مَا حَكَمَ وَضَع الْمَنَاكِير وَالْحِنَّاء السَّوْدَاء ؟
تُحِبّ الفتيات دَائِمًا إنْ تَظْهَرَ بِشَكْل أَنِيقٌ وأُنْثَوِي، مِمَا يَجْعَلُهَا
تَهْتَمّ بالتفاصيل الصَّغِيرَة جِدًّا بِشَكْل خَاصٌّ، و وَضَع الْمَنَاكِير
والتجميل وَأَيْضًا وَضَع الْحِنَّاء، وفِي هَذِهِ الْأَيَّامِ تُعْتَبَرُ هَذِهِ موضة
و مُنْتَشِرَةٌ بِشَكْل كَبِيرٌ جِدًّا، فَلَا يُوجَدُ فَتَاة وَلَا أُنْثَى لَا
تَخَلو خَزَنَتُهَا مِن الْمَنَاكِير بِأَلْوانٍه المُخْتَلِفَةٍ، وَأَيْضًا
تُحِبّ وَضَع الْحِنَّاء وَخُصُوصًا الْحِنَّاء ذَات اللَّوْن الْأَسْوَد، و
لَكِنْ أَوَّلَ مَا يَتَبَادَرُ إلَى ذِهْنِنَا هَل يَتَعَارَض الْمَنَاكِير
والحِنَةُ السَّوْدَاء مَعَ مَسْأَلَةِ الْوُضُوءِ وَالصَّلَاةِ؟ وَهَذَا مَا
سنتحَدَثَ عَنْهُ مِنْ خِلَالِ مُقَالنَا الْيَوْم .
مَا حَكَمَ وَضَع الْمَنَاكِير وَالْحِنَّاء السَّوْدَاء ؟ |
حُكْم وَضَع الْمَنَاكِير وَالْحِنَّاء السَّوْدَاء:
لَقَد أَبَاح الشَّرْعِ أَنَّ تُسْتَخْدَم الْمَرْأَةِ مِنْ الزِّينَةِ ما
تشاء طالما كانْت من مادة طَاهِرَةٌ وغَيْر ضارة بِهَا، وَلَا يُوجَدُ أَيْ حَرَج
عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ اسْتِخْدَامِهَا، وَلَكِنْ يُوجَدُ هُنَاكَ جَرَم للمناكير
يَمْنَعُ وُصُولَ الْمَاءِ إلَى الْبَشَرَةِ فَإِنَّ الْوَاجِبَ عَلَى الْمَرْأَةِ
أن تَعْمَلُ عَلَى إزَالَتِهَ، إذَا أَرَادَتْ الْوُضُوءِ والْغُسْلِ، فَقَالَ
الشَّيْخُ ابْنُ الْبَاز: (طِلَاء الْأَظَافِر بِالْحِنَّاءِ أَوْ غَيْرِهَا مِما
يحسنها لَا بَأْسَ بِهِ إذَا كَانَ طَاهِرًا لَيْسَ بِنَجِسٍ، وَكَان رَقِيقًا لَا
يَمْنَعُ الْوُضُوءَ وَالْغُسْل، أَمَّا إذَا كَانَ لَهُ جِسْمًا فَلَا بُدَّ مِنْ
إزَالَتِهَ عِنْد الْوُضُوءِ وَالْغُسْلِ، حتى لَا يَمْنَعُ وُصُولَ الْمَاءِ إلَى
حَقِيقَةٍ الظُّهْر، فَالْمَقْصُود أَنَّ اسْتِعْمَالَ ما يغير الظُّفْرِ مِنْ
الْحِنَّاءِ و غَيْرِهِ أَوْ مَا يُسَمُّونَهُ الْمَنَاكِير لَا بَأْسَ بِهِ إذَا
أُزيل لِأَنَّ لَه جسمَا يَمْنَعُ وُصُولَ
الْمَاءِ عِنْدَ الْوُضُوءِ وَالْغُسْلِ إمَّا إذَا كَانَ لَيْسَ لَهُ جِسْمَ
كالْحِنَّاء الَّتِي تُجْعَلُ الظُّفْر أَحْمَرَ أَوْ أَسْوَدَ وَلَا يَبْقَى لَهُ
جِسْمٌ فَهَذَا لَا ضَرَرَ فِيهِ أَمَّا إذَا كَانَ لَهُ جِسْمٌ يَمْنَعُ وُصُولَ
الْمَاءِ إلَى الْبَشَرَةِ مُبَاشَرَة فَلَا بُدَّ مِنْ إزالته أَثْنَاءِ
الْوُضُوءِ وَالْغُسْلِ.
وَفِي حِينَ كَانَتْ الْمَرْأَةُ
حَائِضًا أَيْ أَنَّهَا لَا تُصَلِي
فَإِنَّهُ لَيْسَ مَحْظُورٌ اسْتِعْمَال الْمَنَاكِير طَالَمَا تَزَيّلُه فِي
حَالِ انْقَضَتْ مُدَّةُ حَيْضُهَا وَأَرَادَتْ أَنْ تَغْتَسِل، حَيْثُ قَالَ
الشَّيْخُ ابْنُ عُثَيْمِين رَحِمَهُ اللَّهُ:( وأَمَّا من كانت
لا تصَلِيّ كحَائِض فَلَا حَرَجَ عَلَيْهَا إذَا اسْتَعْمَلَتْهُ، وَلَمْ يُرِدْ
فِي خُصوص مَا يُسَمَّى بِالْمَنَاكِير حَدِيث، لَكِنَّهَا مُنْدَرِجَةٍ تَحْتَ
الْقَاعِدَةِ الْكُلِّيَّةِ وَهِي أَنَّ
الْأَصْلَ فِي الْأَشْيَاءِ الطَّهَارَة وَتَكُونُ غَيْرَ ضَارَّة، حَيْثُ يَقُومُ
دَلِيلٌ الْمَنَع كمَا قَالَ تَعَالَى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي
الْأَرْضِ جَمِيعًا)سُورَةِ الْبَقَرَةِ .
تعليقات