القائمة الرئيسية

الصفحات

لِمَاذَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَشْرَبَ الدِّمَاء ؟ و لِمَاذَا غَضِب مِنْهَا سَيِّدِنَا آدَمَ وَبُكَاءٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً؟


لِمَاذَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَشْرَبَ الدِّمَاء ؟ و لِمَاذَا غَضِب مِنْهَا سَيِّدِنَا آدَمَ وَبُكَاءٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً؟


بكت عيني وحق لَهَا بكاها، ودمع العين منهمل يسيح، رمى   قَابِيلُ هَابِيلَا أَخَاهُ وألحد في الثرى الْوَجْهِ الصَّبيحِ، أيا هابيل  أَنَّ تَقْتُلَ فَإِنِّي عَلَيْك الدَّهْرَ مُكتئب قَرِيح عَلَيْهِ السخط من رب البرايا، وَأَنْت عَلَيْك تَسْلِيم صِريح، يَتَساءل الْكَثِيرُون مِنَّا لِمَاذَا لَا تَشْرَبْ الْأَرْض الدِّمَاء؟ وَهل سَيِّدَنَا آدَمَ هُوَ السَّبَبُ فِي ذَلِكَ أَمَّ هِيَ بِدْعَةٌ؟
ابناء سيدنا آدم  قصة قتل قابيل لأخيه هابيل
لِمَاذَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَشْرَبَ الدِّمَاء ؟ و لِمَاذَا غَضِب مِنْهَا سَيِّدِنَا آدَمَ وَبُكَاءٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً؟



فعندما قَتَلَ قَابِيلُ أَخَاهُ هَابِيلَ وقام بدَفْنِه، جاء سَيِّدِنَا آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ أَسْأَل عَلَى ابنه هابيل وَقَالُوا إنَّ أَخَاهُ قَابِيل قد قَتْلِهِ وقَالِ سَيِّدِنَا آدَمَ أَيْن دُمُه؟ قَالُوا لَهُ لَقَدْ شَربَته الْأَرْض، فدعى سَيِّدِنَا آدَمَ قَائِلًا لَعَنَ اللَّهُ أَرْضًا شَرِبَتْ مِنْ دَمِ ابْنِ آدَمَ، ومنذ ذلك الحِينَ وهو محرم عَلَى الْأَرْضِ أَنْت تَشْرَب أَيّ دم، وروى على بن إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْإِمَامِ عَلِيٍّ بْنُ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَنَّهُ لَمَّا سوَلَّت لقابيل نَفْسِهِ قَتَل أَخِيه، لم يدرِيّ كَيْف يُقْتَلُه حَتَّى جاء إبْلِيس فَعَلَمَه وقَالِ ضعَ رأسه بَيْنَ حَجَرَيْنِ ثُمَّ إفدخه، فلَمْ قتلهُ لَمْ يَدْرِي مَاذا يصنع به، فجاء غرابان فأقَبْلا يتقاتلان حَتَّى قُتِلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ ثم حفَرِ الّذِي بَقِي عَلَى الْأَرْضِ بِمَخالِبِه وَدُفِن صَاحِبِه، قال قابيل ياويلتاه أعجزت أَنْ أَكُونَ مِثْلِ هَذَا الْغُرَابِ فأواري سِوَأة أَخِي فحفرَةٍ لهحُفيرَة وَدُفِنه فِيهَا، فرجع قابيل إلى أبيه وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ هابيل، قَالَ سَيِّدُنَا آدَمَ أَيْن تركت ابني؟ فَقَال قَابِيل: أَرسلتني عَلَيْه رَاعِيًا، فقال انطلق معي إلى مكان القربان، وأحس  قلب آدَمَ بِاَلذي فَعَلَ قَابيلَ، فَلَمَّا بَلَغَ مَكَانَ الْقُرْبَان إستبَان قَتَلَهَ، فلعن آدَم الْأَرْضِ الَّتِي قَبلْتُ دم هابيل، ولذلك لَا تَشْرَبْ الْأَرْضُ الدَّمَ، فانصرف وبكي  عَلَى هَابيل أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَلَيْلَةً، وَقَال يعض علماء وفقهاء الدين عَنْ مَا يَحكى من أَنَّ الْأَرْضَ لَا تَشْرَبْ الدَّمَ منذ قتل ابن آدم أخاه، لَا نَعْلَمُ لَهُ أصْل وَإِنَّمَا هُوَ شَّيْءُ يرويه  بَعْضَ أَهْلِ التَّارِيخِ وَلَعَله مَأْخُوذٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَمَا أَكْثَرُ الأكاذيب فيمَا يَحْكُون، وَجَاءَ فِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ لِابْنِ قُتَيْبَةَ وَأَيْضًا فِي تَارِيخِ دِمَشْق عن وهب بن منبه أن الْأُرْض نشَفَت دَمٌ بَنِي آدَمَ الْمَقْتُولِ فلعن آدم الْأَرْضِ وَمَنْ أجل ذلك لَا تَنَشَّف الْأَرْضِ دمَا بَعْدَ دم هَابِيل إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهَذَا مِنْ الْإِسْرَائِيلِيَّات كَمَا جَاءَ فِي كِتَابِ الْإِسْرَائِيلِيَّات وَالْمَوْضُوعَات فِي كُتُبِ التَّفْسِيرِ لِمُؤَلِّفِه الدكتور مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو شُهْبَة وَهَذَا بَاطِلٌ فالراوي متروك متهم  مَشْهُورٌ قِصَاصُ ليس يعتمد عليه، وأفصح أَحْمَدَ بْنُ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فَقَالَ كَانَ يَكْذِبُ وَمِثْلُ هَذَا لَا يُعْتَدُّ بِه وَفِي هَذَا الْخَبَرِ أَنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لعَن الْأَرْضِ وليس للْأَرْض ذنب يوجب لعنها، فَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُد عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: إنْ رَجُلًا لعن الريح، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَلْعَنْهَا فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ وَأَنَّهُ من لَعَنْ شَيْءٍ لَيْسَ لَهُ َبَأهَلٍ رَجَعَتْ اللَّعْنَةُ عَلَيْهِ، أما ما اتَّفَقٌ عَلَيْهَ أهل الْعِلْمَ وَ الْعُلَمَاءِ بِأَنَّ الْأَرْضَ لَا تَشْرَبْ الدِّمَاء لِأَنَّ جُزْئِيَّات الدَّمْ أَكْبَرُ مِنْ الْمَسَامِّ الْمَوْجُودَةِ فِي الْأَرْضِ، فَلَا تَسْتَطِيعُ الْأَرْض إمتصَاصِه، كَمَا أَنَّهُ يُوجَدُ بالدم أجسام  سيتوبلازميه ولا تتكسر و إلَّا عِنْدَ ملامستها الْهَوَاء فيتجلط الدَّمُ حَتَّى لَا يَحْدُثُ نَزيف وَدُور هَذِه الْأَجْسَام الأسَاسِيّ هو تحويل المَادَّةِ البروتينية السائلة الْمَوْجُودَةِ فِي الدَّمِ إلَى مَادَّةٍ صُلْبَةً تتجمع حَوْل السطح الجلدي لِتَمْنَع خُرُوجُ الدَّمِ مِنْ الْجِلْدِ، إذَا فالْأَرْضِ مِنْ الطَّبِيعِيَّ لَا تَشْرَبْ الْأَجْسَام الصُّلْبَة بِلْ يدفن بفعل عَوَامِل الطَّقْس، هَذا وَاَللَّه تعالى أَعْلَم وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

مقالات تهمك
التنقل السريع