هل تعلم لماذا تم شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات؟
لقد جاء في روايات صحيحة في صحيح البخاري أنه تم شق صدر النبي ثلاث مرات حيث
حدثت الأولى وهو صغير كان يلعب مع اخواته والثانية عند نزول الوحي عليه والثالثة
كانت في ليلة الإسراء والمعراج، وهذا ما سنقوم بسرده في مقال اليوم .
المرة الأولى:
كانت أول مره شق فيها صدر النبي عليه الصلاة والسلام وهو طفل عنده أربع سنين و
كان القصد منها كما جاء في الرواية نزع العلقة السوداء من قلبه كرامه له من عند
ربه عز وجل، تلك العلقة التي ولدت بها تكمله الخلق الانساني لأنها حظ الشيطان من
كل البشر وقد تم بنزعها من قلبه صلى الله عليه وسلم انشاء مبرأ من كل عيب فنشاء
صلى الله عليه وسلم على أكمل أحوال البشر من العصمة من الشيطان والاتصاف بالمحامد
العليا منذ نعومة أظفاره والتي لا يفوقه فيها غيره، وقد اخرج الامام مسلم رحمه الله
في صحيحه هذه المرة الاولى لشقق صدره مجمله فعن أنس بن مالك قال،( أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ ، فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ ،
فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ ، فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً
، فَقَالَ : هَذَا
حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ . ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ
زَمْزَمَ ، ثُمَّ لَأَمَهُ ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ ، وَجَاءَ
الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ يَعْنِي ظِئْرَهُ فَقَالُوا إِنَّ
مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ فَاسْتَقْبَلُوهُ وَهُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ قَالَ
أَنَسٌ وَقَدْ كُنْتُ أَرْئِي أَثَرَ ذَلِكَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ ) رواه مسلم
المرة الثانية:
تكرر شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم للمرة الثانية وهو ابن العاشرة
وأشهر من عمره وهو سن بداية الكمال وذل
كلبه من سن التكليف من من اجل الا يلتمس
لشيء مما يعاب على الرجال، وحتى لا يكون في قلبه شيئا إلا التوحيد كما كان
أيضا شق صدره الشريف هذه المرة توطئة لما بعده عند البعثة الشريفة فقد أخرج عبد
الله ابن أحمد في زوائده على المسند عن أبي بن كعب أن أبا هريرة كان جريئا على أن
يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره فقال : يا رسول الله ما
أول ما رأيت في أمر النبوة؟ فاستوى رسول الله جالسا وقال: لقد سألت أبا
هريرة إني لفي صحراء ابن عشر سنين وأشهر وإذا بكلام من فوق رأسي وإذا رجل يقول
لرجل أهو هو قال:نعم فاستقبلانى
بوجوه لم أرها لخلق قط، وأرواح لم أجدها من خلق قط، وثياب لم أراها على أحد
قط، فأقبلا إلي يمشيان حتى أخذ كل واحد منهما بعضدي، لا أجد لأحدهما مسا، فقال
أحدهما لصاحبه:
أضجعه، فأضجعاني بلا قصر ولا حصر، فقال أحدهما لصاحبه: أفلق صدره، فهو. أحدهما إلى صدري
ففلقه فيما أرى بلا دم ولا وجع، فقال له: أخرج الغل والحسد، فأخرج شيئا كهيئة
العلقة، ثم نبذها فطرحها، فقال له: أدخل الرأفة والرحمة، فإذا مثل الذي أخرج شبيه الفضة،
ثم هز إبهام رجلي اليمنى فقال: أغد وأسلم، فرجعت بها أغدو بها رقة على الصغير ورحمة
على الكبير.
المرة الثالثة:
كانت عند المبعث وذلك لإعداد قلبه لتحمل عبء الوحي والرسالة بقلب قوي في اكمل
الأحوال للتطهير، فعن مالك بن صعصعة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم حدثهم عن ليلة أسري به، قال: «بَيْنَمَا أَنَا فِي الحَطِيمِ، -وَرُبَّمَا قَالَ: فِي الحِجْرِ- مُضْطَجِعًا،
إِذْ أَتَانِي آتٍ، فَقَدَّ» قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «فَشَقَّ مَا
بَيْنَ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ -مِنْ ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى شِعْرَتِهِ-، فَاسْتَخْرَجَ
قَلْبِي، ثُمَّ أُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءَةٍ إِيمَانًا، فَغُسِلَ
قَلْبِي، ثُمَّ حُشِيَ ثُمَّ أُعِيدَ..» رواه البخاري.
تعليقات