الصحابي
الذي أنقذ الرسول صلى الله عليه وسلم من أمكر طاغية؟ وكيف كافئه الرسول صلى الله
عليه وسلم؟
أعطاه
النبي صلى الله عليه و سلم عصاه لتكون آية بينهما يوم القيامة، كان مثل باقي الصحابة غيور على الإسلام، صحابي جليل كان من السباقين للجهاد في سبيل الله فمن هو؟هذا ماسنتعرف عليه من خلال مقالنا اليوم.
الصحابي الذي أنقذ الرسول صلى الله عليه وسلم من أمكر طاغية؟ وكيف كافئه الرسول صلى الله عليه وسلم؟ |
عبــــــد الله بن أنيــــــــــــس:
عبد
الله بن أنيس بن أسعد ينتهى نسبه إلى قضاعة حليفا لبنى سلمة من الأنصار فيقال له الأنصاري
والجهني ، قدم إلى المدينة وطاب له المقام فيها واتخذ أصحابا منهم معاذ بن جبل،
وقد تزوج هزيلة بنت مسعود بن زيد _من بنى سلمة_ وكانت قد أسلمت وبايعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم ،، يكنى أبا يحي وله من الأولاد أربعة : عطية وعمرو وضمرة وعبد
الله.
هذا الفارس المقدام
أحد السابقين إلى الإسلام ، أسلم على يد مصعب بن عمير .. رضى الله عنهما بمجرد أن
سمع آيات القرآن منه فردد الشهادتين ، وكان من أفذاذ أصحاب النبي صلى ا لله عليه
وسلم: شجاعة وجرأة وإقداما ، لا يهاب الموت في لقاء الرجال..
بيعة العقبة وموعد مع الحبيب صلى الله عليه وسلم:
إلتقى
بالنبي صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الثانية وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم
العهد عليهم أن يمنعوه مما يمنعون منه نساءهم وأبناءهم إذا قدم عليهم يثرب (المدينة
المنورة) فبايعوه .. ولأول مرة يضع عبد الله بن انيس يده في يد النبي صلى الله
عليه وسلم ويبايعه تلك البيعة التي لن تتكرر عبر الزمان مرة أخرى ومن ثم عاد إلى
المدينة منتظرا قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الهجرة النبويــــــــة وموعد مع السعادة:
لما
أذن الله لحبيبه بالهجرة خرج ما يقارب خمسمائة من الأنصار لاستقبال الحبيب صلى
الله عليه وسلم وقد إمتلئت قلوبهم بالسعادة والشوق للقائه ،وكان من بين هؤلاء
السعداء الذين خرجوا لاستقبال النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله بن أنيس ،، ولما
أستقر بالنبي صلى الله عليه وسلم المقام وعاش بالمدينة كان عبد الله يلازمه ليقتبس
من هديه وعلمه وأخلاقه ، شهد عبد الله المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه
وسلم يقاتل معه ويدافع عنه فأبلى في كل الغزوات بلاء حسنا وقيل : أنه
لم يشهد بدرا ولكن شهد ما بعدها من المشاهد، وكان لا يسمع برجل يعادى الرسول صلى الله عليه وسلم إلا وتمنى أن يقتله
إرضاء لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
عبـــــد اللّـــــــه يقتل عدو الله (خالــد بن سفيــان الهزلي):
قال
عبد الله بن أنيس : دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :إنه قد بلغني أن
سفيان بن نبيح الهزلي يجمع لي الناس ليغزوني ، وهو بنخلة أو بعرنة، فآته فاقتله .
قلت يا رسول الله انعته لي _صفه لي_ حتى أعرفه . قال : إنك إذا رأيته أذكرك
الشيطان ، وآية ما بينك وبينه أنك إذا رأيته وجدت له قشعريرة _أي يرتعش بدنك حين
تراه_ قال : فخرجت متوشحا سيفى حتى دفعت إليه وكان وقت العصر ، فلما رأيته وجدت ما
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من القشعريرة ، فأقبلت نحوه ،فصليت ، ومشيت نحوه
فلما انتهيت اليه ، قال : من الرجل ؟ قلت رجل من العرب سمع بكوب جمعك للرجال فجاءك
لذلك قال: أجل قال : فمشيت معه قليلا حتى إذا أمكنني _ تمكنت منه _ حملت عليه
بالسيف قتلته ، ثم خرجت وتركت نساءه منّكبات عليه ، فلما قدمت على رسول الله صلى
الله عليه وسلم فرآني قال : أفلح الوجه ، قلت قد قتلته يا رسول الله، قال : صدقت
ثم قام بي فأدخلني بيته فأعطاني عصا ، فقال أمسك هذه العصا عندك يا عبد الله بن
أنيس.
