القائمة الرئيسية

الصفحات

لِمَاذَا وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَى الْأَعْرَابِ بِأَنَّهُمْ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا و مَاذَا فعلوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟


لِمَاذَا وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَى الْأَعْرَابِ بِأَنَّهُمْ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا و مَاذَا فعلوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟


 قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:( الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، فلِمَاذَا وَصَفَ اللَّهُ الْأَعْرَابِ بِأَنَّهُمْ أَشَدُّ كُفْرًا ونفَاقا؟ وَمَنْ هَمَّ الْإِعْرَاب الْمَذْكُورون بِالْكفر والنفاق؟

معنى الاعراب اشد كفرا ونفاقا مامعنى اعرابي؟ومن هم ؟ ولماذا الاعراب اشد كفرا ونفاقا ولماذا لاتُقبل شهادتهم هل تعلم لماذا وصف الله عز وجل الاعراب بانهم اشد كفرا ونفاقا؟! الاعراب اشد كفرا و نفاقا تحذير رسول الله من البدو والاعراب لماذا ؟ لكي تعرف من قال فيهم الله تعالي الاعراب اشد كفرا ونفاقا ادخل واستمع لهذا المقطع لماذا وصف الله الأعراب بأنهم أشد كفراً و نفاقاً ؟؟ الإجابة صادمة للجميع
لِمَاذَا وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَى الْأَعْرَابِ بِأَنَّهُمْ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا و مَاذَا فعلوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟


الْمَقْصُود بِالْإِعْرَاب:

