هَلْ تَعْلَمُ مِنْ هُوَ آخِرُ رَجُلٌ يَمُرُّ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ وَهَل سَيَدْخُل الْجَنَّة أَم النَّار ؟
إِنْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَوْمٌ عَظِيمٌ يَوْمَ كان شره مُسْتَطِيرًا، وَكَانَ يَوْمًا عَبُوسًا
قمطريرا و طول ذلك اليَوْمَ 50 أَلْفَ سَنَةٍ، ذكره اللَّهُ لَنَا فِي كِتَابِهِ
لنحذر شَرًّه، ذَكَرَ عُبَادَةُ به لَيْسَتعَدوا
لذَلِكَ الْيَوْمِ، ومن اشد أَهوالَ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَأَشَدُّهَا خَطَرِا
الْمُرُورِ عَلَى الصِّرَاطِ، فإذا وزنت الْأَعْمَال وَتَقَرَّر الجَزَاءُ مَا
بَقِىَ إِلاَّ أَنْ يُلْقَى كُلُّ وَاحِدٍ مَصِيرَه، فَيُؤْمَر الْمَلِك جلَ
وعَلَا أَنَّ يَنْصِبَ الصِّرَاطُ عَلَى مَتْنِ جَهَنَّمَ ليمُرّ عَلَيْهِ
الموَحُدُّون الْمُتَّقُون الْمُؤْمِنُون الصادقون إلَى جَنَّاتِ ونهر ليمر
عَلَيْهِ الْمُشْرِكُونَ والمجرم وَالْكَافِرُون الْجَاحِدون إلَى نَارٍ تَلَظَّى
لاَ يَصْلاَهَا إلاَّ الأَشْقَى، وَيَكون أَوَّلُ مَنْ يَجْتَازُ الصِّرَاط
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَمَتِه، ولَكِن تَأَمَّلوا مَعِي
حَال آخَرَ مِنْ يمر على الصراط وَكَيْف سَيَكُون حَالَه؟ و لِأَنَّهُ يَرَى أَنَّ
كُلَّ مِنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ قَدْ دَخَلَ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ
وَالْعِيَاذُ بِاَللَّهِ قَدْ دَخَلَ، يا ترى مِنْ هُوَ آخِرُ رَجُلٌ يمر على
الصراط، وَكَيْفَ يَكُونُ لِحَالَ؟ و هُوَ آخِرُ رَجُلٌ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ
أُمِّهِ الْحَبِيب مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَعْرِفَة
أَجَابَة هذه الأسئلة تابعوا معنا مقالة اليوم .
هَلْ تَعْلَمُ مِنْ هُوَ آخِرُ رَجُلٌ يَمُرُّ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ وَهَل سَيَدْخُل الْجَنَّة أَم النَّار ؟ |
جَمِيع الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ وَحُسْن النَّاس وَاخْذَ بالْكُفَّارُ
إلَى النَّارِ وَتَبْقَى هَذِهِ الْأُمَّةِ وَفِيهَا الْمُنَافِقُون فينَصَبُوا
لَهُمْ صراط عَلَى ظَهْرِ جَهَنَّمَ عَلَى حَافَّةِ خَطَاطِيفُ وَكَلَالِيبُ،
فيَأْمُرُهُم سُبْحَانَهُ أَنْ يَمُرَّ عَلَى ظَهْرِهِ، فَيُشتَدَ المَوْقِفٌ
وَتُعَظِّم الْبَلَوِيّ وَيَكُون دُعَوة الرَّسُول يَوْمَ إِذْ اللَّهُمَّ سَلِّمْ
سَلِّمْ، و يَكُونَ أَوَّلُ مَنْ يَجْتَازُ الصِّرَاط النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَمَتِه، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ:( قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعه فَيَتَّبِع
مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ الشَّمْسَ، وَيتبع من كان يعبد الْقَمَرَ
الْقَمَرَ، وَيَتبعُ مِنْ كَانَ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ الطَّوَاغِيتَ وَتَبْقَى
هَذِهِ الْأُمَّةِ فِيهَا مُنَافِقُوهَا فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ فَيَقُولُ أَنَا
رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ هذا مَكَانونا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا، فَإِذَا جَاءَ
مِنْ رَبَّنَا عَرَفْنَاهُ، فيَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي سُورَةِ الَّتِي
يَعْرِفُونَ، فيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ أَنْتَ رَبُّنَا
فَيَتَّبِعُونه ويضرب الصراط بَيْن ظهري جَهَنَّمَ فَأَكُونُ أَنَا وَأُمِّتي
أَوَّلُ مَنْ يُجيزهَا، وَلَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ إلا الرسل وَدَعْوَة
الرَّسُول يَوْمَئِذٍ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، وفي جَهَنَّمَ كَلالِيب مِثْلَ
شَوْكِ السَّعْدَانِ هَلْ رَأَيْتُمْ السَّعْدَانَ، قَالُوا: نَعَمْ يَا
رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ غَيْرَ أَنَّهُ
لَا يَعْلَمُ مَا قدر عظمها أَلَا اللَّهُ تخطف النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ،
