مَاذَا حَدَثَ بَيْنَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَيِّدُنَا مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ؟ و مَا الشَّيْءُ الْغَرِيب الَّذِي رَآهُ ؟
الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُعْجِزَاته الْكَثِيرَة
وَاَلَّتِي أَهَمِّهَا الْقُرْآن رَحْلِه الإسْراءُ وَالمِعْراجُ، وهي التي شاهد
فيها الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ السَمَاوَاتِ السّابِعَة وقَابَل فِيهَا الْأَنْبِيَاء السَّابِقِين، و
شَاهِد العَدِيدِ مِنَ الْأَسْرَارِ الَّتِي لَمْ نُشْهَدْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وهِي الجَنَةُ والنَارُ وأيضا شَاهَدَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى
حَقِيقَتِهِ، وَلَكِن مُعْجِزَة الإسْراءُ وَالمِعْراجُ هي أَتَت لِكَيْ تَكُونَ شَاهِدًا عَلَى مُعْجِزَات
الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ
حتى يصدق النَاسُ دَعْوَتَه عليه الصلاة والسلام ،وكانت قد بدأت الرِّحْلَة عَنْ
طَرِيقِ دَابَةٍ صَعِدَتْ إلَى السَّمَاءِ بِسُرْعَة البَرْق وَلَكُن فِي هَذَا
المقال سنتُعَرِّفَ عَلَى غرائِب السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ شَاهِدها الرَّسُولِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
مَاذَا حَدَثَ بَيْنَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَيِّدُنَا مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ؟ و مَا الشَّيْءُ الْغَرِيب الَّذِي رَآهُ ؟ |
فِي البِدَايَةِ قَبْلَ أن يَصِل الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إلَى الْجَنَّةِ السَّابِعَة فَمَرّ عَلىٰ الجَنَةِ السّادِسَة التِي
بِهَا سَيِّدُنَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فسَلَّمَ عَلَيْهِ وَجَلَسَ مَعَهُ
وَذَكَرَ النَّبِيَّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للنَبِيٌّ
مُوسَى بِأَنَّهُ نَبِي هَذِهِ الْأُمَّةِ، وبعدها إسْتَعّدَ الرَّسُولِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، وَهُنَا نَتَعَرّف فِي
الْبِدَايَةِ عَلَى شَكْلِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَظِيم الْخِلْقَة
وَلَهُ سُتُمَائَةُ جُنَاحَ وصعد الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إلى السّمَاءِ السّابِعَة يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ثُمَّ صَعِدَ بِي إلىٰ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ
قِيلَ: مِنْ
هَذَا؟ قَالَ:
جِبْرِيلَ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ
إِلَيْ، قَالَ:
نَعَمْ، قَالَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنَعَمْ الْمَجِيء جَاءَ، فَلَم خَلَصَت
فَإِذَا إبْرَاهِيمَ قَالَ: هَذَا أَبُوك فسَلم
عَلَيه، فسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ قَالَ: مَرْحَبًا بالابن
صَالِح والنبي الصَّالِح، وَالْآن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَلَيْهِ كان حفيد إبراهيم عليه الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَإِنَّه كَانَ
أشبه الناس به يَقُولُ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ورَأَيْت
إِبْرَاهِيمَ وَ أَنَا أَشْبَه وَلَدِّهِ به، فقد روي الترمزي عن ابن مسعود رضي
الله عنه قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( لَقِيت
إبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فقال: يَا مُحَمَّدُ أقرئ أُمَّتَك مِنِّي
السَّلَامَ وَأَخْبَرَهُمْ أَنّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ
الْمَاءِ وأنها قيعان وأن غراسها سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا
إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ)، وفي رواية لابن
حِبُّان عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ:( ليلة
أسري به مر على إبراهيم خليل الرَّحْمَنِ فَقَالَ إبْرَاهِيمُ لجبريل: مِن معك يا جبريل؟
قَالَ جِبْرِيلُ: هَذَا مُحَمَّدُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ
إبْرَاهِيمُ: يا محمد
مَرّ أُمَّتَك أَنْ يَكْثُرُوا غِرَاسُ الْجَنَّةِ فَإِن تُرْبَتُهَا طَيِّبَة
وأرضها واسعة، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لإبْرَاهِيمَ:وما غراس
الجنة، قَالَ:
لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ) و لَكِنْه ماهو
الشَّيْءُ الْآخَرَ الَّذِي شَاهِدَه الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ:
●
أَوَّلًا شَاهِد الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيت يشبه الكعبة في الدنيا يسمى الْبَيْتِ الْمَعْمُورُ وَهُوَ
لْأَهْلِ السماء، وَلَمْ يُحَدَّدْ هل هو لأَهْلِ الْجَنَّةِ أم لا،وهذا البيت
يدخله سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ فِيهِ ثُمَّ أَبَدًا، وكان مسند
سَيِّدُنَا إبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ظهره وَكَانَ هَذَا الْبَيْتِ
لِسَيِّدِنَا إِبْرَاهِيم لأَنَه تَمَنَّى بَيْتًا كهذا فِي الْجَنَّةِ يطوف حوله
الْمَلَائِكَةُ
●
كَذَلِكَ شَاهِد
الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَجَرَةَ عَظِيمةً تُسَمَّى
سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى وهي بِشَكْل لَن يَقْدِرْ أَنْ يَصِفَهُ أَحَدٍ وَهِيَ
عَلَيْهَا فراش مِنْ ذَهَبٍ، وتمتد مِنْ السَّمَاءِ السَّادِسَةِ إلَى السماء
السَّابِعَةِ .
●
رأى الرَّسُولِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَنَّةِ وَهِيَ فَوْقُ السَّمَاوَاتُ
السَّبْعُ فِيها لا عين رأت وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ ولا خطر عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ
اللَّهُ مما أعدها الله للْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِين.
هل رأى الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ؟
ثبت في حديث عَبْدٌ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وسؤاله لرسول
الله عليه وسلم هل رأت ربك أي في لية المعراج؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: نُورٌ
إني أراه، وَكَذَلِكَ تَقُولُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا مِنْ زعم أن
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَأَى رَبَّهُ يَعْنِي لَيْلَةَ
الْإِسْرَاءِ وَالمِعْراجُ فُقِدَت أعظم عَلَى اللَّهِ الفرية، والثَابِت الصَحِيح
إنْ الْإِنْسَانَ لَا يَسْتَطِيعُ رُّؤْيَة ربه إلا في النوم، وَكَذَلِكَ فِي
الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللّهُ أَعْلَى وَأَعْلَم وَسُبْحَانَ اللَّهِ
من معجزاته.
تعليقات