هل تعلم ماذا يسمى هواء الجنة؟ ولماذا سمي بهذا الاسم؟
شرع الله تعالى عدة أحكام في الشريعة
الإسلامية، وجعل في النفس البشرية محفزات تدفعها إلى عبادة الله تعالى وطاعته،
فبعض الناس يخافوا من نزول العذاب المذكور في القرآن الكريم فيه مما يدفع ويحفز
إلى الطاعة والإلتزام بأوامر الله تعالى وبعض الناس يميلون بفطرتهم إلى الترغيب
وانتظار الأجر والعاقبة الحسنة فيقومون بأوامر الله تعالى رغبة في المنقلب الحسن،
وكانت إحدى طرق ترغيب الناس بالطاعات والعبادات ذكر الجنة ووصفها وصفا دقيقا لتشجع الناس ويقبلون على أوامر الله تعالى و
ينتظرونها بلهفة ورغبة ويلتزمون بما يصلهم
إلى الجنة ويتجنبون ما يبعدهم عنها في المقارنة بين أوصاف الجنة وذكر بعض الأحاديث
النبوية والآيات القرآنية التي وصفت الجنة وأهلها، ولقد جاء وصف الجنة في العديد
من الآيات والأحاديث ومن هذه الوصف نذكر هواء الجنة فماذا يسمى هواء هذا ما سنتعرف
عليه من خلال مقالنا اليوم.
هل تعلم ماذا يسمى هواء الجنة؟ ولماذا سمي بهذا الاسم؟ |
قد جعل الله سبحانه وتعالى هذه الدنيا دار اختبار وإبتلاء وعوض كل من صبر فيها
بجنة عرضها السماوات والأرض، ومن الجدير بالذكر أن الحياة الدنيا بمصائبها وجميع
شهواتها ماهي إلا مرحلة عابرة في حياة الانسان كما انها قصيرة جدا مهما طالت ولذلك
يجب أن يحرص المؤمن على طاعة الله تعالى ونيل رضاه وتأدية جميع الفرائض المطلوبة
منها واجتناب جميع نواهيه، مما لا شك فيه أن رحمة الله جل جلاله بعباده واسعة
وعظيمة لا مد لها فقد سخر للإنسان على هذه الأرض كل ما يحتاج إليه و أرسل الله
الأنبياء ليهدونه إلى طريق الحق و يصرفونه عن طريق الضلال ورزقه من الطيبات كلها
وبين له كل ما هو مباح له وكل ما هو محرم عليها، لذلك يجب على الإنسان أن يتبع وأن
يطمح إلى دخول الجنة، ومما تجدر الإشارة إليه جنات الله سبحانه وتعالى لا وصف لها
وقد أشارت الكثير من الدلالات إلا أنه مهما حاول الإنسان أن يتخيل شكل الجنة فلن
يستطيع أبدا ان يدرك ماهيتها، أما فيما يتعلق بهواء الجنة فهو يختلف إختلافا تاما
عن الهواء الذي يتنفسه الناس على الأرض، فاسم هواء الجنة وهو "سجسج" وهو
الهواء المعتدل الطيب الذي لا حر فيه ولا برد، وتشير هذه الكلمة إلي وصف وسطى
للهواء ما بين البرد والحر فهو الهواء المعتدل الذي يرتاح الإنسان في وجوده ولا
يسبب له أي أنواع من الأذى، فهي تشير إلى الظل الذي يمتد لمسافة طويلة كما بين
فترة طلوع الفجر وحتى شروق الشمس، فالمسلمون عند دخولهم الجنة لا يرون فيها حر
الشمس الحارقة ولا يشعرون فيها ببرودة الشتاء المؤذية، وجنة الله سبحانه وتعالى هي
دار سكينة وراحة للإنسان، ولذلك يجب أن يسعى الإنسان لدخول الجنة والخلود فيها و
أعظم نعيم لأهل الجنة هو تكريم الله لعباده بالنظر إلى وجهه الكريم وبناء الجنة من
الفضة والذهب وتربتها من الزعفران وحصاها من اللؤلؤ والياقوت وللجنة ثمانية أبواب
يدخلها المسلمون بحسب أعمالهم، فيها أنهار كثيرة أنهار من ماء غير أسن وأنهار من
خمر وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ولا يفسد وأنهار من عسل مصفى، وأشجار الجنة دائمة
الخضرة والعطاء على مدار السنين، وهي أشجار كبيرة وضخمة وبين شجرة والأخرى مسيرة 100 عام، وقد ذللها
الله لعباده المؤمنين يناولون ثمارها دون تعب ولا جهد ونساء أهل الجنة من نور ثاقب
لو اطلعت إحداهن على الأرض لأضاءت بنورها ما بين الأرض والسماء وخدمة أهل الجنة من
الولدان الصغار الذين يقومون على خدمة أهل الجنة وقضاء حوائجهم دون تقاعس ولا
تكاسل قال الله تعالى:( وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ
رَبِّهِمْ ۖ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ) و لقد حرم الله سبحانه
و تعالى على الإنسان في الحياة الدنيا الكثير من الأمور التي يشتهيها وجعل له على
صبره وإمتناعه عن إرتكاب الفواحش الكثيرة من الأجر والثواب، ولذلك فقد ورد في
الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي وصفت الكثير من نعيم الجنة كما
ذكرت كل ما سيجده للمسلمين عند دخولهم إليها وتكون الجنة خالية من كل الكدر الذي
تعرض له الإنسان في الحياة الدنيا والحياة في الجنة لا تشوبها شائبة، فلا يحزن
الإنسان فيها ولا تضيق نفسه.
أما طعام أهل الجنة وشرابهم لا مثيل لها كما أن حليهم وممتلكاتهم أكثر عظمة
وينال الإنسان في الجنة كل ما تشتهيه الأنفس من مأكل ومشرب وقصور، و نساء أهل
الجنة جميلات ولو أطلت إحداهن على الدنيا لأضاءتها، إن الجنة دار رخاء واستقرار لا يؤدي فيها
الإنسان أي شيء من عبادات الدنيا فكل ما في الجنة سلام، فلا يسمع فيها الإنسان وهو
يرى شيئا من الباطل، هذا والله تعالى أعلى و أعلم وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد
وعلى اله وصحبه وسلم .
تعليقات