هَلْ تَعْلَمُ ما هُو مَصِير الْمَلَائِكَةِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ هَلْ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ أَم سينتهي دُورِهِم ؟
إذا جاء يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالْحِسَاب ووقف الناس للعرض والحساب يَوْمِهَا
يعطي الله عز وجل لكل ذي حق حقه، ومصير أي إنسان حينها سيكون الجنة أو جهنم وبئس
المصير، وَنعْلَمُ عِلْمَ الْيَقِينِ أَنَّ مَصِيرَ الشَّيَاطِينُ إلَى النَّارِ
وَلَكِنْ مَاذَا عَنْ الْمَلَائِكَةِ هَلْ سيَمُوتُون كما يموت الْإِنْسَ
وَالْجِنّ؟ و مَا مَصِير الْمَلَائِكَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ بَعْدَ أَنْ
يَقْضِيَ اللَّهُ بَيْنَ الْعِبَادَةِ هَلْ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ أَم سينتهي
دُورِهِم؟ لِمَعْرِفَة أَجَابَه هَذِهِ الْأَسْئِلَةِ تابعوا معنا مقالة اليوم.
هَلْ تَعْلَمُ ما هُو مَصِير الْمَلَائِكَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هَلْ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ أَم سينتهي دُورِهِم ؟ |
فَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ
وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْمَلَائِكَةَ يَمُوتُون
كَمَا يَمُوت غَيْرِهِم، وَالْمَلَائِكَة يَمُوتُون و يَتَوَلَّى قَبْضَ أَرْوَاحِهم
ملك الْمَوْتِ، ويمَوْتُ ملك الموت بِلا مِلْك الْمَوْتِ، فالْمَلَائِكَةَ لَا
يَقُولُونَ قَوْلًا مِنْ مَا يَتَعَلَّقُ بِالتَّدْبِير الْأَكْوان حَتَّى يَقُولَ
اللَّهُ لكَمالَ أَدَبَهُم وَعَلَّمَهُم بِكَمَالِ حِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ
وَمَهْمَا أمَرَّه إمِتثَلوا له ولأوامره، وَمَهْمَا دبرهم عَلَيْه فَعَلُوه،
فَلَا يُعْصونَه طَرْفَةَ عَيْنٍ وَلَا يَكُونُ لَهُمْ عَمِل بأهواء انفسهم مَنْ
دون أَمْرٍ اللَّهُ، وَمَعَ هَذَا فَقَدْ أَحَاط اللَّهُ تَعَالَى بِهِ عَلِّمًا
فَعَلَم مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنْ أُمُورِهِمْ الْمَاضِية
والمستقبلية، فلَا خرُوجَ لَهُمْ عَلَى عِلْمة كمَا لَا خروج لهم عن أَمْرِهِ
وتدبيره، وَحَالِهِم لا يختلف سَوَاءٌ قَبْلَ خَلْقِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ
أَوْ بَعْدَهُ فَنَاءِ الدُّنْيَا وإنقَضَاء أيَامهَا أَوْ يَوْمَ الْبَعْثِ
وَالنُّشُورِ وَالْحِسَاب والجزاء أَوْ بَعْدَ أَنْ يَنْصَرِفَ النَّاسُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَالْحِسَاب وَالْجَزَاء أَوْ بَعْدَ أَنْ يَنْصَرِفَ النَّاسُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرِيقَيْن فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ،
فمَلَائِكَةَ اللَّهِ فِي كُلِّ ذَلِكَ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ
وَيَفْعَلُونَ مَا يأمرون، وَلَيْسُوا مِنْ أَهْلِ التَّكْلِيفِ وَلَا حِسَابَ
عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَكِن تُنوعٌ أَعْمَالِهِم ووظائفهم فِي
الْآخِرَةِ بحسب هَذَا الأصل تَمَام وَالطَّاعَة والإنقياد لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَحْمِلُ الْعَرْش قَالَ تَعَالَى:( وَيُحْمَل عَرْش
رَبِّك فَوْقَهُم يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ)، و مِنْهُم
الحافون حَوْلِ الْعَرْشِ المسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ قَالَ تَعَالَى:( وَتَرَى
الْمَلاَئِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُون بِحَمْدِ رَبِّهِمْ
وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، وَمَنْهَمَّ
الموكلون بِأَهْلِ الْجَنَّةِ قَالَ تَعَالَى:( جَنَّات عَدْن
يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجَهُم وَذُرِّيَّاتِهِم
وَالْمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ
بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)، وَ قَالَ
تَعَالَى: ( وَسِيقَ
الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إذَا جاؤوها
وَفُتِحَت أَبْوَابِهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ
فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ)، وَمِنْهُم الموكلون بِأَهْلِ النَّارِ قَالَ تَعَالَى: ( وَمَا جَعَلْنَا
أَصْحَابُ النَّارِ إلَّا مَلَائِكَة)، وَسُئِل الصَّفَّارُ مِنْ عُلَمَاءِ
الْحَنَفِيَّةِ أتكون الْمَلَائِكَةُ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ أَنَّهُم
موحدون، وَبَعْضُهُم يَطُوفُون حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ،
وبِعضهِمْ يَبْلِغُونَ السَّلَامُ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
كَمَا قَالَ تَعَالَى:( يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ
عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ).
وسئل عُلَمَاء الدَائِمة نَعْتَقِدُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُدْخِل مِنْ
آمَنَ بِهِ من الثقيلين الْجنةُ ويدخل مِنْ كَفَرَ بِهِ مِنْهُمَا النَّارِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ، فَمَا منزل الْمَلَائِكَة؟ فَأَجَابُوا: بد أَخْبَرَ
اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَن الْمَلَائِكَةِ بِأَنَّهُم عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لَا
يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْل وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ، فهم محَلَّ كرامته
وَإِحْسَانِه و تَحْتَ تَصَرُّفِهِ وَأَمَرَه، فمنهم الموكل بأَهْلِ الْجَنَّةِ،
وَمَنْهَمَّ الْمُوَكِّل بِأَهْلِ النَّارِ، وَمَنْهَمَّ حَمَلَةُ الْعَرْشِ،
وَمَنْهَمَّ الحافون بِالْعَرْشِ، وَهَذَا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ وَصَلَّى اللَّهُ
عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ .
تعليقات