القائمة الرئيسية

الصفحات

لِمَاذَا أَرَادَت السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ أَنْ تَقْتُلَ الْإِنْسَان؟ وَمَاذَا فَعَل مَعَهُم اللَّه ؟


لِمَاذَا أَرَادَت السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ أَنْ تَقْتُلَ الْإِنْسَان؟ وَمَاذَا فَعَل مَعَهُم اللَّه ؟


نعم الله العديدة على ابن آدم ونكرانه لها
لِمَاذَا أَرَادَت السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ أَنْ تَقْتُلَ الْإِنْسَان؟ وَمَاذَا فَعَل مَعَهُم اللَّه ؟


خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْكَوْن حِين خَلِقَ كُلَّ شَيْءٍ فِي خَلْقِهِ آمَن بِوُجُود اللَّهِ وَطَاعَتِهِ طَوْعًا وَكَرْهًا، ثم خلق آدم وَسَخِر كُلِّ شَيْءٍ فِي هَذَا الْكَوْن لِخِدْمَة آدَم، حَيْث عَرَض اللَّهُ تَعَالَى أَمَانَةً التَّوْحِيد عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَأشفَقْنَا مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ أَنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا، أَفِقْ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ غفلتك وَمِنْ ملهَاتك بفتن وزهو الدُّنْيَا، أَفق يَا ابْنَ آدَمَ فأنت أحقر ممن تَدَّعِي الْفَخْر بِه، أَفِقْ يَا ابْنَ آدَمَ فَمَا أَنْتَ إلَّا عِدَّةُ أَنْفَاس فِي صَدْرٍ مَيِّت، أَفِقْ يَا ابْنَ آدَمَ فَأَنْت بَشَرًا ممَن خَلَقَ اللَّهُ، كفاك تَفَاخُرًا يَا ابْنَ آدَمَ فَأَصْلك مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ، أَنَسِيَت مِمَا خُلِقَتْ خُلِقَتْ مِنْ نُطْفَةٍ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ،  فَالإنسان مُخَيَّرٌ وَبَاقِي الكائنات مسيرَةِ، فالْإِنْسَانِ هُوَ الْمَخْلُوقُ الْوَحِيد الَّذِي تَمَرَّد فِي هَذَا الْكَوْنِ، فِجَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ مُؤْمِنَةٌ بِاَللَّهِ مُسبحةٌ له إلا بن آدم، يقول الله تَعَالَى: عَجَبًا لَك ياابن آدَم خَلَقْتُك وَتَعَبُّد غَيْرِي، وَرَزَقَك وتشكر سِوَاي، أتحبب إلَيْك بِالنِّعَمِ وَأنا غِنيٌ عَنْك، وتتبغض إلَى بِالْمَعَاصِي وَأَنْت فَقِيرٌ إلَي، خَيْري إلَيْك نَازِلٌ وَشَرُّك إلَيَّ صَاعِدٌ، فتَقُول الْأَرْض يَا رَبّ دَعْنِي ابْتَلَع ابْنَ آدَمَ، فإنه أكل من رزقك وَلَمْ يشكرك بل شَكَرَ غَيْرِك، وَتَقُول الْبِحَار يَا رَبّ دَعْنِي أَغْرَق ابْنَ آدَمَ، فَإِنَّهُ آكِلُ مِنْ رِزْقِكَ وَلَم يشكرك، وَتَقُول الْجِبَال يَا رَبّ دَعْنِي أَطْبَق عَلَى بَنِي آدَمَ فَإِنَّهُ آكِلُ مِنْ رِزْقِكَ وَلَم يشكرك، وَتَقُول السَّمَاء يَا رَبّ دَعْنِّي أنزل كثفا على بن آدم فإنه أكل من رزقك ولم يشكرك، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ: يَا مخلوقاتي أَأَنْتُم خلقتموهم فَيَقُولُونَ: لَا يَا رَبَّنَا، فَيَقُولُ اللَّهُ: دعوني وَخُلُقِي فلَو خلقتموهم لرحمتموهم، دَعُونِي وعبادي مَنْ تَابَ إلَى مِنْهُم فَأَنَا حبيبهم، وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأَنَا طبيبهم، وأنا إليهم ارْحَمْ مَنْ الْأُمِّ بِأَوْلَادِهَا، فَمَنْ جاءني مِنْهُمْ تَائِبًا تَلَقَّيْتُهُ مِنْ بَعِيدٍ مَرْحَبًا بالتائبين، و مِنْ ذَهَبٍ مِنْهُمْ عَاصِيًا نَادِيَتِه مَنْ قريب إلَى أَيْنَ تَذْهَبُ؟ أَوْجَدَت رَبَّنَا غَيْرِي أَم وَجَدت رَحِيمًا سواي، فِيا ابن آدَم خَلَقْتُك بِيَدِي وربيتك بِنِعْمَتِي و أَنْت تخالفني و تعصاني، فَإِذَا رَجَعْت إلَيّ تبت عَلَيْك، فَمِنْ أَيْنَ تَجِدُ إلاها مِثْلِي و أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، فيا ابن آدَمَ لَا تَجزع من قولي لَكَ أخرج منها فَلَك خِلْقَتِهَا وَلَكِن إنْزِلُ إلَى الْأَرْضِ وَأَزل نَفْسَك مِنْ أَجْلِي وَانْكَسَر فِي حِبِّي حَتَّى إذَا زَادَ شَوْقِك إلَى وَإِلَيْهَا تَعَالَي لأُدَخَلَك إليهَا مَرَّةً أُخْرَى، يَا آدَمُ كُنْت تَتَمَنَّى أَن أعصمك، قال آدَمَ: نَعَمْ، فَقَالَ: يَا آدَمُ إذَا عصمتك وَعُصِمَت بَنِيك فَعَلَى مَنْ أجود برحمتي، وَعَلَى مَنْ أتفضل بكَرْمِيّ، وَعَلَى مَنْ أتودد، وَعَلَى مَنْ أغْفِرْ يَا آدَمُ، ذنب تزل به إلَيْنَا أَحَبُّ إلَيْنَا مِنْ طَاعَةِ تتراء بِهَا عَلَيْنَا، يَا آدَمُ أَنِينٌ الْمُذْنِبِين أَحَبُّ إلَيْنَا مِنْ تَسْبِيحٍ المرائين، فأوحى الله  لِسَيِّدِنَا دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا دَاوُد لَوْ يَعْلَمُ المدبرون عَنَى شوقي لعودتهم ورغبتي في تَوْبَتُهُم لِذابوا شَوْقًا إلَيّ يا داود هذه رغبتي فِى الْمُدَبَّرِين عَنَى فَكَيْف محبتي في المقبلين علي ؟  ويقَولِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَخْرَجْتُك مِنْ الْعَدَمِ إلَى الْوُجُودِ، و جَعَلْت لَك السَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَالْعَقْل، عَبدي أسترك وَلَا تَخْشَانِّي، أَذْكُرُك وَأَنْت تَنْسَانِي، أَسْتَحِي مِنْكَ وَأَنْتَ لَا تَسْتَحِي مِنِّي، من أعظم مني جودا وَمَنْ ذَا الَّذِي يَقْرَعُ بَابي فَلَم أَفتح له؟ ومِنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي وَلَم أعْطِيهِ أَبخيل أَنَا فيبخل علي عبدي، يَا عِبَادِي إنِّي حَرَّمْت الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَّالَمُوا، يَا عِبَادِي كُلُّكُم ضَالٌّ إلا من هديته، فاستهدوني أَهدِكُمْ، يَا عِبَادِي كُلُّكُم جَائِع إلَّا مِنْ أَطْعَمْتَه فستطعموني أطعمكم، يَا عِبَادِي كُلُّكُم عارٍ إلَّا مِنْ كسوته فَستَكسوني اُكْسكَم، يَا عِبَادِي أَنَّكُم تُخْطِئُون بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أغْفِر الذُّنُوبَ جَمِيعًا فاستغفروني أَغْفِرَ لَكُمْ، يَا عِبَادِي إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضُرِّي فتضروني وَلَن تَبْلُغُوا نَفْعِي فتنفعوني، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلُكُم وأخركم وإنسكم وجنكم كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا ذاد ذَلِكَ فِي مِلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلُكُم وأخركم وإنسكم وجنكم كَانُوا عَلَى أَفْجَر قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مِلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلُكُم وأخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد وَاحِدَة فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْت كُلُّ وَاحِدٍ مَسْأَلَتِه مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مَا عِنْدِي إلَّا كَمَا يُنْقِصُ الْمَخِيط إذَا أَدْخَلَ الْبَحْر، يَا عِبَادِي إنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ، فاللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ الْمُقَرَّبِينَ إلَيْك الراجين عَفْوِك الْمُنْعَمُ عَلَيْهِمْ بغْفِرانك، هَذَا وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَم وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

مقالات تهمك
التنقل السريع