القائمة الرئيسية

الصفحات

قِصَّة النَّبِيُّ الَّذِي انْتَقَم اللَّهِ وَجِبْرِيلَ لِأَجْله فَشَقَّت الْأَرْضِ وَ أَمْطَرَتْ السَّمَاءُ نَارًا

قِصَّة النَّبِيُّ الَّذِي انْتَقَم اللَّهِ وَجِبْرِيلَ لِأَجْله فَشَقَّت الْأَرْضِ وَ أَمْطَرَتْ السَّمَاءُ نَارًا


 نَعُود لَكُم اليوم بقِصَّة جَدِيدَةٍ مِنَ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ، فَهيّ قِصَّة قَوْمٌ ذَكَرُوا فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وقتلوا نَبِيّهم الْحَلِيم، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ العَذَابَ الْأَلِيمِ ليكونوا عبرة الْعَالَمِينَ، قَالَ تَعَالَى:( كَذَبْت قَبْلَهُم قَوْمِ نُوحٍ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَثَمُود)، فمن هم أصحاب الرس؟ و كَيْف عذبوا نبيهم حَتَّى الْمَمَاتِ؟  وَما سر الشَّجَرَةِ الَّتِي أَبَادت قرِيةً بأكملها؟ و كَيْفَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ العَذَابَ ؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال مقالنا اليوم.

أصحاب الرس:

