هَلْ تَعْلَمُ مِنْ هِيَ الْمَرْأَةُ الَّتِي أَبْكَت
مَلَكُ الْمَوْتِ؟ فَلِمَاذَا بَكَى مَلَكَ الْمَوت ؟
سوف نتُعَرِّفَ اليوم عَلَى قِصَّةٍ بكى بِسَبَبِهَا مَلَكُ الْمَوْتِ وَضَحِك
وَافْزَع فِيهَا، فيا بنا لنتُعْرَف عَلَيْهَا.
هَلْ تَعْلَمُ مِنْ هِيَ الْمَرْأَةُ الَّتِي أَبْكَت مَلَكُ الْمَوْتِ؟ فَلِمَاذَا بَكَى مَلَكَ الْمَوت ؟ |
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَرْسَل مَلَكُ
الْمَوْتِ ليَقْبِض رَوْحٌ إمرأة مِنْ النَّاسِ، فَلَمَّا أَتَاهَا مَلَكُ
الْمَوْتِ لِيَقْبِض رَوْحهَا وجدها وَحَيْدَة وَمَعَهَا رَضِيعَهَا تُرْضِعُه،
وهما في صحْرَاء قاحلة وَلَيْس
حَوْلِهِمَا أَحَدٌ وهو قد أتى لقبض روحها، هنا لم يتمالك نَفْسِهِ فَدَمَعَت
عَيْنَاهُ مِنَ ذَلِكَ الْمَشْهَد، رحمتا بذَلِك الرَّضِيع غير أنه مأمورا لما
أوسل له فَقَبضَ روح الْأُمِّ وَمَضَى كما أمره الله في قَوله تَعَالَى فِي
كِتَابِهِ الْكَرِيمِ:( لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا
يُؤْمَرُونَ)، وَبَعْدَ
هَذَا الْمَوْقِفُ لِمِلْك الْمَوْت بِسَنَوَات طَوِيلَة، أرسله الله ليقبض
روح رَجُلٍ مِنْ النَّاسِ، فلما أتى مَلِكُ الْمَوْتِ إلَى الرَّجُلِ الْمَأْمُور
بِقَبْض رُوحُهُ وَجده شَيْخاً طَاعِنًا فِي السِّنِّ متوكأ عصاه عِنْد حَدَّاد
وَيَطْلُب من الحداد أن يصنع له قاعدة مِنْ الْحَدِيدِ يَضَعْهَا فِي أَسْفَلِ
الْعَصَا حَتَّى لَا تحتها الْأَرْضِ، وَ يُوصي الحَدَّاد بِأَنْ تَكُونَ
قَوِيَّةً لتَبْقَى عَصَاه سنينا طوال، وعند ذلَك لم يتمالك مَلَكُ الْمَوْتِ
نَفْسِه ضَاحِكًا ومُتَعَجّبًا مِنْ شِدَّةِ تُمْسِكِ وَحَرَص هَذَا الشَّيْخ و
طول أَمَله بِالْعَيْش بَعْدَ هَذَا الْعُمْرَ المديد، لَمْ يَعْلَمْ أنه لم يتبقى
إلا لحظات فأوحى اللَّهُ إلَى مِلْكِ الْمَوْتِ قَائِلًا: فَبِعِزَّتِي
وَجَلَالِي أَنَّ الَّذِي أَبْكَاك هُوَ الَّذِي أَضْحَك سُبْحَانَك رَبِّي مَا
أَحكمَك، سُبْحَانَك رَبِّي مَا أعدلك، سُبْحَانَك رَبِّي مَا أَرْحَمُك، نَعَمْ
ذَلِكَ الرَّضِيع الَّذِي كَانَ سَبَبًا فِي بُكَاء مَلَكُ الْمَوْتِ عِنْدَمَا
قَبَض رَوْحٌ أُمُّه، كان بديلا عنه ذلك الشيخ الَّذِي أَضْحَك مَلَكُ الْمَوْتِ
مِنْ شِدَّةِ حِرْصِه وَطُول أمِله.
و لَكِنْ مَا الشَّيْءُ الَّذِي أفْزَع مَلَكُ الْمَوْتِ؟
فقَالَ اللَّهُ لِمِلْك الْمَوْتِ: مِنْ الَّذِي افزعك؟ فقال: فزعت عندما
أمرتني أَن أقبض رُوح رَجُلٍ عَالِمٍ مِنْ عُلَمَاءِك وُجِدَت نُورا يَخْرُجُ مِنْ
غُرْفَتِه، كُلَّمَا اقْتَرَبَتْ مِنْ غُرْفَتِه فَجْ النور ليرجعني، وَفَزِعَت من
نوره وأنا أقبضه، وَاَللَّهُ أعلى وأعلم
وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تعليقات