القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة الصحابي الذي ربطه النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ثلاثة أيام فلماذا ربطه النبي وحبسه؟


قصة الصحابي الذي ربطه النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ثلاثة أيام فلماذا ربطه النبي وحبسه؟


 القصة التي سنتحدث عنها اليوم في اليوم هي من قصص أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فهي قصة رجل من زعماء المشركين ربطه أصحاب النبي في المسجد فهداه الله تعالى.
الصحابة  من  من الصحابة أسلم بعد أن ربطه الرسول في عامود بالمسجد
قصة الصحابي الذي ربطه النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ثلاثة أيام فلماذا ربطه النبي وحبسه؟


 وتبدأ القصة عندما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم في السنة السادسة من الهجرة إلى بعض ملوك العرب والعجم بكتابات يدعوهم فيها إلى الإسلام وكان من ضمن من كاتبهم ثمامة أثال الحنفي فهو سيد من سادات العرب وسيد بني حنيفة وملك من ملوكها الذي لا يعصى لهم أمر، فلما وصله كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذته العزة بالإثم وتلقاه بالإعراض وأصم أذنيه عن سماع دعوة الحق، ثم تمكن منه الشيطان فأغراه بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته، فخرج ثمامة متنكرا لقتل النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، فجعل يتربص بهم حتى ظفر بعدد منهم، فقتلهم شر قتلة فأهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه وأعلن ذلك في أصحابه، ولم يمضي على ذلك وقت حتى عزم ثمامة أداء عمرة على دين الجاهلية، فانطلق من أرض اليمامة موليا شطر مكة وهو يمني نفسه بالطواف حول الكعبة والذبح لأصنامها، وبينما كان في طريقه نزلت به نازلة سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تجوس خلال الديار خوفا من أن يطرق المدنية طارق أو يريدها معتدٍ، فأسرته السرية وهي لا تعرفه، فأمر به وربط إلى عامود من أعمدة المسجد، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال لأصحابه: أتدرون من هذا؟ فقالوا: لا يا رسول الله، قال: هذا ثمامة بن أثال الحنفي فأحسنوا إساره، ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم وقال: اجمعوا ما عندكم من طعام فابعثوا به إلى ثمامة، ثم أمر بناقته أن تحلب له في الغدو والرواح وأن يقدم إليه لبنها، فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: مالك يا ثمامة هل أمكن الله منك؟ فقال: عندي خير يا محمد، إن تقتلني تقتل ذا دم فقد قتلت منكم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت، فتركه النبي حتى كاد الغد فقال: ما عندك يا ثمامة؟ فقال: ما قلت لك إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت، فتركه حتى كان بعد الغد فقال: ما عندك يا ثمامة؟ فقال: ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر، وإن تقتل تقتل ذا دم، وإذا كنت تريد المال فسل تعطى منه ما شئت، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أطلقوا ثمامة، فذهب ثمامة وانتقل إلى نخل قريب من المسجد، فاغتسل وتتطهر ثم دخل المسجد وقال: "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله يا محمد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك، فقد أصبح وجهك من أحب الوجوه إلي، ووالله ما كان من دين أبغض إلي من دينك فأصبح دينك أحب الدين كله إلي، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إلي، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فماذا ترى" فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر، ثم قال: فقد كنت أصابت في أصحابك دما، فما الذي توجبه علي، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تثريب عليك يا ثمامة، فإن الإسلام يحب ما قبله وبشره بالخير، ولما قدم مكة جهر بالتلبية وهو القائل: ومنا الذي لبى بمكة محرما برغم أبي سفيان في الأشهر الحرم، فسمعت قريش صوت التلبية وهبت مذعورة واستلت السيوف واتجهت نحو الصوت لتبطش به، فلما اقتربوا منه رفع صوته بالتلبية وهو ينظر إليهم، فقالوا: ثمامة بن أثال الحنفي ملك اليمامة، قال له قائل: أصبوت وخرجت من دينك ودين آبائك، قال: ل والله، ولكن أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله، فحبس عن أهل مكة ما كان يأتيهم منهم من منافعهم وطعامهم، جهدت قريش شديدا من الجوع، فلما أضر بهم كتبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه بأرحامهم وقالوا: إن عهدنا بك وأنت تأمر بصلة الرحيم و تحض عليها، وإن ثمامة قد قطع عنا ميرتنا وأضر بنا، فإن رأيت أن تكتب إليه أن ليخلي بيننا وبين ميرتنا ففعل، فاستجاب النبي صلى الله عليه وسلم لرجاء قومه بالرغم من أنه في حالة حرب معهم وكتب إلى سيد بني حنيفة ثمامة أن خلي بين قومي وبين ميرتهم، فامتثل ثمامة أمر النبي و سمح لبني حنيفة بإرسال المحاصيل إلى مكة فارتفع عن أهلها الخوف من المجاعة، وكان ثمامة  أول من فرض حصارا اقتصاديا على الشرك وأهله في مكة، حتى قيل أكلت قريش العلهز وهو وبر الإبل مع الجلد يضعونه على النار ويأكلونه من شدة الجوع، هذا والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

مقالات تهمك
التنقل السريع