هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ الْقُرْآنَ وَالنَّبِيّ مُحَمَّد
أَخْبَرَ عَنْ فَيْرُوس كورونا قَبْل 1400 عَام ؟
عَلَى مَدار الثَّلَاثِينَ سَنَةً الْمَاضِيَة زِادَت حَالَات تفشي الفيروسات
الْقَاتِلَة وَأَصْبَح اِنْتِشَارُهَا سَرِيعًا، وَأَحْدَثَهَا فَيْرُوس كورونا الذي
إنْتَشِرُ فِي الصِّين، وإنتقل إلَى
عَشَرَات الدُّوَل الْأُخْرَى، يبدو أن فيروس كورونا الَّذي بدأ اِنْتِشَارُه فِي
مَدِينَةٍ ووهان الصِّينِيَّة يعد
الفَيْرُوس الْمَسْؤولُ عَنْ الِانْتِشَار الوبائي الْحَالي في الصين، ومن خلال
مقالنا اليوم نحاول أن نلقي الضوء عَلَى مَعْرِفَةِ أَسْبَاب ظُهُور هَذَا
الفيروس؟ وَأَسْبَاب خُطُورِته؟ وَكَيْف حذر اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
النَّاسَ منه وَالْمُسْلِمِين خَاصَّةً ؟
وَ كَيْف أَخْبَرَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ الْقُرْآنَ وَالنَّبِيّ مُحَمَّد أَخْبَرَ عَنْ فَيْرُوس كورونا قَبْل 1400 عَام ؟ |
يعتقد على نطاق واسع أن سلالات الفيروسات التي سَبَبْت انْتِشَار وَبَاء سارَس
ونيرس وَالْوَبَاء الْحَالِيّ لَمْ تَنشأ عِنْد الْبَشَر، بل
عِنْد الْحَيَوَانَات وَخاصة السِّبَّاع، ولحسن الْحَظّ يَنظْرُ أَنَّ تَنْتَقِلَ
الفيروسات الخطِيرَة الَّتِي تَنَقُّلِهَا
بَعْضِ الْحَيَوَانَاتِ إلَى الْبَشَرِ مِنْ الْمُعتقد أن السلالات الَّتِي
تَسَبَّبَتْ فِي مَرَضِ كورونا المتفشي حَالِيًا لَمْ يَكُنْ مُصدرها الْبَشَرِ،
بل الْحَيَوَانَاتِ ورغم أن الْحَيَوَانَات
تحمل فيروسات عِدَة خَطِيرَةٌ، فَمِنْ غَيْرِ الْمُعْتَادِ أَنْ تَنْتَقِلَ
إلَى الْبَشَرِ، قالت صَحِيفَةٌ دَيْلِي مَيْل البِريطَانِيَّة: فِي تَقْرِيرِ
لَهَا أَنْ مَرَّض كورونا القاتل بَدأ فِي
سُوقِ الْحَيَوَانَاتِ فِي ووهان، حَيْثُ يَتِمُّ ذَبَح الثعابين وَالْفِئْرَان
وَأَشبال الذِّئَاب، وَتُؤَكِّد الِاخْتِبَارَات إنْ السوق كَانَ مَوْطنا لأكشاك
تجارة الثعابين والذئاب الصَّغِيرَة والثعالب والجرذان والطاووس، وكل هذه الأطعمة
قد حرمها الإسلام ويظهر لتحريمها الأن الحكمة البالغة، لَقَدْ وَضَعَ الْإِسْلَام
الْقَاعِدَة الذَّهَبِيَّةِ فِي الْأَطْعِمَةِ، فأحل الطيب النَافِع وَحرم الْخَبِيثَ الضار، حيث يقول اللَّهُ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى:( وَيَحل
لَهمْ الطَّيِّبَات وَحُرِّمَ عَلَيْهمْ الْخَبَائِث) وَهَذَا دليل
وَاضِحٌ لتحكيم قَوَاعِد الطِبْ فِي التَّشْرِيعِ وَدُخُولُهُ فِي نطاق الحَلَالٍ
وَالحَرَامٍ، وجاء ذكر الكَثِيرٍ مِنْ
الْحَيَوَانَاتِ فِي نُصُوصِ الشَّرِيعَة الْإِسْلَامِيَّة ووردت لَهَا أَوْصَاف
جوهريه وتقسيمات مُتَعَدِّدَة وَمِنْهَا مَا يَحِلُّ أَكْلُهُ ومَا لا يَحْلُ،
وَجَاءَ ذَلِكَ بِأَسَالِيب مُتَنَوِّعَةً مِنَها ما يَكُونُ عَلَى سَبِيلِ
الِامْتِنَانِ بِهِ عَلَى الْبَشَرِ و مَا يَأْتِي التَّصْرِيحُ بحلَهُ وَجَوَازْ
أكُلُّه و إخْبَارنا بنصوص أُخْرَى عَنْ
حَيَوَانَات لا يحُلْ أكلها وَمِنْهَا الْجَوَارِحِ وَهِيَ كُلُّ مِنْ كَانَ لَهُ
نَابٌ مِنْ السِّبَاعِ أو مخالب مِنْ الطُّيُورِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:( آكِلُ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ حَرَامٌ )، وَعن بن عَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:( نَهَى رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ
السِّبَاعِ وَكُلُّ ذِي مِخْلَبٍ مِنْ الطُّيُورِ)، وعَنْ أَبِي
ثعلبة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:( نَهَى
عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ وَقَالَ: حرم عَلَى
أُمَّتِي كُلَّ ذِي مِخْلَبٍ مِنْ الطُّيُورِ و كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ).
