أَحَبّ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ إلَى اللَّهِ وَأَمْرِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقِرَاءَتِهَا
سوف نتُعَرِّفَ اليوم عَلَى السُّورَةِ الْقُرْآنِيَّة الَّتِي يُحِبُّهَا
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، هي سُورَة
الْقُرْآنِيَّة يُحِبُّهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَأَمَر الرَّسُولِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقِرَاءَتِهَا لِأَنَّ بِهَا فَضْلٍ عَظِيمٍ.
أَحَبّ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ إلَى اللَّهِ وَأَمْرِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقِرَاءَتِهَا |
السورة التي يحبها الله:
الْقُرْآنَ هُوَ مُعْجِزةِ الرَّسُولِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَكِنْ يُوجَدُ سور يحبها اللَّه عَزَّ
وَجَلَّ بِشَكْل أَكْبَر، هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي يُحِبُّهَا اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ فِي سُورَةِ الْفَلَقِ، فقد نصح رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ بقِرَاءَةِ سُورَةٍ الْفَلَقِ وَالنَّاس لِلْوِقَايَةِ مِنْ
شُرُورِ الشَّيَاطِين وَالْجِنِّ، فهي تشفي من الحسد وَ مِنْ السِّحْرِ وَذَلِك
بِفَضْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلا إذَا كُنْت تُشْعِر بِأَنَّك تعاني مِنْ
السِّحْرِ وَالْحَسَد احْرِصْ دائما عَلَى الْمُدَاوَمَة عَلَى سُورَةٍ
الْإِخْلَاصِ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ فهي تَحمِي الْمُسْلِمَ مِنْ الشُّرُورِ، شوفي
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بسحْرٍ اليهودي لَبِيدُ بْنُ
الْأَعْصَمِ بقِرَاءَةِ الْمُعَوِّذَتَيْنِ وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ سُورَةِ أقرئني أَيَةً من سورة
هُودٍ وَأَيَةً سُورَةَ يُوسُفَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: يَا
عُقْبَةُ بْنِ عَامِرٍ أَنَّك لَمْ تَقْرَأ سُورَةَ أَحَبُّ إلَى اللَّهِ وَلَا
أَبْلَغُ عِنْدَهُ مِنْ أَنَّ تَقْرَأَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ فإنْ
إستطعت لَا تَفُوتُك في الصَّلَاةُ فافعل، وَفِي بَيَانِ الْآخَر لْفَضْلِ هَذِهِ
السُّورَةَ الْعَظِيمَة أَنَا مُحَمَّدُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
دَائِمًا مَا كَانَ يَتَعَوَّذُ شرُور الْجَانّ وعَيْنِ الْإِنْسَانِ حَتَّى
أَوْحَى اللَّهُ إلَيْهِ "بِسُورَة الْفَلَق وَالنَّاس" وَبَعْدَهَا
تُمْسِكُ اللَّهِ بِهَذِهِ السُّوَر الْعَظِيمة، وتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا واليكم
أَلحَدِيثٍ صَحِيحٌ وَهُوَ كالآتي (عن بْنُ سَعِيدٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ الجان وعَيْنِ الْإِنْسَانِ حَتَّى
نَزَلَتْ المعوذتان فَلَمَّا نَزَلَتْ أَخَذ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سواهما) صَدَقَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَحْمِي سُورَةَ الْفَلَقِ قارئها
مِنْ شُرُورِ الْخَفِيَّةِ الَّتِي لا يعلمها إلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، عَلَى
الْمُسْلِمِ أن يَسْتَجِير اللَّهُ مِنْ الشُّرُورِ الْخَفِيَّة وَالظاهِرَةٌ و
أَنْ يَطْلُبَ العَوْنَ مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يُحْمَينا اللّهُ
