْرِ اسْمِ
اللَّهِ عَلَيْهِ وغطوا الجرار وَأوكؤا الْقُرَبَ واكفئوا الْأنية،
فالشَّيْطَانُ يفر عِنْدَ سَمَاعِ صَوْتِ
الْمُؤَذِّنِ وَلَه ضراط وَأنين للخَوفَ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إذَا نودي للصلاة أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ
ضُرَاطٌ حَتَّى لَا يَسْمَعُ التَّأْذِينَ فَإِذَا قُضَى النِّدَاء أقَبْلُ حَتَّى
إذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ أَدْبَرَ، حَتَّى إذَا قضي التثويب أَقْبَلَ، حَتَّى
يَخطر بَيْنَ الْمَرْءِ نَفْسَهُ يقول: أذكر كَذَا أذكر كَذَا لِمَا لَمْ يَكُنْ
يَذْكُرُ حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ لَا يدْرَي كم صلى، فالشيطان يكر صَوْت
الْأَذَان وَيخَاف مِنْهُ، فَإِذَا سمعه فَرَ هَارِبًا فتنبح الكلاب، وَيَكون
عوائها لِرُؤْيَتِهَا وَهِي تَنفر، وَقَدْ يكونَ الكلب نَفْسه شيطانا، فالشياطين
تتمثل بصور كثيرة مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ، ففيِ صَحِيحِ الْمُسْلِمِ أَنْ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( الْكَلْبُ
الْأَسْوَدُ شَيْطَان، فالكلب الأسود شيطان الكلاب وَالْجِنَّ تتصور بِصُورَتِه كَثِيرًا،
وَكَذَلِكَ بِصُورَةِ الْقِطّ الْأَسْوَد، لِأَنَّ السواد أجمع بالقوى
الشَّيْطَانِيَّة من غيره وَفِيهِ قُوَّةٌ الْحَرَارَة . أما مايقوله بعض
الناس أن نُبَاحٌ الْكَلْب أَنَّهَا رَأَتْ مَلَكُ الْمَوْتِ وَأَنّ أَحَدٌ مِنْ
سَاكِنِ هَذَا الْمَكَانِ سيموت، فهَذَا لَمْ يَثْبُتْ بِدَلِيلٍ شَرْعِيٍّ وَ
قَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ فَإِنْا لم نطلع عَلَى دَلِيلٍ يدل عَلَى أَنَّ عُوَاء
الْكِلَاب سَبَبه رُؤْيَتِهَا مَلَكُ الْمَوْتِ وَالظَّاهِرَ أن ما يَرَاهُ
الْكَلَاب لَيْسَ مِن الملائكة وَإِنَّمَا من الشَيَاطِين، ويدل لذلك ما في الحَدِيثِ (مَنْ سَمِعَ
نُبَاحٌ الْكَلْبِ أَوْ نهَاقِ حِمَار فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ
الرَّجِيمِ فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ مَالًا تَرَون)، وَفِي حَدِيثِ
آخَرَ إذَا سمعتم صياح الديكة مَنَّ الليل فإنها رأت ملكا فسلوا الله من فضله،
وإذا سمعتم نهاق الحمير في الليل فإنها رأت شيطانا فَتَعَوَّذْ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ
فَلَن ينهق الحِمَارٍ حَتَّى يُرَى
الشَّيْطَانِ أَوْ يُتِمُّثل لَه شَيْطَانا، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فِأذِكْرِ
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ و صَلُّوا عَلَى النَّبِيِّ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى
سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ صَلَاة كَثِيرًا عَدَدَ مَا كَانَ
وَعَدَدَ مَا يَكُونُ وَعَدَد الْحَرَكَات وَالسُّكُون، هَذَا وَاَللَّهُ تَعَالَى
أَعْلَم وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى
آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
تعليقات