نِهَايَةٌ الْعَالِم اِقْتَرَب ظُهُور ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ الَّذِي سيهدم الْكَعْبَة و يَسْرِق كِسْوَتُهَا وحذرنا مِنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لَا تَخَف مِنْ شَيْءٍ مِنْ رَوَّعَك
كُنْ مَعَ اللَّهِ
يكن رَبِّي مَعَك
و إذَا نابك كرب فاصطبر
وادعو مولَاك وجفف
أدمعك
ما لنا إلا إله
وَاحِدِ
فسأل الكون وَقل من أبدعك
وسأل الطفل جنينا فِي الْحَشَا
مِن رعاك الْآنَ
مَن ذا أَشْبَعك
واسأل البدر مطلا في الدجى
بَاعِثًا أضواءه
مِن أَرْوَعك
واسأل الصُّبْح تَجلا مسفرا
بَعْدَ لَيْلٍ
حالك من أطلعك
وسل رَسُولُ اللَّهِ قل يَا مُصْطَفَى
يَا شَفِيعٌ
الْخَلْقِ مِنْ قَد شَفَعك
أَنَّه رَبِّي إله
واحد
كن مَعَ اللَّهِ يَكُن رَبِّي مَعَك
نِهَايَةٌ الْعَالِم اِقْتَرَب ظُهُور ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ الَّذِي سيهدم الْكَعْبَة و يَسْرِق كِسْوَتُهَا وحذرنا مِنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ |
فَقَدْ حَكَمَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بالزوال عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَقَالَ
تَعَالَى:( كُلُّ
شَيْءٍ هَالِكٌ إلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)، ففِي آخِرِ
الزَّمَانِ يسلط اللَّهُ عَلَى الْكَعْبَةِ رَجُلٌ أَصْيلَعُ أفِيدع إعوجت مفاصله
وفِيه عَاهات، أَسْوَدُ اللَّوْنِ شَدِيدُ السَّوَادِ أَفْحَج الْخَطَى، له ساقان
دَقِيقَتَان يقَال لِه ذو السّوَيْقَتَيْن، يقلعها حجرا حجرا ويسلبها كنوزها، وعن
عَبْدَ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:( سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يُخَرِّب
الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ ويسلبها حليتها، ويجردها من
كسوتها، ولكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ أصيلع أفيدع يضْرِبَ عَلَيْهَا بمسحاته
وَمعوله أسود أفحج يَنقضها حَجَرًا
حَجَرًا)، فهَذَا
الْبَيْتِ الَّذِي حَمَاهُ اللَّهُ من جبروت الجبابرة، يسلط عَلَيْهِ رَجُلٌ ضئيل
لِلْجِسْم ذَا عَاهَات، يَهْدِم الْكَعْبَةِ حَتَّى لَا تُتْرَكُ حَجَرًا فِي
مَكَانِهِ، (فعن
سَعِيدَ بن سمعان قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يخبر
أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يبايع لرَجُل مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ وَلَن
يَسْتَحِلّ الْبَيْتَ إلَّا أَهْلُهُ فَإِذَا اسْتَحَلُّوه فَلَا يسئل عن هلكة
الْعَرَبِ، ثُمَّ تَأْتِي الْحَبَشَةِ فيخربونه خَرَابًا لَا يَعْمَر بَعْدَهُ
أَبَدًا وَهُمْ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُون كَنزه فحجوا قَبْلَ أَنْ لَا تحجوا،
تَقعد أعْرَابُهَا عَلَى أَذْنَاب أَوْدَيتهَا فَلَا يَصِلُ إلَى الْحَج أحد
فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى حَبَشِيٌّ أصيلع أفيدع بيده معول يهدمها حجرا حجرا)، فيكون هَذَا
عِنْدَمَا يُتْرَك الْعَرَب وَالْمُسْلِمُون تَعْظِيمِ الْبَيْتِ الْحَرَامِ فِي
نُفُوسِهِمْ ويستحلون حُرْمَتِه، فيهدم هَذَا الْأفحج الْكَعْبَة ويسلب الْكَعْبَة وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ يَسلبهما
مَا فيهما مِنْ حلي، ويجرد الْكَعْبَةِ مِنْ كَسوتِهَا وَيسْتَخْرَج كنْزهَا، (فَعنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أتركوا الْحَبَشَةَ مَا تَرَكُوكُمْ فَإِنَّهُ لَا يَسْتَخْرِجُ كَنْزَ
الْكَعْبَةِ إِلا ذو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ).
وَلَكِنْ هَلْ هُنَاكَ تَعَارُضَ
بَيْنَ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا
وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مَنْ حَوْلِهِمْ ) وبين
الْأَحَادِيثَ الْمَذْكُورَةِ؟
فقَدْ يَقُولُ قَائِلٌ كيف وأَنَّ
اللَّهَ حبس عَنْ مَكَّةَ الْفِيلَ وَلَمْ يمكنْ أَصْحَابِهِ مِنْ تَخْرِيبِ الْكَعْبَةِ
وَلَمْ تَكُنْ وَقْتِهَا فبلة؟ فكيف يسلط عليها الْحَبَشَةِ بَعْدَ أَنْ صَارَتْ
الْكَعْبَةِ قِبْلَةً للمُسْلِمِينَ، فَقَدْ أجاب أهل الْعِلْمِ بِأَنَّ ذَلِكَ
يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَرُب قِيَامِ السَّاعَةِ، حيث لا يبقى أَحَدٌ مِنْ
أَهْلِ التَّوْحِيدِ وَالْإِيمَان وَلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ أَحَدٌ يَقُولُ
اللَّهُ اللَّهَ كَمَا ثَبَتَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ :(لَا تَقُومُ
السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالُ إلَّا اللَّهُ اللَّهَ )وَلِهَذَا وَقَعَ
فِي رواية سَعِيدِ بْنِ سَمْعَانَ لَا يَعْمَرُ الْبيّت بَعْدَهُ أَبَدًا، وَفِي
البخاري (لا
تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يَحج البيت) فقيل ويرفع
القرآن وَيَذْهَب الدَّيْنِ حَتَّى لَا
يُقَالُ فِي الْأَرْضِ اللَّهُ اللَّهَ وَهَذَا مَا يُشِيرُ إلَى أَنْ معالم الدين
سترفع من أُصَلِّها ولم يبقى منها شيء، فيَكُونُ قَدْ مَاتَ الْمُسْلِمُونَ
بالرِّيحِ الطَّيِّبَة، وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِأَنَّ الْهَدم إنَّمَا
يَكُونُ بَعْدَ نُزُولِ "عيسى عليه الصلاة والسلام"،
وَقَالَ بَعْضُهُمْ بِأَنَّ هدمها يَكُونُ بَعْدَ مَوْتِ "عِيسَى عَلَيْهِ
الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ" حيث أن سَيِّدَنَا "عِيسَى
عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ" يحج الْبَيّتِ بَعْدَ نُزُولِهِ إلَى
الْأَرْضِ فَقَدْ أخبرنا رَسُولِنَا الْكَرِيمُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنْ الْبَيْتَ يحج وَيَعْتَمِر بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ فزَمَانِ
هدمها لَا أَحَدَ يَعْلَمُه إلَّا اللَّهُ فنرجو مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ
يَرْزُقَنا زِيَارَةِ الْبَيْتِ الْحَرَامِ وَأَنْ يَتَقَبَّلَ مِنَّا صَالِح
الْأَعْمَال وَإِنْ لَا يحرمنا مِنْ بيته الْحَرَامِ.
هَذَا وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَم
وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ
وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
تعليقات