لماذا حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من وقت المغرب وماذا يحدث فيه اهلك معظم البشر؟
أوصانا الرسول الكريم صلى الله عليه
وسلم بعادات يجب علينا اتباعها لتحفظنا من كل شر، فهو أعلم بها أكثر منا، فرسولنا الله صلى الله عليه
وسلم دائما ما يريد لأتباعه كل خير، لذلك هو أخير الناس للإستماع إليه من نصائح
علينا اتباعها، فقد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بدخول الأطفال للمنزل عند
غروب الشمس لكثرة وجود الشياطين في هذا الوقت و كثرة حركاتهم،
لماذا حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من وقت المغرب وماذا يحدث فيه اهلك معظم البشر؟ |
وسبب وصية الرسول
صلى الله عليه وسلم لنا هي عدم إصابة أطفالنا بالصرع الشيطاني، فقد روي عن جابر بن
عبد الله رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إذا كان جنح
الليل أو أمسيتم، فكفو صبيانكم فإن الشيطان ينتشر حين إذا فإذا ذهبت ساعة من الليل
فخلوهم وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا وأوكوا
قربكم واذكروا اسم الله وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله ولو أن تعرضوا عليها شيئا
وأطفئوا مصابيحكم) وعن جابر في صحيح
مسلم أيضا قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ترسلوا فواشيكم أي كل ما ينشر من ماشية
وغيرها وصبيانكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء فإن الشياطين تنبعث إذا غابت
الشمس حتى تذهب فحمة العشاء فالعبد إذا سمى عند دخول بيته قال الشيطان لا مبيت أي
لا سلطان لنا على المبيت عند هؤلاء، وكذلك إذا قال الرجل عند جماع أهله (اللهم جنبنا
الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا )كان سبب سلامة المولود من ضرب الشيطان.
قد يتساءل الكثير منا ما الذي يحدث
بالضبط في فترة إقبال الظلام وإدبار النهار والنور إلى الحد الذي جعل النبي صلى
الله عليه وسلم يخصه بالوصية والتحذير؟
إن الذي يحصل هنا أن الشياطين مع
إقبال الظلام تبدأ تنتشر تبحث عن مأوى لها لأنها تنتشر انتشارا هائلا بأعداد لا
يحصيها إلا الله، وهنا يخاف بعضهم من فتك بعض وبالتالي لابد لها من شيء تأوي إليه
وتأمن فيه فتنطلق بسرعة هائلة جدا تفوق سرعة بني آدم أضعافا مضاعفة فمنهم من يأوي
إلى إناء فارغ، ومنهم من يأوي إلى بيت انسي، ومنهم من يأوي إلى جماعة من الإنس
جالسين، وهم بالطبع لا يشعرون به فينطرح بينهم ليأمن من فتك إخوانه الشياطين الذين
هم الآن كالريح يجولون الأرض والبقاء للأقوى، وطبيعة الشياطين أنها ترغب المكوث في
النجاسات فتجدها تفضل أماكن قضاء الحاجة وتجدها تأوي إلى أماكن القمامة، وقد تصادف
وهي تبحث عن المأوى طفلا إنسيا فتأوي إليه، وقد تتلبسه وتخرج وقد تمكث به بعض
الوقت فتجد الطفل متغير المزاج وقد يطيل البكاء الشديد دون أن يعلم والداه سبب ذلك
وقد يعنفانه وقد نسوا وصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بحفظ الصبيان وقت
انتشار الشياطين، وقال صاحب فيض القدير شرح الجامع الصغير:( وإنما أمر بكفهم
في ذلك الوقت لأن الشمس سلطان قاهر لا تقاومها الأرواح الماردية، بل تمسك عن
التصرفات ما دام ظاهرا في العالم السفلي، فإذا استتر عنه في مغيبه صارت الشياطين
كأنهم قد انطلقوا من حبس فتندفع دفعة رجل واحد فمهما صادفوه من الصبيان في تلك الحالة
إصابة فأذوه، فإذا ذهبت فوعة العشاء تفرقوا وتبددوا، فهذا سر أمر المصطفى صلى الله
عليه وسلم بذلك
والحكمة من انتشار الشياطين في هذا
الوقت دون النهار:
هي لأن حركتهم في الليل أمكن منها لهم
في النهار، لأن الظلام أجمع للقوى الشيطانية من غيره، وكذلك كل سودا (وَقُل رَّبِّ
أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ)، وهنا يأتي دور
الحفاظات أعزكم الله فكما أسلفنا أن الشياطين ترغب النجاسات فتجد في حفاظة الطفل
نجاسة فيكون ذلك مشجعا لها علي المكوث والإيواء، فنجد بعض الأطفال يصرخ فجأتا
وبعضهم يتململ في نومه بسبب إذاء الشيطان الذي إتخذ منه مأوى له، لذا كان نص النبي
الكريم صلى الله عليه وسلم على الصبيان الذين هم بحاجة إلى التحصين من قبل الولدين
وحمايتهم ووقايتهم بعدم تركهم يخرجون وقت إنتشار الشياطين، لكن هذا لا يعني أن
الشياطين لا يمكن أن تتلبس بالكبار، بل هذا ممكن ولكن لم غلب على الكبار التحصين
ووقاية أنفسهم كان فيه متلبس قليلا فتجد البعض من الناس فجأة أصابته كآبة أو خوف
مفاجئ وهكذا وهو بسبب تلك الشياطين، لذلك حصنوا أنفسكم وأولادكم بأذكار الصباح
والمساء إحرصوا على المحافظة عليها واجعلوا ألسنتكم عامرة بذكر الله تعالى، قال
الله تعالى:( الَّذِينَ
آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ
تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) هذا
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تعليقات