متى توفي سيدنا نوح؟ وما هو آخر طلب له قبل وفاته؟

هل تعلم ماذا يرى الإنسان قبل موته بلحظات؟

هناك من يقول ان الميت اثناء طلوع الروح يرى اقاربه واحبابه المتوفين يستقبلون ولكن لم يرد في القرآن ولا في السنة النبوية أي علم عن ما يراه المحتضر ساعة الإحتضار من الأقارب أو البشر فقد قال الله سبحانه وتعالى:(وَلاَ تَقْفُ ما ليس لَك بِهِ عِلْمٌ أَنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرِ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولا).

هل تعلم ماذا يرى الإنسان قبل موته بلحظات؟

العلم أثبت أن الانسان يوضع على عينيه حاجز حيث لا يرى الجن والملائكة، وعندما تأتي ساعة الإحتضار يتم رفع هذا الحاجب فيري الإنسان المحتضر الملائكة والجن والشياطين، فيتشوش من ما يراه ولا يقدر على النطق، وتبدأ الأطراف تتلبد ويحدث هبوط في القلب ويتم نزع الروح من القدم حتى لا يهرب الإنسان من ألم خروج الروح ويقول تعالى: (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ)، فألم طلوع الروح قدرها العلماء بثلاث آلاف ضربة بالسيف:

●     فمن كان مؤمنا وعمل عمل صالح في الدنيا فأقبل على الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة فجلسوا منه مد بصره و يأتي إليهم ملك الموت ويجلس عند رأسه، فيقول أخرجي يا أيتها النفس الطيبة إلى مغفرة من الله ورضوان، فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذها فيجعلونها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منها أطيب ريح مسك وجد على وجه الأرض، و يصعدون بها فيمرون على ملأ من الملائكة فيقولون: ما هذا ما هذا الروح الطيب فيقولون: فلان ابن فلان بأحسن أسمائه في الدنيا، حتى ينتهي به إلى السماء الدنيا فيستفتح له فيفتح له، فيشيعه كل من في السماء إلى التي تليها حتى ينتهي إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيد عبد إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها نخرجكم تارة أخرى، فتعاد روحه فيأتيه ملكان فيجلسانه معه ويسألوه من ربك؟ فيقول: ربي الله، وما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، ويسألوه مرة أخرى ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله، فيقولان  له ما عملك؟ يقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه في الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة فيأتيه من روحها و طيبها ويفتح له في قبره مد بصره ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر بالذي يسرك، هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له: من أنت فوجهك يجيء بالخير فيقول له: أنا عملك الصالح فيقول ربي أقم الساعة رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي.

●     وأما العبد الكافر الذي لم يفعل غير السيئات، عندما يقبل على الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح، فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، ويقول يا أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلي سخط من الله وغضب فتتفرق في جسده، فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها إلى يده طرفة عين، ويجعلها في تلك المسوح ويخرج منها أنتن ريح وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها فلا يمرون على ملئ من الملائكة إلا وقالوا: ما هذه الروح الخبيثة، فيقولون: فلان ابن فلان بأقبح أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له وقال تعالى: (لَا تُفْتَحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ) يقول الله عز وجل أكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلي فتطرح روحه طرحا فتعاد روحه في جسده، ويأتيه ملكان فيجلسان  معه ويقولون: له ما هو ربك؟ يقول: لا أدري ويقول  له: ما دينك؟ يقول: لا أدري، ويسألوه ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: لا أدري، فينادي مناد من السماء إن كذب عبدي فأفرشوه في النار، فيفتح له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه، ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الرائحة، فيقول: أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول: من أنت؟ فوجهك يجيء بالشر، فيقول: أنا عملك الخبيث، فيقول ربي لا تقم الساعة. (رواه أحمد والحاكم وصححه الألباني في صحيح الجامع).