القائمة الرئيسية

الصفحات

هَل يحاسبنا اللَّهُ عَلَى ذُنُوبَنَا الَّتِي تُبْنَا مِنْهَا ؟ وَهَل تُعْرَّض عَلَيْنَا يَوْمٌ الْقِيَامَةِ ؟


هَل يحاسبنا اللَّهُ عَلَى ذُنُوبَنَا الَّتِي تُبْنَا مِنْهَا ؟ وَهَل تُعْرَّض عَلَيْنَا يَوْمٌ الْقِيَامَةِ ؟


بِك أَسْتَجِير وَمَن يُجِير سِوَاكًا 
فَاجِرٌ ضعيفا يحتمي بحماك
إني ضَعِيفٌ أَسْتَعِين عَلَى قوي
ذنبي ومعصيتي بِبَعْض قواكا
 أذنبت يا ربي وآذتني ذنوبي
ما لها من غافر إلاك
دنياي غرتني وعفوك غرني
 ما حيلتي في هذه أو ذاك
لو أن قلبي شك لم يك مؤمنا
بكريم عفوك ما غوى وعصاكا
رباه ها أنا ذا خلصت من الهوى
واستقبل القلب الخلي هداكا
رباه قلب تائب ناجاك
أترده وترد صادق توبتي
حاشاك ترفض تائبا حاشاكا
فليرضى عني الناس أو فليسخطوا
أنا لم أعد أسعى لغير رضاك