بفَضَّلَه مَنْ شُرور الْإِنْسِ وَالْجِنِّ
سبب تسميتها بهذا الاسم:
تَعَّد سُورَةَ الْفَلَقِ مِنْ السُّورِ الْمَكِّيَّة حَيْثُ نَزَلَتْ عَلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مكة المَكْرُمَة بَعْدَ سُورَةِ
الْفِيلِ و هِي السُّورَةَ قَبْلَ الْأَخِيرَةِ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ فِي
الْجُزْءِ الثَّلَاثِين وَتَلِيهَا سُورَةِ النِّاس، رقمها من حَيْثُ التَّرْتِيبِ
فِي الْمُصْحَفِ الشَّرِيف 113، عَدَدِ آيَاتِهَا خَمْسُ آيَاتٍ تُسَمَّى هي
وسُورَةَ النَّاسِ بالمعوذتين، سميت سُورَةَ الْفَلَقِ بِهَذَا الِاسْمِ لِأَنّ
اللَّهَ أَقْسَم فِي بدايتهَا بِالفَلَق، وقد سماها النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ،
فضل سورة الفلق:
كَمَا وَرَدَ فِي أَخْذِ الْأَحَادِيثِ الشَّرِيفَةُ الَّتِي تَتَحَدّث عَنْ
فَضْلِ سُورَةٍ أَيْضا فَضْلِ سُورَةٍ الْفَلَقِ وَبَعْض اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ
مِنْ عَفَا وَأَصْلَحَ كَان . فَضْلِ سُورَةٍ الْفَلَقِ الْكَثِيرِ مِنْ
الْأَحَادِيثِ الشَّرِيفَةُ حَيْثُ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ عنْ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يا عقبة ألا
أُعَلِّمُك سُوَرًا مَا أَنْزَلْتُ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الزَّبُورِ وَلَا
فِي الْإِنْجِيلِ وَلَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلَهن لَا يَأْتِين عَلَيْكَ إلَّا
قَرَأْتهن فِيهَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَ
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، جاءت سُورَةً الْفَلَقِ الاِسْتِعاذَةُ بِاللَّهِ مِنْ كُلِّ الشَرورٍّ
الْمَوْجُودَةِ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ، ثُمّ بَدَأَت بتَحْديد الْأَشرار
أَنْفُسِهِم كالفاسق أو الساحر أو الحاسد، كَمَا مَرَّ مَعَنَا فِي آيَاتٍ السورَة
و هذه الشُّرُور كُلُّهَا شُرُور خَارِجِيَّة، أي تأتي كإعتداء عَلَى الْإِنْسَانِ
مِنْ الْخَارِجَ، وَقَدْ تَكُونُ هَذِهِ الشُّرُورِ وَاضِحَةٌ بَيِّنَةٌ أَو
كَذَلِك خَفِيًّة، أَمَّا سُورَةَ النَّاسِ فَإِنَّهَا تدور حول الاِسْتِعاذَةُ
بِاللَّهِ تَعَالَى مِنْ كُلِّ الشُّرُور الدَّاخِلِيَّة النابعة مِنْ نَفْسِ
الْإِنْسَانِ وَالْوَسَاوِس الَّتِي تُحِي بّهَا أهوائه،وكذلك توقعه فِي شَرِكَ
الْمَعَاصِي وَالذُّنُوبِ، حَيْثُ قَالَ تَعَالَى "بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الخَنَّاس صدق اللَّهِ الْعَظِيمِ"، وهذَا مَا قَالَ بِهِ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ
وَاَللَّهُ أَعْلَمُ حدثتنا السُورَةٍ عَظِيمَةٌ عن ظلمة الليل وعَنْ الْوِقَايَةِ
مِنْ شُرُورِ اللَّيْلِ إِذَا غَسَق، نهانا سَيِّدِنَا النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْمَشْيِ فِي اللَّيْلِ وَفِي ذَلِكَ
بِيَّان بِشرُور اللَّيْل يهبط اللَّيْل وَتأتي الشُرُور تَمَسك بِآيَاتِ اللَّهِ
حَتَّى تَحْمِي نَفْسَك مِنْ شُرُورِ اللَّيْل وظلمته وإليكم الْحَدِيث الشَّرِيفِ
عَنْ بن عمرو أن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( لَوْ أَنَّ
النَّاسَ يَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ منْ الْوِحْدَةِ مَا سَرى رَاكِبٌ بِلَيْلٍ) صَدَقَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَى و أَعْلَم.
تعليقات