فخرجت
بها على الناس ، فقالوا ما هذه العصا؟ قلت : أعطانيها رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأمرني أن أمسكها عندي. قالوا : أفلا ترجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فتسأله لم ذلك؟ قال فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ،
لم أعطيتني هذه العصا ؟ قال : آية بيني وبينك يوم القيامة ، إن أقّل الناس
المتخصرّون يومئذ ، قال فقرنها عبد الله بن أنيس بسيفه فلم تزل بسيفه حتى مات ثم أمر
بها فضُمت في كفنه ودفنت معه.
*المتخصرون :
المتكئون على العصى.
عبـد الله بن أنيـس يقتل عدو الله ســلام بن حقيــق
لما
انقضى الخندق ومر بنى قريظة ، كان سّلام بن أبى حقيق فيمن حزب الأحزاب على رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، فاستأذنت الخزرج النبي صلى الله عليه وسلم في قتله وهو
بخيبر فأذن لهم.
فخرج
من بنى سلمة : عبد الله بن عتيك، ومسعود بن سنان، وأبو قتادة ،وخزاعي بن أسود وعبد
الله بن أنيس رضى الله عنهم . فخرجوا وامرهم النبي صلى الله عليه وسلم ان لا
يقتلوا وليدا ولا امرأة ، حتى إذا قدموا خيبر أتوا دار بن أبى حقيق ليلا ، فلم
يدعوا بيتا في الدار إلا أغلقوه على اهله . حتى قاموا على بابه ،فاستأذنوا عليه
فخرجت عليهم امرأته قالت: من انتم ؟ قالوا: ناس من العرب نلتمس الطعام قالت: ذاك
صاحبكم فادخلوا عليه ، فلما دخلوا أغلقوا عليه فصاحت امرأته قال: فأشهرنا أسيافنا
وهو في فراشه ، ما يدلنا عليه إلا بياض لونه في سواد الليل ،ولما صاحت المرأة جعل
الرجل منا يرفع عليها سيفه ، ثم يذكر نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكف يده .
فلما ضربناه بأسيافنا تحامل عليه عبد الله بن أنيس بسيفه في بطنه حتى أنفذه وهو
يقول : حسبي حسبي، قال: وخرجنا وكان عبد الله بن عتيك رجلا سيء البصر فوقع من
الدرجة وأصيب إصابة شديدة ، فحملناه ، حتى نذهب قبل أن يدركنا قوم سلام في الحصن
وكانوا قد اوقدوا نيرانهم وأسرعوا في طلبنا ، فاختبأنا ، حتى إذا يأسوا رجعوا إلى
صاحبهم ، فقلنا : كيف لنا ان نعلم ان عدو الله قد مات ؟ فقال رجل منا : أنا أذهب
فأنظر لكم.
فانطلق
حتى دخل في الناس، قال: فوجدت امرأته ورجال يهود حوله وفي يدها المصباح تنظر في
وجهه، وتحدثهم وتقول : أما والله قد سمعت صوت ابن عتيك ، ثم كذبت نفسى وقلت : أنى
ابن عتيك بهذه البلاد ؟ ثم أقبلت عليه تنظر في وجهه ثم قالت: مات ، فما سمعت كلمة
كانت ألذ إلى نفسى منها ، ثم جاءهم فاخبرهم بالخبر ،فحملوا صاحبهم وقدموا
على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فأخبرناه بمقتل عدو الله،
واختلفنا عنه في قتله، كل يدّعيّه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هاتوا
أسيافكم . قال فجئنا بها، فنظر إليها فقال لسيف عبد الله بن أنيس : هذا قتله ، أرى
فيه أثر الطعان.
ظل
عبد الله بن أنيس ملازماً للحبيب (صلى الله عليه وسلم) إلى أن جاء اليوم الذي
أظلمت فيه المدينة، بل أظلم فيه الكون بأسره بموت الحبيب (صلى الله عليه وسلم)
حزن
بن أنيس حزناً شديداً كاد يمزق قلبه, ولكنه ظل ثابتاً في نهاية حياته على دين الله
متأسياً برسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وانطلق
في نهاية حياته إلى بلاد الشام ليعيش هناك مع "معاذ بن جبل" (رضي الله
عنهما)، وظل بها إلى ان اختاره الحق .
قبل
موته بساعات أخذ عصاه التي أعطاه إياها الحبيب (صلى الله عليه وسلم) وأوصى أهله
بان يدفنوا معه تلك العصا.
وفاضت
روحه الطاهرة ليلحق بالحبيب (صلى الله عليه وسلم) في جنة الرحمن.
تعليقات