هل تعلم الفرق بين عرش الرحمن والكرسي؟
يعتقد الكثير منا أن العرش والكرسي اللذين ذكرهما الله في القرآن أنهم الشيء
نفسه ولا يوجد إختلاف بينهما، ولكن العرش شيء والكرسي شيء غيره مختلف وذلك ما
سأوضحه لكم من خلال مقالنا اليوم.
هل تعلم الفرق بين عرش الرحمن والكرسي؟ |
الفرق بين العرش والكرسي:
ذكر الله سبحانه وتعالى الكرسي في أشهر آية في القرآن الكريم، وهي آية
الكرسي، ﴿اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ
الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا
بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا
يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ
الْعَظِيمُ﴾، ونأتي للآية (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ)، حيث إختلف
العلماء في معنى الكرسي الوارد في هذه الآية ووصلوا إلى ثلاثة آراء وهي:
●
أولا: أن الكرسي
المذكور في هذه الآية هو علم الله، ولكن هذا التفسير مخصص لهذه الآية وليس للمعنى
العام للكرسي الوارد في الشريعة.
●
ثانيا: أن الكرسي هو
العرش، ولكن الإمام ابن القيم رد هذا القول في كتاب "الصواعق المرسلة" ولهذا
لما كانت السماء محيطة بالأرض كانت عاية عليها،
ولما كان الكرسي محيط بالسماوات كان عاليا عليها، ولما كان العرش محيطا
بالكرسي كان عاليا.
●
ثالثا: أن الكرسي هو موضع القدمين، وهذا لما ذكره
الشيخ الألباني في" كتاب مختصر الغلو" من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( الكرسي هو موضع
القدمين، والعرش لا يقدر أحد قدره)، والحديث صحيح موقوف، وذكر الألباني رحمه الله في
السلسلة الصحيحة من حديث أبي ذر الغساني رضي الله عنه:( ما السموات السبع
في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض الفلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة
على تلك الحلقة)،
ذكر الله سبحانه وتعالى عرشه فى كتابه الكريم في عدة مواضع مختلفة، فيقول الله
سبحانه وتعالى في سورة المؤمنون(فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إلَهَ
إلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ)، ويقول سبحانه وتعالى في سورة التوبة (وَهُوَ رَبُّ
الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)، ويقول سبحانه في سورة البروج (ذُو الْعَرْشِ
الْمَجِيدُ) ذكرت
السنة النبوية العرش في عدة مواضع مختلفة، منها ما سبق ذكره في الأحاديث الواردة
في ذكر الكرسي، وقد ذكر معها العرش، كما أن الله عز وجل خص العرش بالعظمة والتمجيد
والتكريم وذلك لأن الله سبحانه وتعالى إستوى على العرش، فيقول الله تعالى في سورة
طه ( الرَّحْمَنِ
عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)، ذكر العلماء في مسألة الإستواء مقولة ربيعة أستاذ
الإمام مالك الذي قال :( الإستواء هنا غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب
والسؤال عنه بدعة)، الإستواء غير مجهول وذلك لاأن الله سبحانه وتعالى قد ذكره
ونحن نعلم أن الله إستوى على العرش، والكيف غير معقول أي أن كيفية الإستواء لايجوز
بل يحرم التفكير فيها فهي لا تصل إلى عقولنا، ولأن الله سبحانه وتعالى لم يذكرها،
والإيمان بأن الله إستوى على العرش واجب على كل مسلم ومسلمة، وأما السؤال عن ذلك
فهو بدعة فمن يبدأ السؤال عن الكيفية أو الوقت أو أي شيء من ذلك فهذا شخص مبتدع
ونحن نؤمن بما أخبرنا به الله سبحانه وتعالى ورسوله ولم نأخذ الذي يأتينا من هذين
المصدرين.
تعليقات