هل يشعر والديك في قبرهم بأخبارك أنت والأحياء؟
لقد ترك الله سبحانه وتعالى فترة بعد الموت غامضة وهي مرحلة دخول القبر، لحكمة
له في ذلك فهي من الغيبيات لا أحد منا يعلمها إلا الله ورسوله، وقد ذكر النبي صلى
الله عليه وسلم بعض الأمور عن حياة القبر التي ربما تكشف جزء من حياة الناس بعد
الموت ودخول القبر، ومن خلال مقالنا اليوم سوف نتحدث عن إذا كان الميت يسمع الحي
ويعرف أخباره أم لا.
هل يشعر والديك في قبرهم بأخبارك أنت والأحياء؟ |
ما يسمعه ويشعر به الميت في قبره:
تباحث العلماء في فقد إختلفوا حول إذا كان الموتى يشعرون بالأحياء ويسمعون
كلامهم ويعرفون أخبارهم، ومنهم من نفى ذلك:
●
ما ورد في حديث
خطاب النبي صلى الله عليه وسلم لقتلى بدر من المشركين، فقد ورد في الصحيح(أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَكْت لِبَدْر ثَلَاثٍ ثُمَّ
اُتُّهِم فَقَام عَلَيْهِمْ فَنَادَاهُمْ فَقَالَ يَا أَبَا جَهْلٍ بْنُ هِشَامٍ ،
يَا أُمَيّةُ بْنِ خَلَفٍ ، يَا عُتْبَةَ ابْنُ رَبِيعَةَ ، يَا شَيْبَةَ ابْنُ
رَبِيعَةَ ، أَلَيْسَ قَدْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ؟ فَإِنِّي
قَدْ وُجِدَتْ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا ، فَسَمِعَ عُمَرُ قَوْلٌ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ
اللَّهِ كَيْفَ يَسْمَعُوا وَإِن يُجِيبُوا وَقَد جَيَّفُوا ؟ قَال : وَاَلَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ وَلَكِنَّهُمْ
لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يُجِيبُوا ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِمْ فَسُحِبُوا فَأُلْقُوا فِي
قَلِيبٍ بَدْرٍ)، هو من
حديث الرسول صلى الله عليه وسلم نعرف أن الموتى يسمعون من يحدثهم ولكن لا يستطيعوا
الجواب.
●
ثبت أن النبي صلى
الله عليه وسلم كان يأمر الصحابة بالسلام على أهل القبور، وهذا يدل على أنهم
يسمعون كلام الأحياء، إذا لو كانوا لا يسمعون، لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم
بذلك، وإن أمر به في حال كونهم لا يسمعون كلام الأحياء لكان أمره لغوا وحاشى أن
يكون في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم له أو شيء بلا معنى أو هدف.
●
ما ورد في
الصحيحين: أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال عن الميت إذا تركه أهله بعد ما دفنوه: (أَنَّ الْمَيِّتَ
إذَا وَضَعَ فِي قَبْرِهِ أَنَّهُ لَا يَسْمَعُ خَفَق نِعَالَهُم إذَا انْصَرَفَ
وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّ الْعَبْدَ إذَا وَضَعَ فِي قَبْرِهِ وَتَوَلَّى عَنْهُ
أَصْحَابُهُ)، وفي
هذا الحديث إشارة واضحة ومعلومة صريحة أن الميت بعد أن يوضع في قبره، وينهال عليه
التراب ويغادر أهله وأحبابه فإنه يسمع صوت نعاليهم وهم يغادرون القبر.
●
أنكرت السيدة
عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، مسألة سماع
الموتى لكلام الأحياء، كما أيدها في ذلك مجموعة من الحنفية وبعض العلماء المعاصرين
مثل ابن باز وابن عثيمين وغيرهما، وقد إستدلت السيدة عائشة على ما ذهبت إليه بقوله
تعالي:(إنَّك
لَا تُسْمَعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمَعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إذَا وَلّوْا
مُدْبِرِينَ) وأيضا
قوله تعالى:( بِمُسْمِعٍ
مَنْ فِي الْقُبُورِ) اما أما سماع أهل القليب للنبي عندما خاطبهم بعد معركه بدر،
فيرون أنه معجزة خاصة بالنبي صلى الله عليه و سلم، و أن ذلك لا يصدق على غيره من
الخلق، وأما حديث يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه فقال بأن هذا الأمر خاص بالميت
عندما يوضع في القبر مباشرة فإن الروح تعود إليه حتى يحاسبه الملكان.
تعليقات