هَلْ تَعْلَمُ مِنْ هُوَ الصَّحَابِيُّ الَّذِي أُلْقِيَ فِي النَّارِ مِثْلُ سَيِّدُنَا إبْرَاهِيمُ وَلَمْ يَحْتَرِق ؟
سَوْف نَتَحَدَّث اليوم عَنْ قِصّةِ
لم يسمعها الكثير من قبل، هي أغْرَب الْقَصَص الَّتِي حَدَثَتْ فِي تَارِيخِ
الْإِسْلَام هي أشبه بقِصَّةُ سَيِّدِنَا إبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ
عِنْدَمَا قَام أَهْل سَيِّدُنَا إبْرَاهِيمُ برميه في النَّار، وَذَلِكَ بَعْدَ قِيَامِهِ بِتَكْسِير
أَصْنَامِهِم وحَدَثَت مُعْجِزَة اللَّهُ حَيْثُ لم تَقُومُ هَذِهِ النَّارِ بلمس
سَيِّدُنَا إبْرَاهِيمُ، وَ لَمْ تَقم بِإِصَابَتِه أَيُّ إصابه، بَل كَانَتْ
بَرْدًا وَسَلَامًا ويكرر الله هَذِهِ الْمُعْجِزَةِ مَع شَخْصٌ صحابي مِنْ
التَّابِعِينَ ألقوه قَوْمِهِ فِي النَّارِ وَظل يذكُرَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ
تَعَالَى ويدعوه وَيقَالُ إنَّهُ صَلَّى فِي النَّارِ دُونَ أَنْ تُصِيبَهُ أَيْ
مَكْرُوه.
هَلْ تَعْلَمُ مِنْ هُوَ الصَّحَابِيُّ الَّذِي أُلْقِيَ فِي النَّارِ مِثْلُ سَيِّدُنَا إبْرَاهِيمُ وَلَمْ يَحْتَرِق ؟ |
إنه التابعي "الْعَابِد أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ" تَبْدأ
قِصَّةَ هَذَا التَّابِعِي بَعْدَ إنتقال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَآلِهِ وَسَلّمَ إلى الرفيق الأعَلَى، ظَهْر رَجُلٌ فِي الْيَمَنِ يَدَّعِي "الأَسْوَدِ
الْعَنْسِيِّ"
وإدعى النبوة وَدعى النَّاسَ إلَيْهَ وَتَصدى لَهُ هذا التابعي الْجَلِيل وجهر بتكذيبه، وَقَالَ لَهُ
إمَامٌ الْجَمِيع إِنَّك كَذَّابٌ، كَانَ الْأَسْوَدُ الْعَنْسِيِّ شَدِيد البطش
وقَبِيلَتُه مِنْ أَكْبَرِ الْقَبَائِلِ فأمر أتباعه أن يشعلوا نارًا كَبِيرَةٌ
ليلقى فيها هَذَا التابعي العابد الْمُؤْمِن إمَام جَمِيعِ النَّاسِ، وَخَيَّرَه
قَبْلَ إلقائه إما بِالْإِقْرَار بنبوته أَوْ أَنَّ يُرْمَى فِي النَّارِ، لَكِنْ
هَذَا التَّابِعِيُّ الْجَلِيلُ كَانَ ثَابِتًا عَلى الْحَقِّ قابضا عَلَى
إيمَانِهِ فألقوه فِي النَّارِ وَظل يُذْكَرُ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
وَيَدْعُوه وَيُقَالُ إنّهُ صَلَّى في النَّارَ فَأيده اللَّهُ سُبْحَانَهُ
وَتَعَالَى بِالْكَرَامَة وَحماه مِنَ الاِحْتِرَاقِ وخرج مِنْ النَّارِ وَلَمْ
يُصِبْهُ شَيْئًا وسط ذهول النَّاسِ ومدعي النبوة الأَسْوَدِ الْعَنْسِيّ
وَاَلَّذِي أَمَر بِإِخْرَاجِهِ مِنْ الْيَمَنِ حَتّى لَا يَفقد ولاء أتباعه
وَخَرَجَ التابعي الجليل أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ مِنْ الْيَمَنِ إلَى
الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ وَدَخَل مَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَآلِهِ وَسَلّمَ لَيُصَلِّي هُنَاك بِجِوَارِ سارية من سواري الْمَسْجِدِ فرآه
سَيِّدِنَا عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ فَقَالَ لَهُ مِنْ أَين
الرَجُل، قَالَ مَنْ الْيَمَنِ، فَقَالَ لَهُ سيدنا عُمَرُ فَمَا فعَل عدو الله
بصاحبنا الَّذِي حَرقه بِالنَّار فَلَم تضُرُّهَ، قَالَ له أَبُو مُسْلِمٍ ذَاك
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَوْب فَقَالَ عُمَرُ نَاشَدتك بِاَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
أَنْتَ هُوَ قَالَ اللَّهُمَّ نَعَمْ، فقبل الْفَارُوقِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ جَاءَ بِهِ حَتَّى
أَجْلَسَه بَيْنَهُ و بَيْن سَيِّدِنَا أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ
عنه وَقال الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَمُتْني حَتَّى أَرَانِي فِي أَمَةٍ
نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ من فعل به كَمَا فَعَلَ
بِإبْرَاهِيمُ خَلِيلِ الرّحْمَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، هذا وَاَللَّهُ تَعَالَى
أَعْلَى و أَعْلَم وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
تعليقات