مَنْ هِيَ زَوْجَة إبْلِيس الْأُولَى؟ وَ كَيْف أَنْجَب ذُرِّيَّتِه مِنْهَا؟ وَكَم شَيْطَانا تنجِبُ لَهُ كُلُّ يَوْمٍ؟
الشَّيْطَان اللَّعِينُ هو أصل الشر
والضلال فِي هَذَا الْعَالِمُ، وَلَكِن إبْلِيس هوَ ليس الشَّيْطَان الْوَحِيدِ
فهنالك العديد مِنْ الشَّيَاطِينِ وهم ذرية إبليس، ولابد أن يخطر في بال كل منا
سؤال وهو كيف استطاع إبليس إنجاب ذريته وَمَنْ هِيَ زَوْجَتُهُ التي انجبتهم
منه؟ فسوف نتحدث اليوم عَنْ زَوْجَته
إبليس وكيف استطاع إنجاب ذريته مِنْ الشَّيَاطِينِ وَالْجِنّ مِنْهَا؟
مَنْ هِيَ زَوْجَة إبْلِيس الْأُولَى؟ وَ كَيْف أَنْجَب ذُرِّيَّتِه مِنْهَا؟ وَكَم شَيْطَانا تنجِبُ لَهُ كُلُّ يَوْمٍ؟ |
بعد أن رفض إبليس اللعين أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالسُّجُودِ لاِدَمَ
لعنه اللَّهِ تَعَالَى وَ طَرْدُه مِنْ الْجَنَّةِ إِلَى الْأَرْضِ، فأخذ إبليس
عَلَى نَفْسِه عَهْدًا بأن يضل بَنِي آدَمَ ويغويهم حَتَّى يَؤُمَّ الْقِيَامَةِ،
وَبِالْفِعْل فَقَد بَدَأ بإنجاب شَيَاطِين وَزِيَادَةٌ ذريته وأتباعه،
وحذرنا اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ إتباعه
هو وذُرِّيَّته، قَالَ تَعَالَى:(أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن
دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا)، وقوله في
الآيات الكريمة وذريته دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ لِلشَّيْطَانِ ذُرِّيَّة، فإدعاء أنه
لا ذُرّيّة لَه مناقض لهذه الآية منَاقَضة صَريحَة، وَكُلُّ مَا ناقض صريح
الْقُرْآنِ فَهُوَ بَاطِلٌ بلا شك وَلَكِنْ مِنْ هِيَ زَوْجَةُ إبْلِيس؟ اخْتَلَفَ
الْعُلَمَاءُ فِي تَحْدِيدِ زَوْجَتِه وطَرِيقِة إنجابه، فَكَثِيرٌ مِنْهم ذهبوا
إلى أن لإبليس زوجة وهي التي أنجب منها ذريته وأتباعه مِنْ الشَّيَاطِينِ، ولا توجد رواية مؤكده
عَلَى اسْمِ هَذِهِ زَوْجَة وَأصلهَا، وقال الشعبي سألني رَجُلٌ هل لإبليس
زَوْجَةٍ؟ فقلت إن ذَلِكَ عرس لَمْ أشهده، ثُمّ ذَكَّرْت قَوْله تَعَالَى:( أَفَتَتَّخِذُونَهُ
وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي)، فعَلِمْت أَنَّهُ لَا تَكُونُ ذرَية
إلَّا مِنْ زَوْجِهَ فقُلْت نَعَمْ، قَالَ مُجَاهِدٌ أَنَّ كَيْفِيَّة إنجاب إبليس
لذُرِّيَّتِهِ وَنسلِه أَنَّهُ أَدْخَلَ فِي فَرْجِ نفسه خمس بيضات فهذا أصل
ذريته، وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ اللَّهُ فِي
فَخِذِهِ الْيمَنى ذكرًا وفي اليسرى فرجا فهو ينكح هذا بِهَذَا فيَخْرُجُ لهُ فِي
كُلِّ يَوْمٍ عشر بَيْضَات يَخْرُجُ مِنْ كُلِّ بَيْضَة سَبْعون شَيْطَانٌ
وشيطانة، وهذه الإفتراضات جميعها لا يمكن الأخذ بها بشكل مؤكد لأنها لم ترد في
الْقُرْآنِ أَوْ السُّنَّةِ، وما ورد فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ هُوَ أَنْ
هُنَالِك شياطين مُتَعَدِّدَة ولكل مِنْهَا مُهِمَّته، (قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَكُنْ
أَوّلَ مَنْ يَدْخُلُ السُّوقِ وَلَا آخَرُ مِنْ يَخْرُجُ مِنْه فبها باض
الشَّيْطَانِ وَفَرَّخ ) وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لِلشَّيْطَانِ ذُرِّيَّة
من صلبه، أما أسماء أبناء إبْلِيس ومهامهم فعَدِّيدَة ومتنوعه وسنذكر بَعْضِهَا
الْآنَ، ذكر الطبري وغَيْرِه أنْ مُجَاهِدًا قَالَ ذرية إبليس الشياطين وَكَانَ
يعدهمْ وَهُمْ "زلمبور"صَاحِب
الأسواق، "وَالأعور" صاحب
أَبْوَاب الزِنَا، و"الْأَبْيَض" وهو الذي يوسوس للأنبياء، و"صخر" وهو الذي
سَرِقَ خَاتَمُ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وعَن عثمان ابِنْ أَبِي الْعَاصِ
أَنَّهُ أَتَى إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا
رَسُولَ اللَّهِ إنْ الشيطان قد حَالِ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلَاتِي وَقِرَاءَتي
يَلبسُهَا عَلَيْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ذَلِكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ "خنذب" فإذَا أَحْسَسته فتعوذ
باللَّهُ مِنْهُ وأتفل عن يسارك ثَلَاثًا،
قَالَ ففعلت ذلك فأذهبه اللَّهُ عَني، وهذا كل ما وصل إلينا مِنْ الْعُلَمَاءِ عن زوجة إبليس وذريته
الخبيثة.
تعليقات