عَلَامات إنْ ظَهَرَتْ عَلَيْك فِي الصَّلَاةِ اعْلَمْ أَنَّك مِنْ الْمُنَافِقِينَ وَصَلَاتُك بَاطِلَةٌ حَذِرَنَا مِنْهَا الرَّسُول
لا شك أنْ أَيِّ شَخْصٍ يعلم تَمَامًا أن الصلاة هِيَ أَعْظَمُ عِبَادَةً
لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَ بِالتَّالي خاب وخسر من أفسد صَّلَاته أَوْ غَفَلَ عَنْ
أَدَائِهَا بشكلها الصَّحِيحِ، وَ الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ صَلَاةَ تُعَّدْ هي
أَعْظَمُ عِبَادَةً قَوْلٌ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ
أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ الْعَبْدُ عَلَيْهِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ
صَلَحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وإن فسِدت فَقَدْ خاب وخسر، بِمَعْنَى إن
صحت صلاته وَاسْتِقَامَتِ وَقَبْلَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْه فذَلِكَ مِنْ
أَسْبَابِ قَبُول بَقِيَّة أَعْمَاله أَمَّا إذَا ضَاعَ الصَّلَاةِ وَلَمْ
تُقْبَلْ الصَّلَاةُ فهوَ منْ أَسْبَابِ ضَيَاع أعمَاله، فالصلاة كالميزان
لبَقِيَة الْأَعْمَال، و يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَحْرِصُ عَلَى إتْقَانِهَا
إكْمَالِهَا وَحِفْظِهَا، وبالتالي نُقَدِّم لَكُم سَرِيعًا بَعْضُ مَنْ
الأَخْطَاء الشَّائِعَةِ الَّتِي قَد تفسد صلاتك وانت لا تدرى من خلال مقالنا
اليوم.
عَلَامات إنْ ظَهَرَتْ عَلَيْك فِي الصَّلَاةِ اعْلَمْ أَنَّك مِنْ الْمُنَافِقِينَ وَصَلَاتُك بَاطِلَةٌ حَذِرَنَا مِنْهَا الرَّسُول |
أوَلَا: احذروا رفع أبصاركم فِي صَلَاةِ:
قالِ مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ
أَبْصَارَهُمْ إلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ فاشْتد قولَهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى
قَوْلُه، لينتهن عن ذلك أَوْ لَتخطفن أَبْصَارَهُم، أَيْ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ إطْلَاقُ
رفع بصرك إلى الْأَعلِيّ، وَكَذَلِك الِالْتِفَات لِغَيْرِ حَاجَةٍ هُوَ
اخْتِلَاسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلَاةِ الْعَبْدِ، أي لَا يَجُوزُ لَك
أَنْ تنْظُرَ لِلْأَعْلَى وأَنْت تُصَلِّيَ.
ثانيا:كثرة الحركة والعبث في الصلاة:
مِنْ الْمُنْكَرَاتِ الْعَظِيمة
الشَّائِعَةِ الَّتِي لا يُسَلِّمَ مِنْهَا مَسْجِدٍ أَوْ جَمَاعَةً أَوْ
جَمَاعَةً وهم يُصَلُّونَ كَثْرَة الْحَرَكَةِ فِي الصَّلَاةِ مِثَالَا عَلَى
ذَلِكَ تَشْبِيكِ الْأَصَابِعِ، وقضم الْأَظَافِر، وَتَسوية الْعِقَال، وَغِطَاء
الرَّأْس، وَالنَّظَرِ فِي السَّاعَةِ، وَرَبط الْأَزْرَار، وإمساك الجيب،
وَتَعْديل الْقَلَم، وَالعبث في الشَّعْر وَاللِّحْيَة، وَالْإِمْسَاك بِالسِّوَاك
أَثْنَاءِ الصَّلَاةِ، كلْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ وَنَحْوِهَا مِنْ الْأُمُورِ
الْعَجِيبَةِ يَقُومُ بِهَا بَعْضُ مَنْ النَّاسِ، ولكن تلك الأمور قد تفسد
عَلَيْك صلَاتك وَ تَجْعَلُهَا غَيْرُ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
ثالثا: عدم الطمأنينة في الصلاة:
وَهي أَيْضًا مِنْ الْأُمُورِ الْعَجِيبَةِ المنكرة، عَدَمِ الطُّمَأْنِينَةِ
فِي الْقِيَامِ وَالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَالْجلسة بين السجدتين، قَال أَسْوَأُ
النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ مِنْ صَلَاتِهِ، كَيْفَ يَسْرِقُ مِنْ
صَلَاتِهِ؟ أَيْ لا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلَا سُجُودَهَا وَهَذِهِ الصَّلَاةُ
حَقِيقَتا تعد هي صَلَاة المنافقين، نَقْر كنقر الْغُرَاب يكاد سُجُودِه يَسْبِق
رُكوعه يَقُولُ آمِينَ عِنْدَ النُزُولِ لِلْوُكوع، و يَقُولُ سَمِعَ اللَّهُ
لِمَنْ حَمِدَهُ عِنْدَ النزول إلى السُّجُودِ، ويقول سُبْحَانَ رَبِّي الْأَعْلَى
وَهُوَ رَافِعٌ إِلَى الْجِلْسَةِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، فَأَيُّ صَلَاةٍ هذه
ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّي أي إنك لَا يَجِبُ عَلَيْك أَنْ تَقُومَ
بِالصَّلَاة بِشَكْل سَرِيع لِلْغَايَة حَتَّى لَا تَكُونُ صَلَاتك ضمن صَلَاةُ
الْمُنَافِقِين، يَجِبُ أَنْ تُصَلِّيَ وَأَنْتَ مُطْمَئِنٌّ وَبكل راحَة وَهُدُوء
وَسَّكِينَة، وَأَنْ تَكُونَ أيضا خاشعا فِي صَلَاتِكَ وَلَا تَفَكُّرٍ فِي
الْمَاضِي أَوْ الغد أو فِي الْمُسْتَقْبَلِ أَوْ فِي نَحْوِ مِثْلِ هَذِهِ
الْأُمُورِ الَّتِي تَشْغَل الْبَال، بالطبع هُنَاك إِخْطَاءٌ كَثِيرًا وَيوف
نسردها لكم بالتفصيل في مقال آخر، وَنَسْأَلُ
اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَنْفَعُكُم بما قرئتم.
تعليقات