الصحابي
الذي قال له عمر بن الخطاب والله لا أحبك أبدا.. وكانت قوته تساوي ألف
كان من أشهر الشخصيات في التاريخ الإسلامي أسلم في السنة
التاسعة للهجرة، و إرتد عن الإسلام بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام ودعا
النبوة في قومه بني أسد، فكان من أكبر قادة المرتدين الذين حاربوا المسلمين فيما
عرف تاريخا باسم حروب الردة التي شنها أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ثم عاد إلى
الإسلام بعد هزيمته على يد خالد بن الوليد.
طليحة بن خويلد الأسدي:
بدأت علاقه طليحة بالإسلام حين ذهب مع قومه بني أسد إلى
النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة لمبايعته دون أن يرسلوا إليه وقد
ذكروا ذلك للنبي عليه الصلاة والسلام فأنزل الله تعالى فيهم: (يَمُنُّونَ
عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إسْلاَمَكُمْ بَلْ اللَّهُ
يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هُدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)، وكان ذلك في
السنة التاسعة من الهجرة وكان قد شهد غزوة الخندق مع المشركين ضد المسلمين، و في
آواخر حياة الرسول صلى الله عليه وسلم برزت ظاهرة التنبؤ في عدد من القبائل
العربية التي لم يتمكن الإسلام من نفوس أبنائها، وكان من بين هؤلاء طليحة بن خويلد
الأسدى الذي إدعى النبوة دون أن يدعو إلى عبادة الأوثان، وإنما إقتصرت نبوته على
إنكار بعض أمور الدين الإسلامي كإنكار السجود والركوع في الصلاة وغيرها، فأمر
الرسول الكريم بمحاربة كل من إرتد عن الاسلام وكانت الغلبة لجيش النبي صلى الله
عليه وسلم، فقام واحد من المسلمين بضرب طليحة بالسيف يريد قتله إلا أنه أخطأ،
فأنتشر الخبر بين أتباع طليحة بن خويلد الأسدى أن السلاح لا يؤثر فيه فزادت شعبيته
وحجته في إدعاء النبوة، وفي تلك الأثناء توفي النبي عليه الصلاة والسلام، مما كان
له أكبر الأثر في ضعف معنويات المسلمين وزيادة عدد المرتدين عن الإسلام واتباع
طليحة بن خويلد خاصة من ضعفاء الإيمان، ثم تولي زمام الأمور أبو بكر الصديق رضي
الله عنه وقرر مواصلة الحرب على المرتدين وأمر خالد بن الوليد رضي الله عنه
بالتوجه إلى طليحة الذي لم يصمد طويلا أمام جيش المسلمين و فرو زوجته إلى الشام
وأقام في قبيلة الغساسنة.
توبة طليحة بن خويلد الأسدي:
عاد طليحة للإسلام بعد إرتداده عنه حين علم بعودة قبيلتي
غطفان وأسد إلى الإسلام مرة أخرى، ثم هزيمتهم أمام جيش المسلمين وحسن إسلامه، وذهب
إلى مكة يريد العمرة في عهد أبي بكر الصديق واستحيا أن يواجهه مدة حياته، ثم خرج
مرة أخرى محرما في خلافة عمر بن الخطاب فقال له عمر: "أنت قاتل الرجلين
الصالحين يعني بهم ثابت بن أقرم وعكاشة فقال: طليحة أكرمهم
الله بيدي، فقال: والله لا أحبك أبدا، قال: كم معاشرة جميلة
يا أمير المؤمنين فإن الناس يتعاشرون مع البغضاء" وشهد مع المسلمين
باقي المعارك ضد أعداء الإسلام في معركة القادسية، شارك إلى جانب سعد بن أبي وقاص
رضي الله عنه وطلب عمر بن الخطاب رضي الله عنه من سعد أن يستشيره دون أن يوليه أمر
من أمور المسلمين في حب الزعامة والقيادة كانت السبب وراء إرتداده عن الإسلام، ومن
بطولته النادرة في تلك المعركة إنطلاقه وحيدا إلى خلف جيوش الفرس الذين اعتقدوا أن
جيش المسلمين أتوهم من الخلف فدب في قلوبهم الرعب وقال ابن سعد في الطبقات: "كان
طليحة يعرض بألف فارس لشجاعته وشدته وشهد من المسلمين معركة نهاوند في السنة
الحادية والعشرين للهجرة واستشهد فيها بعد أن أبلى بلاء الأبطال الشجعان".
تعليقات