قِيلَ إنّهُمْ قوم من قرى ثمود، وقيل إنهم أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ، وقِيلَ إنَّهُم أَصْحَاب يَاسِين، أقيمت على بئر يسمى الرس، وَكَانَ لهَذَا البئر شأن عظيم عِنْدَهُم فسُمِّيوا باسمه، وكَانَتْ قَرية أَصْحَاب الرَّسّ مِنْ الْقُرَى الَّتِي تُوجَدُ عَلَى نَهْرٍ الرَّسّ وَكَانَ أَهْلُ الرَّس يَعْبُدُون شَجَرَةٍ كَانَ يافث بن نوح عليه السلام قد غرسها عَلَى طرف عَيْنِ مِنْ الْمَاءِ، وَ هِي شَجَرَة الصَّنَوْبَر يُقَالُ لَهَا شَاهِد رخْت، وَكَانَتْ لَهُمْ اثْنَتَا عَشَرَ قرية مِنْ بِلَادِ الْمَشْرق عَلَى شَاطِئِ الرَّسِ وَلَم يَكُن فِي الْأَرْضِ أَغزر منه و لَا أُعَذِّبُ مِنْهُ وَلَا قرى أَكْثَرُ وَلَا أعْمَر منها، وقد غرسوا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ مِنْ حَبَّة مِنْ طلع تلك الصنوبرة، وأَجْروا إليهَا نَهْرٌ مِنْ الْعَيْنِ الَّتِي عِنْدَ الصنوبرة الَّتِي قَدَّ غرسهَا يَافِثَ بْنِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فنبتت الحَبَّةِ وصارت شَجَرَة عَظِيمَةٌ، فحرموا عَلَى أَنْفُسِهِمْ شَرِبَ مَاءً الْعَيْنِ وَمِنْ هَذَا النَّهْرِ، وقْتُلُوا كُلّ مِنْ أَرَادَ شَرِبَ مِنْهَا وسخروا هَذِهِ الْمِيَاهِ لهَذِهِ الشَّجَرَةِ، وَيَقُولُون هِي حَيَاتِ آلهتنا، فلا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أن ينقص مِنْ حَيَاتِهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مائهَا، وَقَدْ جَعَلُوا فِي كُلِّ شَهْرٍ مِنْ السُّنَّةِ فِي كُلِّ قَرْيَةٍ عِيدًا يَجْتَمِعُوا إلَيْهِ أَهْلُها، ثُمَّ يَأْتِون بشاة وبقر وَيَذْبحَوْنهَا قربانا لِلشَجَرَة، ويشعلون فِيهَا النِّيرانُ بِالْحطَب، فَإِذَا سطع دخان تلك الذبائح فِي الْهَوَاءِ وَحَال بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ النَّظَرِ إلَى السماء خَرُّوا سُجَّدًا يَبكُون ويتضرعون إلَى الشَّجَرَةِ أَنْ تَرضى عَنْهُمْ، فَكان الشَّيْطَانَ يَجئ فيحَرك أغصانها  ويَصِيحُ مَنْ ساقَهَا صِيَاحٌ الصَّبِيّ، أني قد رضيت عنكم عبادي فطيبوا نَفْسًا وَقُرَّ عَيْنِا، فيرفعون رؤوسهم عِنْدَ ذَلِكَ وَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيُضْرَبُون بِالْمَعَازِف فيَكُونُونَ عَلَى ذَلِكَ يَوْمِهم ليلتهم ثم ينصرفُون، حتى إذا كان عيد قَرْيَتِهِم الْعظمى إجتمع إِلَيْها صَغِيرَهُم وَكَبِيرِهِم فَاجْعَلُوا عِنْد الصَّنَوْبَرِة وَالْعَيْن 12 بابا، كل باب لأهل قرية منهم يسجدون للصنوبرة وَيَقْرَبُون لَهَا الذَّبَائِح أَضْعَاف ما قربوا للشَّجَرَةِ الَّتِي فِي قِرَاهم، فيجئ إبليس عند ذَلِكَ فيحَرِّكٌ الصنوبرة تحريكا شديدا، ويتكلّم مِنْ جَوْفِهَا كَلاَماً جَهوريا ويعدهم وَيُمَنِّيهِم بِأَكْثَرَ مِنْ مَا وَعِدَّتُهُم وَمَنْ هَمَّ الشَّيَاطِين كلها، فيحركون رؤوسهم وهم سجودا فرحا، فيكونون عَلَى ذَلِكَ إثنى عشرة يرما بِلَيَالِيِهَا،  بعدد أعيَادَهم سَائر السنة ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ، فَلما طَال كفرهم بالله عز وجل وعِبَادَتِهِمْ غَيْرِهِ، بعث الله  نبيا من بَنِي إسْرَائِيلَ مِنْ وَلَدِ يَهُوذَا بْنِ يَعْقُوبَ عَلَيْهِمَا السَّلَامَ، فلبث فيهم زَمَان طَوِيلا يَدْعُوهُمْ إلَى عِزّ وَجَلَّ وَمَعَرَفْتُه ربوبيته وَلَكِنَّهُم لَم يَسْتَجِيبوا لَهُ، فَلَمّا رَأى شِدة تَماديهم فِي الكفر وشاهد عيد قَرْيَتِهِم العُظمى، قَالَ: يَا رَبِّي أَن عبادك  أبو إلا تكذيبي وغدو يعبدون شجرة لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ فَأيبس شَجَرَهم وَأَرِهم قُدْرَتِك وسلطانك، فَأَصْبَح الْقَوْمَ قَدْ أَيَّبس الله شَجَرَهم كلُهَا فصعُب عَلَيْهِمْ ذَلِكَ، فصاروا  فَرقَتين، فرقة قَالَتْ: سحر آلهتكم هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي زعم أَنَّهُ رَسُولُ  رَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إلَيْكَم ليصرف وجوهكم عن آلهتكم إلى الله،  وفرقة قَالَتْ:بل غضبت آلهتكم حِينَ رأَتَ هَذَا الرَّجُلُ يَعِيبُهَا ويدعوكم إلى عبادة غيرها، فحجبت حسنها لكي تغضب لَهَا، فَأَجْمَعُوا رأَيُّهُم عَلَى قَتْلِهِ ثم حَفْرُوا بِئْرا ضِّيق الْمَدْخَل عَمِيق الْمَسَافَة وَأَرْسَلوا فِيه نَبِيِّهِم، ووضعوا فَوْق الْبئر صخرة عَظِيمَة، وَقَالُوا: نرجُوا الأن أَنْ تَرضِى عَنا آلهتِنَا، إذَا رَأَتْ أَنَّ قَدْ قتلنا من يَصُدّ عَن عِبَادَتِهَا، فَبقوا عَامَّة يَوْمِهم يسمعون أنين نبيهم، وهو يَقُولُ: (ربي قد ترى ضيق مَكَانِي وَشِدَّة كَربي فارحم ضَعْف ركني، وَقِلَّةِ حِيلَتِي وَعَجل بقَبض روحي وَلَا تؤخر إجَابِة دعوتي حتى مات)، فقال الله جل جلاله لجبريل عليه السلام: ( أيظن عبادي هؤلاء الذين غرهم حلمي، وأمنوا مكري، وَعبدُوا غَيْرِي، وقتلوا  رسُولِي، أَنْ يَقموا لغَضَبِي أَوْ يَخْرُجُوا مِنْ سُلْطَانِيّ، كَيْف وَأَنَا الْمُنْتَقِم مَنْ عَصَانِي وَلَمْ يَخْشَ عِقَابِي وَ إنِّي حَلَفْت بِعزتي لَأجْعَلَنَهم عبرة للعَالَمِين)، ففوجئوا وهم فِي عيدهم ذَلِكَ بريح عَاصِف شَديدٌ الحمرا فتحيروا فِيهَا وَزعروا منهَا، وَتَضَامَّ بَعْضُهُمْ إلَى بعض، ثم صارت  الْأَرْضِ مِنْ تَحْتِهِمْ حَجَر كبريت يتوَقَد، وأظلتهم سَحَابَةٌ سَوْدَاء فَأَلْقَت عَلَيْهِم جمْرًا يلتهب، فذابت أبدانهم كَمَا يذوب الرصاص بالنار، فقَالَ اللَّهُ تَعَالَى:( إن عَذَابِ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ مَالَهُ مِنْ دَافِعٍ ).

