هل يجوز مسك المصحف وانا حائض للحفظ؟
خلق الله سبحانه وتعالى النساء غير الرجال، فجعل النساء مخلوقين بأمر فطري
جلبن عليه يجعل لهن أحكام وأحوال تختلف عن الرجال، فإذا تعرضت المرأة المسلمة لشيء
من ذلك الأحوال يلزمها القيام ببعض الأعمال وترك فعل بعض الأعمال ومن بين هذه
الأمور والأحوال الحيض الذي تمر به المرأة الطبيعية في فترات معينة من كل شهر،
فتمنع الحائض من القيام بالعبادات والطاعات وتلزم بالابتعاد عنها حتى تطهر، ومن
تلك العبادات التي تبتعد عنها المرأة الحائض الإمتناع عن الصلاة والإمتناع عن
قراءة القرآن ومس المصحف، ومن خلال مقالنا اليوم سوف نتحدث عن حكم مس المصحف
للحائض ومتى يجوز لها لمسه؟ ومتى لا ينبغي عليها لمسة؟
هل يجوز مسك المصحف وانا حائض للحفظ؟ |
معنى الحيض:
الحيض في اللغة مصدر حاض، و هو الدم الذي يسيل من رحم المرأة عند بلوغها سن
معينا، ويكون في أيام معينة من الشهر،
الحيض كمصطلح هو عبارة عن الدم الذي يرخيه رحم المرأة إذا بلغت، في أوقات
مخصوصة من الشهر وأصله آت من حاض السيل أي فاض وسال إذا إمتلأ.
حكم مس المصحف للحائض:
لقد اتفق العلماء والفقهاء على عدم جواز مس المصحف مباشرة للحائض، وذلك
لأنهم يعتبرونه حدث أكبر فإن كان مسه له
بدون حائل يحول بينه وبين المصحف، فإن كان مس الحائض والمحدث للمصحف بحائل كالكيس
أو ما شابه ذلك، فهنا وقع خلاف بين الفقهاء وانقسموا الى فريقين وهما:
●
رأي الحنفية
والحنابلة، أجازوا مس المصحف للمحدث والحائض والنفساء إذا كان بينه وبين المصحف
حائل، أي يلبس كافا أو يحملها بكيس أو يلمسه بوجود حائل يفصل بين يده وبين لمس
صفحات المصحف مباشرة، وقد فرق الحنفية بين إن كان الحائل منفصلا عن المصحف أو
متصلا به، فإن كان منفصلا عنه جاز للحائض
والمحدث مسه، وإن كان الحائل المتصل كجلد المصحف الذي يكون في أصله ومتصلا
به فإنه لا يعد حائلا ويمنع من مس الحائض للمصحف.
●
و رأى الشافعية
والمالكية أنه لا يجوز للمحدث والحائض والنفساء والجنب مس المصحف مطلقا، سواء كان
اللمس بحائل أو من غير حائل لورود النهي عن ذلك، حيث قال تعالى في كتابه العزيز"لَا
يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ" فالنهي الوارد في الآية لم يميز بين إن
كان اللمس بحائل أو بغير حائل، جعله مطلقا يبقى على إطلاقه بحرمة لمس المصحف لغير
الطاهر كالحائض والنفساء والمحدث الجنب وغيرهم.
أحوال يجوز فيها للحائض مس المصحف:
يرى بعض أهل العلم في ابن تيميه و المرداوي وغيرهم من العلماء الحنابلة أنه
يجوز للحائض مس المصحف بحائل والقراءة منه إن كان ذلك للضرورة والحاجة وهذه
الضرورات يمكن إجمالها في ما يلي:
●
أنها تظن أنها سوف تنسى القرآن إن تركته كل هذه
الفترة
●
أن تكون الغاية
من قراءة القرآن الدراسة أو التدريس، كأن تكون طالبة في إحدى المدارس أو الجامعات
أو تكون معلمة قرآن أو ما شابه ذلك.
●
أن يكون الهدف من
قراءة القرآن ومس المصحف هو حفظ القرآن أو مراجعة شيء مما حفظته.
تعليقات