ما هي أحكام الطلاق البائن؟
يروى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه قال:(إن أبغض
الحلال عند الله الطلاق) فهذا الحديث غير صحيح ولكن معناه صحيح، فإن الله تعالى
يكره الطلاق، ولكنه لم يحرمه على عباده للتوسعة لهم، فإذا كان هناك سبب شرعي أو
عادي للطلاق أصبح الطلاق جائز، وأتاح الله تعالى للرجل ثلاث طلقات يتلفظ بهن حتى
يقع الطلاق ولكل منها شروط وأحكام، و كثيرا ما نسمع عن الطلاق البائن فما هذا
الطلاق وماذا يترتب عليه بالنسبة للزوجين، وهذا ما سنسلط عليه الضوء في مقالنا.
ما هي أحكام الطلاق البائن؟ |
ما هو الطلاق البائن؟
الطلاق البائن يعرف بأنه الطلاق الذي لا يحق للزوج إرجاع مطلقته إلا برضاها
بعقد جديد، ويكون على أقسام:
●
الاول هو ان يقوم
الرجل بتطليق زوجته قبل ان يدخل بها وذلك لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن
قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا
ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا) سوره الاحزاب، في
حاله عدم وجود عده لا يكون هناك راجعه ومن خلال ذلك يكون للزوجة الإختيار، فتختار
أن تتطلق طلاقا بائنا، ومثال لذلك أن يطلق الرجل زوجته الطلقة الثالثة، ولا تحل له
في هذه الحالة إلا إذا تزوجت زوجا آخر غيره ويكون زواجا صحيحا وتاما ويتم الوطء
فيه وذلك لقوله تعالى:(فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىٰ
تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ۗ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن
يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۗ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ
يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) سورة البقرة
●
والثانية: تكون بعد الطلقة
الأولى أو الثانية وبعد انتهاء العدة فإن المرأة تبين بينونة صغرى، ويمكن لزوجها
أن يعيدها من خلال عقد زواج جديد على أن يكون مستوفي للشروط والأركان التامة
للزواج، وليس شرطا أن تتزوج قبل هذا العقد بغيره، وأما في البينونة الكبرى فإن
المرأة لا يحل لها أن تعود إلى زوجها إلا بعقد جديد، وذلك بعد أن تتزوج رجل آخر
وهي راغبة فى ذلك و يتم دخوله بها، وفي حال طلقها وانتهت عدتها يحل لزوجها الأول
أن يرجعها بعقد جديد.
أحكام الطلاق:
الطلاق أحكام وهي:
●
الوجوب: أن يحلف الرجل
بعدم وطء زوجته، و أن يمضي على ذلك أربعة أشهر ولم يطأها، ففي هذه الحالة يجب عليه
الطلاق وذلك لقوله تعالى: (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ
أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
●
الجواز:بمعنى أن يكون
هناك حالة تقتضي وقوع الطلاق مثل دفع ضرر ما، أو جلب منفعة لأحد الزوجين وبالتالي يجوز الطلاق لهما.
●
الندب: ويعني ذلك أن
يكون هناك خلافا شديدا بين الزوجين و تطول مدته ويترتب على ذلك الطلاق لهم.
●
الحرمة: ويعني ذلك أن
يكون الزوج ليس بمقدرته الزواج مرة أخرى في حالة أن طلق زوجته و يخاف على نفسه من
وقوعه في الزنا، و بالتالى فإنه يحرم عليه الطلاق.
●
الكراهة: وتعني ذلك أن
يكون الزوجان على وفاق تام وصلاح ويقومون بحقوقهم كاملة في هذه الحالة يكره الطلاق
لهما.
إرجاع المطلقة:
يكون إرجاع المطلقة بعدة أمور ومنها أن يقول الرجل لزوجته التي طلقها راجعتك
الى نكاحي أو ما يقوم مقام هذا القول من الألفاظ التي تدل على رجوعه إليه، ومن تلك
الأمور أيضا أن يقوم بمجامعتها أو تقبيلها أو لمسها بشهوة، وذلك معناه إرجعها وهذا
يدل على رغبته في إرجاعها ويستحب أن يكون هناك شهود على رجعتها عند جمهور الفقهاء
حتى يعلم الناس ورجعتها ولا يكون هناك ريبة لديهم عندما يدخل عليها.
تعليقات