قصة كنوز نبي الله سليمان وأين إختفت؟ وفي أي بلد عربي توجد كنوز أعظم ملك؟
يضرب المثل بكنوز نبي الله سليمان عليه السلام في القيمة والكثرة، وقد اكتسبت
هذه الكنوز شهرة لم تضاهيها فيها اي كنوز الأخرى، فما قصة هذه الكنوز وكيف إختفت؟
هذا ما سوف نتحدث عنه في مقالنا اليوم.
![]() |
قصة كنوز نبي الله سليمان وأين إختفت؟ وفي أي بلد عربي توجد كنوز أعظم ملك؟ |
كنوز نبي الله سليمان قائلها من الكنوز فقد كان من الطبيعي العثور عليها بعد وفاة نبي الله سليمان عليه السلام كما هو
الحال بالنسبة كنوز الفراعنة والفرس والرومان وباقي الكنوز، ولكن المدهش هنا أن
تلك الكنوز التي ذكرت في القرآن والتوراة وتناقلتها الكثير من الروايات لم يتم
العثور عليها حتى الأن، وليس هذا فقط بل بدوءا بعضهم في التشكيك حول إمكانية
وجودها من الأساس، حيث يتم إعتبارها مجرد أسطورة يتناقلها البعض في ما بينهم دون
سند، وكان هناك سؤال الواحد يطرحه هؤلاء المشككون طوال الوقت، فيقولون كنوز سليمان
كانت موجوده فأين اختفت وكيف؟
ذكر القرآن الكريم والتوراة أن لنبي الله سليمان عليه السلام وضعا خاصا بين
انبياء الله وبين ملوك التاريخ كان أبوه داود عليه السلام جنديا في جيش الملك طالوت
وهو في سن صغيرا وحاز على الملك بجدارة، بعد أن قتل جالوت الملك الذي لم يهزم من قبل
وكانت النتيجة أن إنتصر جيش طالوت حيث كافئ داوود بأن أعطاها شاطر ملكه وزوجته
ابنته ثم جعله الله نبيا، وهكذا اتاه الله الملك والحكمة وعلمه ما يشاء، ثم ورث
سليمان عليه السلام داوود عليه السلام ورثه في الملك، فكان ملكا نبيا حكيما إمتد
ملكه ليشتمل على أرض فلسطين وسوريا ولبنان والأردن والعراق إلى ضفة الفرات، سليمان
عليه السلام كان عجيبا فى كل أمره إستحوذت قصته على خيال الأدباء والقصاصين، فقال
الله تعالى في سورة البقرة ( وَلَمَّا بَرَزُوا لجالوت وَجُنُودِه قَالُوا رَبَّنَا
أَفْرَغ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبَت أَقْدَامِنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ
الْكَافِرِينَ فهزموهم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقُتِلَ داوود جَالُوت وَأَتَاه اللَّهُ
الْمَلِكُ وَالْحِكْمَة عِلْمِه ما يشاء وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ
بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الْأَرْضُ وَلَكِنْ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلِيّ
الْعَالَمِين)، لقد
خير الله نبينا محمدا بين أن يكون نبيا ملكا أو يكون عبدا رسولا، اختار ان يكون
عبدا رسولا، وجاء في بعض الروايات أنه إستشارت جبريل عليه السلام فأشار عليه أن
تواضع فأختار أن يكون عبدا رسولا، ولو إختار الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون
نبيا ملكا أو ملكا نبيا لأصبح كنبي الله سليمان عليه السلام، الذي قال: ( رَبِّ اغْفِرْ
لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي) سخر الله له كل
شيء حتى الطير والجن(وَالشَّيَاطِين كُلّ كُلُّ بِنَاءٍ وَغَوَّاصٍ)، كما وهبه الله
سبحانه وتعالى بساط الريح غدوها شهر ورواحها شهر، و أسال له عين القطر تنبع
بالنحاس المذاب يصنع منه ما يريد،
وملك سليمان عليه السلام لم يتضمن فقط تسخير ما حوله، بل وأموالا و كنوزا تفوق
الخيال، فقال تعالى:(هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)، فهناك مثلا
قصور من ذهب وزمرد وجواهر وياقوت جامعتها الشياطين و عمال مهرة من الجن قال تعالى: (يَعْمَلُونَ لَهُ
ما يشاء مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وجفان كَالْجَوَاب)، وأيضا قال