وآكلات اللُّحُوم تُعْرَف عِلْمِيًّا بِأَنَّهَا ذَاتُ النَّاب الَّتِي أَشارت
إليها الْأَحَادِيثُ الشَّرِيفَةُ لِأَنَّهَا لَهَا أَرْبَعَةُ أَنْيَاب كَبِيرَةٌ
فِي الْفَكّ الْعُلْوِيَّ وَالسُّفْلِيَّ، وَهَذَا لَا يَقْتَصِرُ عَلَى
الْحَيَوَانَات وَحْدَهَا، بل يشمل الطُّيُور أَيْضًا، إذْ تَنْقَسِمُ إلَى
أَكَلَات العُشْب وَالنَّبَات كالدَّجَاج وَالْحَمَّام إلَى أَكَلَات اللُّحُوم
كالصُّقور والنسور، ومن الْحَقَائِق الْمَذهلة أَنَّ الْإِسْلَامَ قَدْ حَدَد
هَذَا التَّقْسِيمِ الْعِلْمِيَّ وَنَبه إلَيْه مُنْذ 14 قَرْنٌ مِنَ
الزَّمَانِ، و أَحَادِيث تَحْرِيمِ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ
صَحِيحِة ثابتة و مُتَوَاتِرَةٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي كُتُبِ الصِّحَاح، فقد اتفق معظم عُلَمَاءُ الْأُمَّةِ قَدِيمًا
وَحَدِيثًا على ما جاءت به تِلْكَ الْأَحَادِيثِ مِنْ حُرْمَةِ أَكْلِ لُحُومِهَا،
وَأَجْمَعُوا عَلَى مَا جَاءَ فِيهَا مِنْ تَحْرِيمِ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ
السِّبَاعِ، هَذَا وَقَدْ أَكَّدَ العلم الحَدِيثَ إعْجَاز كَلَامِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تَحْرِيمِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ
وَأَثْبَتت أن أكلها يؤدي إلَى مَخاطِر وَإِضْرَار اِجْتِمَاعِيَّةٌ وصحية
خَطِيرَةٌ تَلْحَق الْإِنْسَان وَبالْمُجْتَمَع، كَمَا أَثْبَت الْعِلْمِ
الْحَدِيثِ أَنَّ أَكَلَ لُّحُوم ذي الناب من السِّبَاعِ، يُؤَدِّي إلَى خَطَرٌ
عَظِيمٌ عَلَى صِحَّةِ الْإِنْسَانِ فَضْلًا عَنْ الْمَخَاطِرِ الاجْتِمَاعِيَّة
الَّتِي تَلْحَقُ بالشُّعُوب أَكَلَات
هَذِهِ الْأَنْوَاعِ مِنْ الْأَطْعِمَةِ، هَذَا ويعتقد الخبراء أن مَرَض فَيْرُوس كورونا قَدْ يَقُولُ نَشَأَ فِي
الْحَيَوَانَاتِ الَّتِي تُعْرَفُ أَنَّهَا حَامِلٌة لفيروسات كورونا، وَقَد
أَثْبَتَت الدراسات المخبرية أَنَا لُحُومِ الجوارح والسِّبَاعِ أي الطُّيُورِ
وَالْبَهَائِمِ الْمُفْتَرِسَة، لَهَا حُكْمُ الدَّمِ تَمَامًا لِكَثْرَةِ مَا
تَأْكُلُ مِنْ اللُّحُومِ النيئة وَهِي مَلِيئَة بِالدِّمَاء أو لكَثرَة مَا
تَشْرَبُ مِنْ تِلْكَ الدّمَاءُ، وَيَرَى فُقَهَاء الْمُسْلِمِينَ أَنْ
الْمَقْصُودَ بِالتَّحْرِيمِ فِي الدم هو نجاسته، وفي الْمَيِّتِة هُوَ حَبْسُ
الدَّمِ في اللَّحْمَ وَالْبَدْء فِي تَحَلُّلِها وتعفنها مَعَنَا، وَجاءت
الاكتشافات الْعِلْمِيَّة الحَدِيثَة لتؤكد الْإِضْرَار الوبيلة الْمُتَرَتِّبَةِ
عَلَى تَنَاوُلِ هَذِهِ الْمُحَرَّمَاتِ ليَتَجَدَّد وَجْه الْإِعْجَاز فِي هَذِهِ
الرِّسَالَةِ الْإِلَهِيَّةِ الَّتِي جَاءَ بِهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَ سَلَّم نورا و هُدًى لِلنَّاسِ.
تعليقات