 الْمَقْصُود بِالْإِعْرَاب فِي الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ وَمِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ مِنْ الْعَرَبِ الَّذِينَ سَكَنُوا الصَّحْرَاءِ فَإِنْ اللَّهَ تَعَالَى وَصَفَ الْأَعْرَابِ بِأَنَّهُمْ أَشد جُحُودًا بِاَللَّهِ وأشد نفاقا مِنْ الْأَقْوَامِ الْأُخْرَى وَ هُمْ أَهْلُ الْحَضَرِ وَالْمُدُن وَذَلِك لِتَوَحشَهْم، وقد إشتهروا بِأَنّهُمْ قَوْمٌ أقسى قَلْبًا وَأجفى قولَا وأغلظ طبعا وَإِنْهُمْ أَكْثَرُ النَّاسِ كُفْرًا، فَلَمْ تُعْرَفْ عَنْهُم الْأَمَانَة وَلَا الْمُرُوءَة ولا اللين، لِأَنَّهُم أَبْعِدُوا عَنْ مَعْرِفَةِ السُّنَنِ وَأَقَلّ علمَا بِحُقُوق وَأَوَّلى وَأَحْرَى أَلَا يَعْلَمُ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، وَذَلِكَ لِعَدَمِ مُخَالَطَتِهِم لِأَهْلِ الْعِلْمِ وَقلة إستماعهم للْكِتَاب وبعدهُم عَن الْمَجَالِس، مجالس الْعِلْمِ وَالشَّرَائِعِ الَّتِي أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاَللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ، فَمنّ الْأَعْرَابِ مَنْ يَحْتسب مَا يُنْفِقُهُ فِي الْخَيْرِ غرما وخَسَارَة ينفق وَهُوَ كَاره لَا يرجوا ثَوَابًا عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَى، وَيتربص بِالْمُسْلِمِين الْمَصَائِب واخْتِلَالِ الْأُمُورِ وَغَلَبَت الْأَعْدَاء عليهم جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَحْدَهُم الْمَصَائِب الَّتِي تسوؤهم وَتُفسَد أُمُورِهِم واللَّه سَمِيعًا عَلِيمًا، فَالأعرابي كُلِّ مَا يُهْتَمُّ بِهِ هو تقاليد الْقَبِيلَة التي ينتمي إليها وَهُنَاك الْكَثِيرِ مِنْ التَّقَالِيد الَّتِي تَعْتَرِف بِهَا هَذِهِ الْقَبَائِل و تَحْمِل الْكَثِيرِ مِنْ الصِّفَاتِ الَّتِي لَا تُرْضِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وتغضبه فتُقَرِّبه مِنْ الْكُفْرِ وَالنّفَاقِ، وَقَدْ وَرَدَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ سُكَّانُ الْبَادِيَةِ قَائِلًا:( مِنْ سَكَنَ الْبَادِيَة جَفَا وَمَنْ اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ وَمَنْ آتى السلطان أفتُتِن)، وَقَدْ وَرَدَتْ قَصَص كَثِيرَةٌ تَبَيَّن هَذِهِ الصِّفَاتِ السَّيِّئَةِ الَّتِي حَمَلَهَا الْأَعْرَابِ فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ، وَلَعَلّ أَبْرَز هَذِهِ الْقِصَصِ هي الْقِصَّةِ الَّتِي جَاءَتْ فِي صَحِيحِ الْإِمَامَ مُسَلِّمٌ وَالتي رَوَاهَا أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَيْثُ قَالَ:( كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ رداء نَجْرَانِيٌّ غَلِيظٌ الْحَاشِيَةِ فَأَدْرَكَه إعْرَابي فجبذَه بردائه جبْذَةٌ شَديدَة حَتَّى إنَشق الْبَرْد و حتى بَقِيت حَاشِيَتِه فِي عنق رَسُولُ اللَّهِ، فَنَظَرْت إلَى صَفْحَةِ عُنُقٍ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَثَّرَت بِهَا حَاشِيَةُ الرَّدَاءَة مِنْ شِدَّةِ جبذته، ثُمّ قَالَ: (يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَك، فَالْتَفَتَ إلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَحِكَ ثم أمر لِه بعَطَاءُ) قد إستثنا اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ طائفة مِنْ الْإِعْرَابِ وَمَدَحَهُم قَائِلًا:( وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ ۚ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ ۚ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، فَمَنْ أَمِنَ بِاللَّهِ وَتَرَك الْجَفَاء فَلَيْسَ بِمَزموم، قَالَ بن كثير أخبر تَعَالَى أَنْ فِي الْإِعْرَابِ الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ وَمُؤْمِنَين وَأَنَّ كْفرَهُمْ وَنِفَاقِهِم أَعْظَمُ مِنْ غيرهم وأَشَدِّ الْجِفاء عِنْدَ مَا يَسْكُنُ الصَّحْرَاء النَّظَرُ لجَفَافِهَا وَيُعَدُّ مِنْ مُخَالَطَةِ النَّاسِ وَيَأخذ أَصْحَاب الدَّوَابِّ مِنْ أَخْلَاقِ دَوَابِّهِم، فالجفاء فِي أَهْلِ الْإِبِلِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي الْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ، وَالسكينة فِي أَهْلِ الْغَنَمِ فمِنْ بَدَأَ جَفَاه) وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُوصَفَ مِنْ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر بأَنَّهُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا، وَأمَا إرْسال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للرتضاع فِي الْبَادِيَةِ فَإِنَّ أَهْلَ الْبَادِيَةِ كَانُوا أَفْصَحَ من غَيْرِهِمْ لأَنَّهُمْ لَمْ يخالطوا أَحَدًا وَلَمْ يَتَأَثَّروا بغَيْرِهِم، ففي الصَحِيحَين :(عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى الْحُجَّاجِ فَقَالَ: يَا ابْنَ الْأَكْوَعِ اِرْتَدَّ عَلَى عَقِبَيْك تَعَرَّبت، قَالَ: لَا وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُذِنَ لَهُ فِي البَدْو، فسكنوا أَهْلَ الْمُدُنِ ليس مرغوب عَلِى الدَّوام، بل قد تكُون الْمُدِن أكثر فِتنا، وَقَدْ يَكُونُ اعْتِزَال النَّاس وَالْمُدُن أَفْضَلَ فَقَدْ يَكون البَدْو أَفْضَلُ مِنْ الْمُدُنِ عِنْد التَّقَرُّبُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى، هذا وَاَللّهِ تَعَالَى أَعْلَم وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

مقالات تهمك
التنقل السريع