فَمَنْهَمَّ الْمُؤْمِنِين يَبْقَى بِعَمَلِهِ أَوْ الْمُوبَقَ ِبعَمَلِهِ أَوْ
الْمُوَثِّق بِعَمَلِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ المخردل أو المجازى ) رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ، حَدِيثنا الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِصَّة
آخَرَ مِنْ يَمُرُّ عَلَى الصِّرَاطِ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَمَا جَرَى مِنْ
أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمُه بِهَا لعظمها، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( آخِرُ مِنْ
يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ فَهُوَ يَمْشِي مَرَّةً ويكبو مَرَّةً و تِسْعَفه
النَّارُ مَرَّةً بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ و مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنْ الْكَرَامَةِ
الْعَظِيمَةِ الَّتِي لَمْ يُصَدَّقْ فَإِذَا مَا جَوَّزَهَا الْتَفَتَ إِلَيْهَا،
فَقَالَ: تَبَارَكَ
الَّذِي نَجَّانِي مِنْكِ لَقَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ شَيْئًا مَا أُعْطِه أَحَدا
مِنْ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فترفع لَه شَجَرَةٌ فَيَقُولُ: يَا رَبّ ادنيني
مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فلأَسْتَظِلُّ
بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا ابْنَ آدَمَ
لِعلي أَن أُعْطِيتَكهَا سَأَلْتَنِي غَيْرَهَا، فيقول: لَا يَا رَب
ويعاهده إِلاَّ يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، قَالَ وَرَبُّه عَزَ وْجل يعَذُّرِه لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ
عَلَيْهِ، فيدنيه مِنْهَا فيستظل بظلها، ويشَرْب مِنْ مَائها، ثُمَّ تُرْفَعُ له
شَجَرَة هي أَحْسَنُ مِنْ الْأُولَى، فيَقُول: أي رب أدنيني
مِنْ الشَّجَرَةِ لَا أَشْرَبُ مِنْ مَاءٍها
وأَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا لاَ أَسْأَلُك غَيْرَهَا، فَيَقُولُ: يا بن آدم ألم
تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلْنِي غَيْرَهَا، فيَقُولُ: لِعَلِيٍّ إِنْ
أَدنيتك مِنْهَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا
فِيعَاهْدِهِ ألا يسْألَه غَيْرِهَا، وَربه تَعَالَى لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا
صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ، فيدنيه مِنْهَا فيستظل بظلها وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا، ثم
ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين، أي ربي أدنيني من هذه لأستظل
بظلها وأشرب من مائها لِأَسْأَلَك غَيْرِهَا، فيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ
آم تُعَاهِدْنِي أن لا تسألني غَيْرِهَا، قَالَ: بِلَا يَا رَبّ
لَا أَسْأَلُك غَيْرَهَا، و رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ يعْذِرْه لِأَنَّهُ يَرَى مَا
لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ فيدنيه مِنْهَا، فَإِذَا أدناه منها سمع أَصْوَاتَ
أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: أي ربي ادخلنها، فيَقُولُ: يا بْنُ آدَمَ
مَا يُصَرني مِنْك، أيرضيك أَنْ أعْطِيك
الدُّنْيَا وَمِثْلُهَا معها، قال: يَا رَبّ
أتَسْتَهْزِئْ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، فَضَحِك بْنِ
مَسْعُودٍ فقَائلَ: أَلم تَسْأَلُونِي مما أَضْحَك ؟ فَقَالُوا: ممَا تَضْحَك يا
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: ممَا تَضْحَكُ
يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: مَنْ ضَحِكَ رَبِّ الْعَالَمِينَ حِينَ قَالَ: أَتَسْتَهْزِئُ
مِني وأنت رَبِّ الْعَالَمِينَ، فيَقُولُ: إنِّي لَا
أَسْتَهْزِئُ مِنْكَ وَلَكِنِّي عَلَى مَا أشاء قَادِرٌ) أَخْرَجَهُ
مُسْلِمٌ، وَ هَذا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا
مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ
تعليقات