هَذَا وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَم وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ. 
 نَعُود لَكُم اليوم بقِصَّة جَدِيدَةٍ مِنَ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ، فَهيّ قِصَّة قَوْمٌ ذَكَرُوا فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وقتلوا نَبِيّهم الْحَلِيم، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ العَذَابَ الْأَلِيمِ ليكونوا عبرة الْعَالَمِينَ، قَالَ تَعَالَى:( كَذَبْت قَبْلَهُم قَوْمِ نُوحٍ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَثَمُود)، فمن هم أصحاب الرس؟ و كَيْف عذبوا نبيهم حَتَّى الْمَمَاتِ؟  وَما سر الشَّجَرَةِ الَّتِي أَبَادت قرِيةً بأكملها؟ و كَيْفَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ العَذَابَ ؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال مقالنا اليوم.

أصحاب الرس:

قِيلَ إنّهُمْ قوم من قرى ثمود، وقيل إنهم أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ، وقِيلَ إنَّهُم أَصْحَاب يَاسِين، أقيمت على بئر يسمى الرس، وَكَانَ لهَذَا البئر شأن عظيم عِنْدَهُم فسُمِّيوا باسمه، وكَانَتْ قَرية أَصْحَاب الرَّسّ مِنْ الْقُرَى الَّتِي تُوجَدُ عَلَى نَهْرٍ الرَّسّ وَكَانَ أَهْلُ الرَّس يَعْبُدُون شَجَرَةٍ كَانَ يافث بن نوح عليه السلام قد غرسها عَلَى طرف عَيْنِ مِنْ الْمَاءِ، وَ هِي شَجَرَة الصَّنَوْبَر يُقَالُ لَهَا شَاهِد رخْت، وَكَانَتْ لَهُمْ اثْنَتَا عَشَرَ قرية مِنْ بِلَادِ الْمَشْرق عَلَى شَاطِئِ الرَّسِ وَلَم يَكُن فِي الْأَرْضِ أَغزر منه و لَا أُعَذِّبُ مِنْهُ وَلَا قرى أَكْثَرُ وَلَا أعْمَر منها، وقد غرسوا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ مِنْ حَبَّة مِنْ طلع تلك الصنوبرة، وأَجْروا إليهَا نَهْرٌ مِنْ الْعَيْنِ الَّتِي عِنْدَ الصنوبرة الَّتِي قَدَّ غرسهَا يَافِثَ بْنِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فنبتت الحَبَّةِ وصارت شَجَرَة عَظِيمَةٌ، فحرموا عَلَى أَنْفُسِهِمْ شَرِبَ مَاءً الْعَيْنِ وَمِنْ هَذَا النَّهْرِ، وقْتُلُوا كُلّ مِنْ أَرَادَ شَرِبَ مِنْهَا وسخروا هَذِهِ الْمِيَاهِ لهَذِهِ الشَّجَرَةِ، وَيَقُولُون هِي حَيَاتِ آلهتنا، فلا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أن ينقص مِنْ حَيَاتِهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مائهَا، وَقَدْ جَعَلُوا فِي كُلِّ شَهْرٍ مِنْ السُّنَّةِ فِي كُلِّ قَرْيَةٍ عِيدًا يَجْتَمِعُوا إلَيْهِ أَهْلُها، ثُمَّ يَأْتِون بشاة وبقر وَيَذْبحَوْنهَا قربانا لِلشَجَرَة، ويشعلون فِيهَا النِّيرانُ بِالْحطَب، فَإِذَا سطع دخان تلك الذبائح فِي الْهَوَاءِ وَحَال بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ النَّظَرِ إلَى السماء خَرُّوا سُجَّدًا يَبكُون ويتضرعون إلَى الشَّجَرَةِ أَنْ تَرضى عَنْهُمْ، فَكان الشَّيْطَانَ يَجئ فيحَرك أغصانها  ويَصِيحُ مَنْ ساقَهَا صِيَاحٌ الصَّبِيّ، أني قد رضيت عنكم عبادي فطيبوا نَفْسًا وَقُرَّ عَيْنِا، فيرفعون رؤوسهم عِنْدَ ذَلِكَ وَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيُضْرَبُون بِالْمَعَازِف فيَكُونُونَ عَلَى ذَلِكَ يَوْمِهم ليلتهم ثم ينصرفُون، حتى إذا