من هي الصحابية التي قتلت سبعة من الكفار في ليلة زفافها؟
من هي الصحابية التي قتلت سبعة من الكفار في ليلة زفافها؟ |
لم تكن المرأة يوما بمعزل عن الأحداث والحياة المهمة عبر التاريخ الإسلامي بل
كان لها تواجد قوي ومؤثر فيه كثيرا من الوقائع التي خلدها التاريخ فكانت الصحابيات
الكرام يشاركنا في المعارك الحاسمة و يقومون بأدوار لا تقل أهميته عن الرجال، و من
خلال مقالنا اليوم سوف نسرد لكم قصة واحدة من
الصحابيات اللاتي تمتعن بالشجاعة والإقدام، فلا عجب فخالها هو سيف الله
المسلول "خالد بن
الوليد" إنها
الصحابية الجليلة "أم حكيم بنت الحارث ابن هشام بن المغيرة المخزومية بنت أخي أبي
جهل عمرو بن هشام، أمها "فاطمة بنت الوليد" أخت سيف الله
المسلول خالد بن الوليد وأخواتها "مالك بن الحارث"و"عبد
الرحمن بن الحارث" وعمة التابعي " أبو بكر بن عبد الرحمن"، قبل
إسلامها كانت من أشد المعادين للإسلام هي وزوجها عكرمة بن أبي جهل الذي خاض الكثير
من المعارك ضد الإسلام، بل شاركت هي نفسها في غزوة أحد ضد المسلمين لتشد من أزر
الرجال، وبعد فتح مكة ودخول الناس في دين الله أفواجا أسلم "الحارث
بن هشام"
وأسلمت ابنته "أم حكيم"، فحسن إسلامها وكانت من اللاتي بايعن
رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام وشعرت أم حكيم بحلاوة الإيمان تملأ كيانها
فتمنت أن يذوق حلاوة الإيمان و لذتها أحب الناس إليها وأقربها إلى نفسها زوجها
عكرمة بن أبي جهل وبايعت الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن زوجها كان لايزال على
كفره وهرب إلى اليمن، ولكن الزوجة الوفية ذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم لتطلب
منه الأمان لزوجها إن عاد مسلما فأعطاها النبي الأمانة واخبرها انه صفح عنها فتهلل
وجهها واندفعت ام حكيم مسرعة تتبع وزوجها الهارب لعلها تدركه قبل أن يركب البحر
وعانت من وحشة الطريق وقله الزاد، ولكنها لم تيأس ولم تضعف فالغاية عظيمة يهون من أجلها
الكثير والكثير، وشاءت قدرة الله لها ان تدرك زوجها في ساحل من سواحل تهامة وكاد
يركب البحر وجعلت تناديه قائله: (يا ابن العم جئتك من أوصل الناس وخير الناس فلا تهلك
نفسك، وقد استأمنت لك منه فآمنك فقال لها عكرمة: أو قد فعلت ذلك
قالت: نعم، ثم
أخذت تحدثه عن شخص الرسول الكريم وكيف دخل مكة وكسر أصنامها، وكيف عفا عن الناس
بقلبه الكبير ونفسه المنفتحة لكل إنسان)، وهكذا نجحت أم حكيم بزروع البذور الطيبة
في نفس زوجها وعادت به إلى رسول الله ليعلن إسلامه بين يديه، وليجدد بهذا الإسلام
شبابا كاد أن يضيع في ظلمات الجهل والوثنية، وفتح رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذراعيه هل يحتوي الشاب العائد ليعلن ولاءه لله ولرسوله، وشارفت السيدة أم حكيم رضي
الله عنها في كثير من معارك الإسلام، والتي كان من أبرزها معركة اليرموك، وكانت
خلف الصفوف في تداول جرحه وترد المتراجعين عن القتال وفي هذه المعركة استشهد زوجها
عكرمة ولما كملت عدتها تقدم لخطبتها اثنين من كبار قادة المسلمين وهم يزيد بن أبي
سفيان و خالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنهم أجمعين و كانت من عادة العرب أنهم
يرون من حسن وفائهم لصاحبهم المتوفى أن يتزوجوا من زوجته، ووافقت أم حكيم على
الزواج من خالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنه، وكانت لاتزال الحرب مستمرة بين
جيوش المسلمين والروم في معارك فتح الشام، ولكن ذلك لم يكن مانعا من أن يتزوجا رغم
هذه الظروف الصعبة، وبالفعل تم العرس وأقيمت الولائم في منطقة مرج الصفر عند قنطرة
على النهر سميت بقنطرة أم حكيم ودخل بها في خيمة نصبت لهم، وللأسف لم يدم هذا
الزواج إلا ليلة واحدة، فقد أقبلت جيوش الروم فخرج العريس الجديد لهم وظل يقاتلهم
ببسالة حتى أستشهد في سبيل الله، ولما علمت أم حكيم باستشهاد زوجها على أيد الروم
نزعت عامود خيمتها التي تزوجت فيها بالأمس وشدت عليها ملابسها وخرجت تقاتل الروم
ببسالة وشهامة فقتلت منهم سبعة، وذكر الإمام الذهبي في كتابه "سير
أعلام النبلاء":(
التقوا على النهر عند الطاحونة فقتلت الروم يومئذ حتى جرى النهر وطحنت طاحونتها
بدمائها فأنزل النصر وقتلت يومئذ أم حكيم سبعة من الروم بعامود فسطاتها وظلت أم حكيم
رضي الله عنها مجاهدة وصابرة ومحتسبة وتقدم للزواج منها سيدنا عمرو بن الخطاب رضي
الله عنه وتزوجها وعاشت معه فترة قصيرة وتوفيت بعد ولادتها لابنتها فاطمة بنت عمرو
بن الخطاب فنالت درجة الشهداء لأنها ماتت في فترة النفاس، وقد عرفت بأنها زوجة لثلاثة
من الشهداء وهم عكرمة وخالد بن الوليد بن العاص وعمرو بن الخطاب رضي الله عنهم
جميعا.
تعليقات