الخضر عليه السلام: أم القدر؟
هل توقفت يوماً لتسأل نفسك: من هو الخضر عليه السلام؟
هل هو نبي، أم ولي صالح، أم مجرد عالم آتاه الله علماً خاصاً؟
![]() |
هل توقفت يوماً لتسأل نفسك: من هو الخضر عليه السلام؟ |
من هو الخضر؟
الخضر شخصية مذكورة في القرآن الكريم في سورة الكهف، حيث وردت قصته مع سيدنا موسى عليه السلام. ذهب موسى في رحلة طويلة بحثاً عنه ليتعلم من علمه، فقال الله تعالى:
"فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا" (الكهف: 65).
هنا وصفه الله بأنه عبد من عباد الله أُعطي رحمة خاصة وعلماً لدنياً لا يعرفه الناس.
هل الخضر نبي أم ولي؟
قول الجمهور: الخضر نبيّ من أنبياء الله، لأن أفعاله (خرق السفينة، قتل الغلام، إقامة الجدار) لم تكن اجتهاداً شخصياً، بل كانت وحياً من الله.
قول آخر: أنه ولي صالح، لكن الأرجح أنه نبي لأنه لا يجوز لأحد أن يتصرف بمثل تلك الأفعال الخطيرة إلا بوحي من الله.
الخضر والقدر:
قصة الخضر مع موسى عليهما السلام تعكس حكمة القدر. فقد أظهر الخضر لموسى أن وراء الأحداث المؤلمة أو الغريبة حكمة خفية لا نعلمها نحن البشر.
خرق السفينة: كان إنقاذاً لها من ملك ظالم.
قتل الغلام: حماية لإيماني والديه.
إقامة الجدار: حفظ كنز ليتيمين حتى يبلغا.
إذن، الخضر يمثل العلم بالقدر الذي لا ندركه نحن، وأن ما يقدره الله قد يبدو شراً في ظاهره لكنه في حقيقته خير عظيم.
الدروس المستفادة:
التسليم لقضاء الله: ما يحدث لنا قد يكون له حكمة لا ندركها الآن.
التواضع العلمي: موسى عليه السلام مع مكانته العظيمة ذهب ليتعلم من عبد آخر.
رحمة الله بعباده: حتى ما يبدو شدة هو لطف من الله في صورة أخرى.
✦ في النهاية، يبقى الخضر رمزاً للعلم اللدني وحكمة القدر التي تخفى على البشر، ولن نستطيع أن ندرك أسرار الكون إلا بما يأذن الله به.
تعليقات