كان عيد قَرْيَتِهِم الْعظمى إجتمع إِلَيْها صَغِيرَهُم وَكَبِيرِهِم فَاجْعَلُوا عِنْد الصَّنَوْبَرِة وَالْعَيْن 12 بابا، كل باب لأهل قرية منهم يسجدون للصنوبرة وَيَقْرَبُون لَهَا الذَّبَائِح أَضْعَاف ما قربوا للشَّجَرَةِ الَّتِي فِي قِرَاهم، فيجئ إبليس عند ذَلِكَ فيحَرِّكٌ الصنوبرة تحريكا شديدا، ويتكلّم مِنْ جَوْفِهَا كَلاَماً جَهوريا ويعدهم وَيُمَنِّيهِم بِأَكْثَرَ مِنْ مَا وَعِدَّتُهُم وَمَنْ هَمَّ الشَّيَاطِين كلها، فيحركون رؤوسهم وهم سجودا فرحا، فيكونون عَلَى ذَلِكَ إثنى عشرة يرما بِلَيَالِيِهَا،  بعدد أعيَادَهم سَائر السنة ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ، فَلما طَال كفرهم بالله عز وجل وعِبَادَتِهِمْ غَيْرِهِ، بعث الله  نبيا من بَنِي إسْرَائِيلَ مِنْ وَلَدِ يَهُوذَا بْنِ يَعْقُوبَ عَلَيْهِمَا السَّلَامَ، فلبث فيهم زَمَان طَوِيلا يَدْعُوهُمْ إلَى عِزّ وَجَلَّ وَمَعَرَفْتُه ربوبيته وَلَكِنَّهُم لَم يَسْتَجِيبوا لَهُ، فَلَمّا رَأى شِدة تَماديهم فِي الكفر وشاهد عيد قَرْيَتِهِم العُظمى، قَالَ: يَا رَبِّي أَن عبادك  أبو إلا تكذيبي وغدو يعبدون شجرة لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ فَأيبس شَجَرَهم وَأَرِهم قُدْرَتِك وسلطانك، فَأَصْبَح الْقَوْمَ قَدْ أَيَّبس الله شَجَرَهم كلُهَا فصعُب عَلَيْهِمْ ذَلِكَ، فصاروا  فَرقَتين، فرقة قَالَتْ: سحر آلهتكم هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي زعم أَنَّهُ رَسُولُ  رَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إلَيْكَم ليصرف وجوهكم عن آلهتكم إلى الله،  وفرقة قَالَتْ:بل غضبت آلهتكم حِينَ رأَتَ هَذَا الرَّجُلُ يَعِيبُهَا ويدعوكم إلى عبادة غيرها، فحجبت حسنها لكي تغضب لَهَا، فَأَجْمَعُوا رأَيُّهُم عَلَى قَتْلِهِ ثم حَفْرُوا بِئْرا ضِّيق الْمَدْخَل عَمِيق الْمَسَافَة وَأَرْسَلوا فِيه نَبِيِّهِم، ووضعوا فَوْق الْبئر صخرة عَظِيمَة، وَقَالُوا: نرجُوا الأن أَنْ تَرضِى عَنا آلهتِنَا، إذَا رَأَتْ أَنَّ قَدْ قتلنا من يَصُدّ عَن عِبَادَتِهَا، فَبقوا عَامَّة يَوْمِهم يسمعون أنين نبيهم، وهو يَقُولُ: (ربي قد ترى ضيق مَكَانِي وَشِدَّة كَربي فارحم ضَعْف ركني، وَقِلَّةِ حِيلَتِي وَعَجل بقَبض روحي وَلَا تؤخر إجَابِة دعوتي حتى مات)، فقال الله جل جلاله لجبريل عليه السلام: ( أيظن عبادي هؤلاء الذين غرهم حلمي، وأمنوا مكري، وَعبدُوا غَيْرِي، وقتلوا  رسُولِي، أَنْ يَقموا لغَضَبِي أَوْ يَخْرُجُوا مِنْ سُلْطَانِيّ، كَيْف وَأَنَا الْمُنْتَقِم مَنْ عَصَانِي وَلَمْ يَخْشَ عِقَابِي وَ إنِّي حَلَفْت بِعزتي لَأجْعَلَنَهم عبرة للعَالَمِين)، ففوجئوا وهم فِي عيدهم ذَلِكَ بريح عَاصِف شَديدٌ الحمرا فتحيروا فِيهَا وَزعروا منهَا، وَتَضَامَّ بَعْضُهُمْ إلَى بعض، ثم صارت  الْأَرْضِ مِنْ تَحْتِهِمْ حَجَر كبريت يتوَقَد، وأظلتهم سَحَابَةٌ سَوْدَاء فَأَلْقَت عَلَيْهِم جمْرًا يلتهب، فذابت أبدانهم كَمَا يذوب الرصاص بالنار، فقَالَ اللَّهُ تَعَالَى:( إن عَذَابِ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ مَالَهُ مِنْ دَافِعٍ ).
هَذَا وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَم وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

مقالات تهمك
التنقل السريع