القائمة الرئيسية

الصفحات

عشر عَلَامَات إِذَا رَأَيْتُهَا فِيك فَاعْلَمْ أَنَّك مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ و إنَّ اللَّهَ راضِي عَنْك


عشر عَلَامَات إِذَا رَأَيْتُهَا فِيك فَاعْلَمْ أَنَّك مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ و إنَّ اللَّهَ راضِي عَنْك


 بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى الرَّسُولِ الْكَرِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يسعى الْمُسْلِمِ في كل وقت وحين إلَى رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى ويجتهد فِي تَحْقِيقِ رِضَاه سبحانه و تَعَالَى كَمَا يَجْتَهِدُ فِي الطَّاعَاتِ والقربات وَأَدَاء الْأَوَامِر وإجتنَبَات الْمَنْهِيّات بُغْيَةَ الوُصولِ إلَى هَذِهِ الْغَايَةَ الأَسْمَى  والْأَجل الَّذِي فِي الْوُصُولِ إلَيْهَا تَتَحَقَّق السَّعَادَة فَلَاحٌ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، ويحوز المسلم بعدها على الرَّاحَة الْأَبَدِيَّة بِدُخُولِه الْجَنَّةِ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى وَكرمِه وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّة ارْجِعِي إِلَى رَبِّكَ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً).
علامات رضا الله عن العبد علامات رضا الله عن عباده ما هي علامات رضا الله عن العبد من علامات رضا الله عن العبد علامات رضا الله عن العبد و حب الله للعبد
عشر عَلَامَات إِذَا رَأَيْتُهَا فِيك فَاعْلَمْ أَنَّك مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ و إنَّ اللَّهَ راضِي عَنْك


 أَمَّا مَوْضُوعُ اليَوْمِ فَهُوَ مَفْهُومُ رضي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ العبد، وبيان لعَلَامَات رِضَا اللَّهِ تَعَالَى، وَ كَيْف يُعْرَف الْعَبْدِ أَنْ اللَّهَ تَعَالَى رَاضٍ عَنْهُ وَالثَّمَرَات الَّتِي يجنيها الْمُسْلِم؟ وَالْفَضْل الَّذِي يَكْتَسِبُه برضى اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَرَضَى اللَّهُ تَعَالَى عَنْ الْعِبَادِ برُؤْيَتِهم مُؤْتَمِرِين بِأَمْرِه وَمُنْتَهَين عَمْن نهاهم عَنْهُ، وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى:( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مافي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) وَأَمَا رضى العباد عَنْ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فَيَكُون بقبولهم بقضائه وقدره، وتسليمهم لأَمَرَهُ دُونَ جزع أو سخط، فالرضى يَكُونَ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى عَنْ العباد أَوْ رِضى مِنْ الْعِبَادِ عَنْ رَبِّهِم سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَشاهدوا ذلك الْكَلَامُ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى:( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ)، وَيُطْلَق عَنْ الرِّضَا الْكَثِير الرِّضْوَان وَمِنْهُ ما جَاءَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وصفا لعِبَادَه الْمُؤْمِنِين:( تَرَاهُمْ رُكّعًا سُجّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا)

وَالْآن نأتي إلى عَلَامَات رِضَا اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَن الْعَبْدِ:

