من النبي صاحب معجزة حبس الشمس؟
ربما تكون قد سمعت بهذا الاسم
لأول مرة، ولكن من المؤكد أنه قد مر عليك ذكره ولو كان بشكل غير مباشر فهو فتى
سيدنا موسى عليه السلام الذي ذكر في سورة الكهف، وهو نبي الله لبني إسرائيل اسمه (يوشع بن نون بن
إبراهيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم الخليل)، وأهل الكتاب يقولون أن يوشع هو ابن عم
النبي هود عليه السلام، ويعرف لدى المسيحيين باسم يَشوع بن نون، ويعتبر من
الشخصيّات المتّفق عليها بين أهل الكتاب أنفسهم، وبينهم وبيننا نحن المسلمين، بعثه
الله نبياً لبني إسرائيل بعد وفاة سيدنا موسى، وقد قام بإخراج بني إسرائيل من
التيه ودخل بيهم بيت المقدس بعد قتال وحصار دام لـ 6 أشهر، وفي هذه المعركة وقعت القصة الأشهر
لهذا النبي الكريم.
فتح بيت المقدس
سار يوشع عليه السلام ببني
إسرائيل إلى بيت المقدس ليقوم بفتحها وطرد القوم الجبارين منها، وواثقين بنصر الله
وتأييده، فحاصرها 6 أشهر محاولا دخولها، ثم بدأت بوادر النصر تظهر لبني
إسرائيل، وحدث أن كانت ذروة المعركة مع القوم الجبارين في يوم الجمعة، وفي ذلك
اليوم أخذ الوقت يمضي ويقترب من الغروب، وخشي عليه السلام أن يدخل يوم السبت
فيُحرم القتال، لأن شريعة بني إسرائيل تحرم عليهم القتال في هذا اليوم الذي يبدأ
عندهم مع دخول وقت المغرب، وخاف أن يفقد الانتصار الذي بدأ به، ويكون للقوم
الجبارين فرصة لأن يعيدوا جمع شتاتهم وقوتهم، ويأخذوا بحسبانهم ما كان سببا في
هزيمتهم.
معجزة يوشع عليه السلام
وفي خلال تلك الظروف المقلقة
والخوف من دخول يوم السبت، وفقدان الانتصار، نظر يوشع عليه السلام إلى الشمس، وقال
لها، إنك مأمورة وأنا مأمور، ثم دعا الله سبحانه وتعالى بقوله: «اللهم احبسها
علينا » كي لا يدخل يوم السبت، وحتى يأتي النصر، فاستجاب الله تعالى له بمعجزة عظيمة
لم تكن لنبي قبله، وأمر سبحانه وتعالى الشمس بالتوقف عن المسير الى حين انتهاء
المعركة، فتوقفت، وبقي نهار الجمعة ثابتا، واستمر القتال بينه وبين القوم
الجبارين، إلى أن نصره الله عليهم، ودخل بيت المقدس فاتحاً له، ثم عادت الشمس إلى
حركتها الطبيعية.
وقد ذكر النبي محمد صلى الله
عليه وسلم ما حدث ليوشع عليه السلام فقال: (إن الشمس لم تحبس لبشر إلا ليوشع بن نون
ليالي سار إلى بيت المقدس)،ولما انتصر يوشع عليه السلام، وأراد أن يدخل الأرض
المباركة التي كتبها الله لبني إسرائيل، أخبرهم أن الله تعالى فرض عليهم دخول تلك
الأرض على هيئة مخصوصة، وهي أن يدخلوها ساجدين، شكرا له على هذه النعمة التي
أنعهما عليهم بأن نجاهم من التيه، وكتب لهم النصر، وأن يقولوا (حطة)، -أي اللهم حط عنا
خطايانا التي لحقت بهم جراء تقصيرهم في حق الله تعالى، واتباع أوامره، إذ جاء في
الآية:{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ
شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ
لَكُمْ خَطَايَاكُمْ . وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ}.
استهزاء وتكبر
وبالرغم من النصر الذي حققه
بنو إسرائيل، إلا انهم استهزأوا بأوامر وتوجيهات يوشع عليه السلام، وتكبروا على
الله تعالى، وجحدوا أمره، مع كونهم قد رأوا قبلها بلحظات كيف نصرهم جل جلاله، وكيف
أوقف الشمس عن الغروب ليتحقق النصر لهم، فدخلوا يزحفون على مؤخراتهم، ويقولون حنطة
بدلا من حطة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم (قيل لبني إسرائيل ادخلوا الباب سجداً وقولوا
حطة، فدخلوا يزحفون على أستاههم، فبدلوا وقالوا حبة في شعرة) فغضب الله عليهم
من ذلك الصنع والتكبر، وأنزل عليهم عقابا ورجزا من السماء، فأصابهم الطاعون الذي
قيل إنه قتل منهم في ساعة واحدة 70 ألفا.
المصدر
: موقع البيان
تعليقات