ما حكم الشرع لمعايدة المسلمين المسيحيين في أعيادهم
في ظل هذه الأحداث و اقتراب انتهاء العام الميلادي يبدأ إخواننا المسيحيون في
الاحتفال
بأعيادهم فهل يجوز للمسلمين معايدة إخواننا المسيحيين في أعيادهم؟
المحذور في تهنئة النصارى في أعيادهم هو إظهار الفرحة لهم وإبداء المجاملة
والموافقة على صنعهم ولو كان في الظاهر دون الباطن، فالتحريم وارد فيمن أظهر لهم
أي شيء من أشكال المشاركة والموافقة، كالهدية، والتهنئة القولية، والإجازة عن
العمل، وصنع الطعام، والذهاب إلى أماكن الألعاب، ونحوها من عادات العيد المخالفة
لظاهر اللفظ لا تنقل الحكم إلى الجواز فظاهر هذه الأعمال كافي في القول بالتحريم
ومعلوم أن أكثر الناس المتساهلين في هذه الأمور لا يقصدون مشاركة النصارى في
شركهم، وإنما يدفعهمإليها المجاملة حينا والحياة أحيانا أخرى، ولكن المجاملة على الباطل لا يجوز
بل الواجب إنكار المنكر والسعي في تغييره قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع
الفتاوى (لا يحل
للمسلمين أن يتشبه به في شيء مما يختص بأعيادهم لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال
ولا اقدر ان ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة وغير ذلك ولا يحل فعل وليمة ولا
الإهداء ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك ولا تمكين الصبيان ونحوهم من
اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار زينة)
وهناك رأي أخر يقول لا مانع شرعا من تهنئة غير المسلمين في أعيادهم و مناسبتين
وليس في ذلك خروج عن الدين كما يدعو بعض المتشددين غير العارفين بكامل النصوص الشرعية
وكل ذلك في ضوء تسامح المسلمين مع المخالفين في الاعتقاد ولم يخرج المولى عز وجل
بين من المسلم وغير المسلم في المجاملة إلقاء التحية وردها قال تعالى :(وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ
فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا) النساء 86، التهنئة في
الأعياد والمناسبات ما هي إلا نوع من التحية.
وكان رأي الشيخ الشعراوي في هذا الموضوع أننا يجب أن نتعايش معهم فقط ولكن لا
يجب علينا أن نقوم بعمل فعل يرضيهم لأنا مسلمين ومعنى مسلم هي أن نرضي الله فنرضي
وجها واحدا يكفيك كل الأوجه، ومع ذلك يجب أن نستعيذ بالله من أن نصنع تصرف يرضي عنا
اليهود أو النصارى، لأنى إذا فعلت تصرف يرضى عنه اليهود أو النصارى فأنا بحكم الله
اتبعت ملتهم، ونعوذ بالله أن نكون منهم محل الرضا، ويجب أن نفرق بين الرضا وبين
التعايش، لأن التعايش يقتضي أن تتقبل أي فعل ولكن بدون رضا القلب
تعليقات