تعالى في سورة ص:( وَوَهَبْنَا لِدَاوُد سُلَيْمَان نِعْمَ الْعَبْدُ أَنَّهُ
أَوَّابٌ إذَا عَرَضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَافِنَاتِ الْجِيَاد فَقَالَ
إِنِّي أَحْبَبْت حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ
بِالْحِجَابِ رُدُّوهَا عَلِيّ فَطَفِق مَسْحًا بِالسُّوق والأعناق وَلَقَدْ
فَتَنَّا سُلَيْمَان وألقينا عَلِيّ كُرْسِيِّه جَسَدًا ثُمّ أَنَاب قَالَ رَبُّ
اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ
أَنْتَ الْوَهَّابُ فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيح تَجْرِي بِأَمْرِهِ رَخَاء حَيْثُ
أَصَابَ وَالشَّيَاطِين كُلُّ بِنَاءٍ وَغَوَّاصٍ وَآخَرِين مُقْرِنِين فِي الْأَصْفَاد
هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَأَنَّ لَهُ
عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ)، و حين ألقى الهدهد خطابه على ملكة سبأ
ردت عليه بهدية إشتملت على صناديق مليئة
بالذهب والمجوهرات غير أن هذه الهدية على ضخامتها عددت تافه مقارنة بملك سليمان
عليه السلام، فرض عليها قائلا:(أَتُمِدُّونَنِي بِمَال فَمَا آتَانِي اللَّهُ خَيْرًا
مِمَّا أَتَاكُم بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُم تَفْرَحُونَ)، وحين قررت
الحضور إليه أمر ببناء قصر تكون أرضه من زجاج و من تحته ماء يتموج، فما إن دخلته
بلقيس رفعت ثوبها تظنه بركة فقال تعالى: (فَلَمّا رَأَتْهُ حَسِبْتُه لُجَّة
وَكَشَفْتُ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إنَّهُ صَرَّحَ ممرد مِنْ قَوَارِيرَ).
و تتفق التوراة والإنجيل وما جاء في أساطير بني إسرائيل على ضخامة ملك سليمان
وكنوزه الأسطورية، غير أن هناك معضلة ما تزال دون حل فملك بهذا الإتساع وكنوز بهذا
الحجم والضخامة لابد أن تترك أثر ولو صغيرا، وهو ما لم يكتشف حتى الآن، تم الكشف
عن حضارات البابليين والأشوريين والفراعنة والصينيين القدماء بينما لم يكشف شيئا
عن مملكة سليمان وكنوز الأسطورية وأقدم فرضية بهذا الخصوص ظهر بها الإنجليزي "هاري
هاجر" عام 1886 تقول:" ان كنوز
الملك سليمان نقلت إلى أفريقيا بعد موته واعتمادا على هذه الفردية أنتجت هوليود
فيلم بعنوان "مناجم
سليمان" دارت
أحداثه في بيروت والكونغو، و فاز بجائزة الأوسكار عام ،1950 غير أن معظم
الباحثين يرجحون بقاء كنوز سيدنا سليمان في ضواحي القدس أو وادي الأردن، ومنذ قيام
الدولة الصهيونية والاسرائيليين يسعون باخلاص للكشف عن مكانها إدراك منهم بقيمتها
بعمله اليوم، و ناهيك عن تأكيد حقهم في أرض فلسطين غير أن هناك عالم آثار روسي
يدعي "فوليكوفسكي" يرى أنه
كنوز الملك سليمان أخرجت من فلسطين بواسطة فرعون محارب يدعى "شيشق" فطبقا
لما جاء في التوراة عاصر سيدنا سليمان الحضارة الفرعونية في أوج مجدها، وتزوج هو
نفسه من ابنة أحد الفراعنة، ولكن "فليكوفسكي" يعتقدوا أن
الفراعنة عادوا و غزو فلسطين بعد انهيار مملكة سليمان ونقلوا تلك الكنوز إلى مصر،
أما آخر الإجتهادات فخرج بها فريق أثري كندي بقيادة الدكتور "شارلز
فيبك" في حسب
ما جاء في تقرير نشرته مؤخرا مجله "Arabian archaeology" إكتشف
الدكتور فيبك حتى اليوم 200 منجم قديم في
صحراء اليمن، ويعتقد فيبك أن كنوز الملك سليمان أتت من تلك المناجم لأن تاريخها
وطريقة تعدينها يعودان للحقبة التي حكم فيها، و فيبك يري أن معظم تلك الكنوز بقيت
في مكانها بعد وفاة سيدنا سليمان، وبهذا الرأي يصبح لدينا 4 فرضيات عن المكان
الذي بقيت فيه كنوز الملك سليمان عليه سلام وهي باختصار في غرب إفريقيا أو صحراء
اليمن أو صعيد مصر أو ضواحي القدس.
تعليقات