 أَوْلَا: قَدْ يَتَساءل الْمُسْلِم أَحْيَانًا عَمَّا إذَا كَانَ الله تعالى راضيا عنه أم لا، وقد يفكر فيما يُؤْديهِ من طاعات وقربات، هَل قُبِلَت عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى أَمْ لَا تُقْبَلُ؟ ويمكن إجمال بعض العلامات التي قد يستدل بِهَا عَلَيَّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ العبد. وَقَدْ يُعَرَّفُ بِهَا الْعَبْدُ أَنَّهُ مَقْبُول عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى أمْ لَا، وَمِنْ هَذِهِ الْعَلَامَاتُ:
     أَوَّلًا: الإعانة علَى الطَّاعات، فمِنْ عَلَامَاتِ رِضَا اللَّهِ تَعَالَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يُوَفِّقَهُ اللَّهُ تَعَالَى إلَى فِعْلِ الطَّاعَاتِ وأَدَاء الْقُرُبَات وَيُتسِرّ لَه أَسْبَابِهَا
    ثانيا: التصبر عِنْدَ الْمَصَائِبِ والشدائد، فَيَصِبر اللَّهُ تَعَالَى مِنْ رَضِيَ عَنْهُ مِنْ عِبَادِهِ وَيُلهمه الصَّبْر وَينَزَل عَلَيْهَ الرضى عِنْدَ الْمَصَائِبِ وما قد يحل به من القروب فلَا يَجزع وَلَا يَضجر، بل  يَصْبرَ فِي كُلِّ حَالٍ ومنه قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ( وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءُ وَحِينَ الْبَأْسِ أولئك الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ).
     ثَالِثًا الِاطْمِئْنَان بِاَللَّهِ تَعَالَى، فَيجْعَلْ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ رضِي عنهم مطمئنين به، فيثقون بوعده بالعون والنّصْرَ والتمكين وَلَا يَنشغلون بالتفكير بالرزق   لِأَنَّهُم مطمئنون بِاَللَّهِ تَعَالَى ومتوكلون عَلَيه ويثقون بمَا عِنْدَهُ.
     رَابِعًا: يحبب اللَّهُ تَعَالَى إلَى مَنْ رَضِيَ عَنْهُ مِنْ عِبَادِهِ الْخَلَوة به، أي يَخْلو بربه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ويخَصِّص لَهُ الوَقْتٌ لمُنَاجَاتِه وَالتَّقَرُّبِ إلَيْهِ بالذَّكَرِ وَالدُّعَاءِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ.
    خامسا: يحبب اللَّهُ تَعَالَى إلَى مَن رْضَى عَنْهُ مِنْ عِبَادِهِ مجالسة الصَّالِحِينَ وَ مُخَالَطتهم.
     سَادسا: الإعانة على العلم فيْعَيْن اللَّهُ تَعَالَى مِنْ رَضِيَ عَنْهُ مِنْ عبادهِ عَلَى الْعِلْمِ، وَ يُحِبّب إلَيْهِم طَلَبه ويسهل عليهم طرقه وسبله.
     سَابِعًا: التَّوْفِيقِ إلَى التَّوْبَةِ، فيوفق اللَّهُ تَعَالَى من رَضِيَ عَنْهُ مِنْ عِبَادِهِ إلَى التَّوْبَةِ وَالْمُسَارَعَة إلَيْهًا حَالِ الذنب، وَعَدَمِ البقاء عَلَيْهَا أي بَعْدَ مَا تذَنْبُ، تستغفر وَتتُوبُوا إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فهَذِهِ مِنْ عَلَامَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْك لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:( أَنْ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ).
    ثامنا: حفظ الله تعالى لِمَن رضَى عَنْهُم مِنْ عِبَادِهِ جوارحهم كلها، كما جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ:( مِنْ عَادَ لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْته بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْته كُنْت سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لاعطينه وَلَئِن اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّه.
    تاسعا: رضى النَّاسَ عَنْ من رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ وَمَحَبَّتِهم لَهُ، كَمَا وَرَدَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:( إذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيل إِنِّي قَدْ أحببت فلانا فأحبه يَا جِبْرِيلُ، قَالَ: فَينَادَى جِبْرِيلَ فِي السَّمَاءِ ثم تنْزَل لَه الْمَحَبَّةِ فِي الْأَرْضِ)، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ أَنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سيجعل لهم الرَّحْمَٰنَ وِدًّا، هَذِه أَحْبَابِي فِي اللَّهِ هِيَ عَلَامَات رِضَا اللَّهِ تَعَالَى عَنْ الْعَبْدِ وَرِضَا الْعِبادِ عَنْ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
ثانيا: ننْتَقَلَ إلَى ثمرات رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ العبد، مَاذَا يُعْطِيك اللَّهُ إذَا رَضِي عًنك؟
إن لرضى اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ثمرَات عَظِيمَةٌ وفضلاً كَبِيراً يحوزه الْعَبْدَ الَّذِي يُرْضِي اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وحظي بِهِ، فَمَنْ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عنه:
     أولا ينعم  بكنف رحمته سبحانه وتَعَالَى فِي الدُّنْيَا وَالْآخرة، ومصداق ذلك ما رواه ثوبان رضي الله عنه، عن النبؤ صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ:( إنْ الْعَبْدَ لَيَلْتَمِس مَرْضَاةِ اللَّهِ تَعَالَى فَلَا يَزَالُ بذَلِكَ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لجبريل: أَنَّ فُلَانَ الْعَابِدِي يلتمس أَن يرضيني ألا وأن رَحْمَتي عَلَيْهِ، فيقول جبريل: رَحِمَة اللَّه عَلَى فلان، ويقولها حملة العرش و يَقُولُهَا من حولهم حتى يقولها أهل السموات السبع أي رحمة الله على فلان، ثم يهبط إلى الأرض،
    وممن يجنيه أيضا من رضي الله عنه سبحانه وتعالى الأجر العظيم في الدنيا والآخرة لينال الجنة جزاء لسعيه لرضي الله تعالى عنه، ومثال ذلك ما جاء في قول الله تعالى:(
 لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)، ففعل الطاعات بغية تحصيل رضوان الله سبحانه وتعالى هو السبيل للفوز بالأجر العظيم في الدنيا والآخرة.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

مقالات تهمك
التنقل السريع