فيقول اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَا ابْنَ آدَمَ إنَّك مَا دَعَوْتنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَك عَلَى مَا كَانَ فِيك ولا أبالي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُك عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَك وَلَا أُبَالِي، يأبن آدَم إنك لو أتيتني بِقِرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا لأتيتك بقرابها مغفرة وَلَا أبَالِي، يَا عِبَادِي كُلُّكُم ضَالٌّ إلَّا مِنْ هَدِيَّتَه فاستهدوني أَهْدِكُم، يَا عِبَادِي كُلُّكُم جَائِع إلَّا مِنْ أَطْعَمْتَه فستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فستكسوني أكسكم، يَا عِبَادِي أَنَّكُم تُخْطِئُون بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا اغْفِر الذُّنُوبَ جَمِيعًا فاستغفروني أغفر لكم، فلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ كَتبَ فِي كِتابِه فهو عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ إنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي، فيَا رَبّي أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ أُمِّي هي أَرْحَم النَّاسُ بَي وَأَنَا أَعْلَمُ رَبِّي أَرْحَم بِي مِنْ أُمِّيٍّ وأُمِّي لا تَرْضَى لي الهلاك وَلَا تَرْضَى لي الْعَذَابَ، افترضاه لي يَا رَبِّي وأنت أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، فاللَّه عز وجل اللَّهَ هو أرئف من الأم لولدها، فيبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: أَذْنَبَ عَبْدٍ ذَنْبًا، فَقَالَ: اللّهُمّ أغفر لي ذنبي، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَذْنَب عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويأخذ به ثُمَّ عَادَ فأَذْنَبَ ذَنْبًا، فَقَالَ: أي ربي أغفر لي ذنبي، فقال اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أذنب عَبْدِي ذَنْبًا فعَلِيم أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويأخذ به، ثُمَّ عَادَ فأذنب، فقال: أي ربي إغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به إعمل ما شئت فقد غفرت لك)، فعِنْدَمَا عَصَى آدَم رَبَّهُ قَالَ اللَّهُ: يَا آدَمُ خَلَقْتُك بِيَدِي وربيتك بنعمتي وأنت تخالفني تعصاني، فإذَا رَجَعَتْ إلَي تبت عَلَيْك فمن أين تجد إلها مثلي و أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، فيا آدَمُ لا تجزع من قولي لك اخْرُجْ مِنْهَا فَلكَ خُلِقَتهَا، ولكن إنزل إلَى الْأَرْضِ وأزل نفسك مِنْ أَجْلِي وأنكسر في حبي حتى إذا زاد شوقك إلي وإليها تَعَالَي لأدَخَلك إلَيْهَا مَرَّة أخرى، يَا آدَمُ كنت تتمنى أن أعصمك، قَالَ آدَمُ: نَعَمْ، فَقَالَ: يَا آدَمُ إذا  عِصْمَتِك وعصمت بنيك فعَلَى مَنْ أَجود برْحَمتي و عَلَى مَنْ أتفضل بِكْرمي وَعَلَى مَنْ أتودد وعَلَى مَنْ أغْفِر، يَا آدم ذنب تذل به إلينا أُحِبُّ إلَينا مِنْ طَاعَةِ ترائي بِهَا عَلَيْنَا، يَا آدَمُ آنين المذنبين أحب إلينا من تسبيح المرائين فرَحِمَة اللَّهُ تَعَالَى هي التي تَدْخُلَ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ الْجَنَّةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَن يدخل أَحَدٌ الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ كمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( لَن يَدْخُلْ أَحَدًا عَمَلِه الجنة، قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: وَلَا أَنَا إلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بفضل ورَحْمَةٍ فسددوا وقاربوا ولاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمْ الْمَوْتُ إنْ محسنا فلعله أن يَزْدَاد خَيْرًا، وإِنَّ مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يستَعْتبَ)، فبعد أن مات جَمِيعُ الْخَلَائِقِ ينشق الْقَبر عن نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَلِكَ للْعَرْضِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وهو صلى الله عليه وسلم أَوَّلُ مَنْ يَخْرُجُ إلَى الْحَشْرِ، فيَتَدرَّع ويَقُولُ للَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:( اللَّهُمَّ إنِّي لَا أَسْأَلُك فَاطِمَة ابِنْتِي وَلَا خَديجَة زَوْجَتِي ولا صفية عمتي وَلَكِنْ أسألك أمتي أمتي يا رب العالمين)،فينادى من قبل الله عز وجل يا مُحَمَّدٍ  وعزتي وجلالي لأقسمن القيامة بيني وبينك، أنت تقول: أمتي أُمَّتِي، وَأَنَا أَقُولُ رَحْمَتِي رَحْمَتِي، فلا تضيع أَمَةٌ بَيْنَ الرَّحِيم وَالشَّفِيع، فيمر الناس  عَلَى الصِّرَاطِ فَمنَّهُم مَسَلَم مخدوش وناجي مُسَلَم ومَنْهم من  يُلْقَى عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ حَتَّى إذَا فَرَغوا قالوا الذين نجوا  مِنْهُمْ لربهم: ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا ويصَومون مَعَنَا فأذن لنا فيهم "أي فِي الشَّفَاعَةِ"، فيأذن اللَّهِ تَعَالَى ويقول: إذهبوا فمن وجدم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه، فيخرجون أقواما ثم يقولون ربنا: لم يبقى فيها أحد مما أمرتنا به، فيقول الله تعالى : إرجعوا فمن وجدتم في قلبة ميثقال نصف من إيمان فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرين، ويقولون: ربنا لم يبقى فيها أحد مما أمرت به، فيقول الله تعالى: إرجعوا فمن وجدتم  فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ فأخرجوه، فيخرجون خلقا ويقولون رَبَّنَا لم يبقى فِيهَا أَحَدٌ مِمن أَمَرْتَنا بِهِ، فيقول الله عز وجل: شفعت الْمَلَائِكَةُ وَشَفَعَ النَّبِيُّونَ وَشَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ وبقيت شَفَاعَة أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، ثم يدخل جل وعلا يده في النار فيخرج منها أقواما قد أمتحشوا فينبتون كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ في حميل السيل، ثُمّ يقال لهم إدخلوا الجنة، فإذَا جَاءوا عَلَى أَبْوَابِهَا سأَلُوا اللَّهَ جل وعلا شيئا مما يرونه، فيقول الله جل وعلا لهم: لكم ذلك وعشرة أمثاله معه، فيقولون ربنا لقد أعطيتنا مالم تعطي أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ، فيقول  أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ: أَلا أعطيكم  أَعْظَمُ مِنْ هَذَا، فيَقُولُون: ربنا وأي شيئا أعظم من هذا، فيقول اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أعطيكم رضواني فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بعده أَبَدًا، فَهُوَ الْقَائِلُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، فسُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ لَا مَفَرَّ مِنْكَ إِلَّا إليك وسُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ لَا مَنْجَا مِنْكَ وَلَا ملجأ إلا إليك، هذا وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَم وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ .

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

مقالات تهمك
التنقل السريع