من الذي أعطى إبليس فكره التفاحة لإخراج آدم من الجنة
خلق الله وتعالى آدم عليه السلام وخلق له زوجته حواء وأسكنهم في الجنة، ويسامح
لهما بالاستمتاع في الجنة كيفما أرادوا، وسمح لهم الأكل من كل ثمار الجنة إلا شجرة
واحدة حيث نهاهم الله عن الاقتراب منها فوافق آدم وحواء عليهما السلام ربه عز وجل
ولم يقترب من تلك الشجرة وعاشا في الجنة حياة هادئة تغمرها السعادة والأمان، وكان
ذلك يجعل إبليس مشتعلا من الحقد والغيرة وأعلن العداوة على آدم عليه السلام، وبدأ
إبليس بالمكر مستغلا إنسانية آدم، حيث أن الإنسان ضعيف العزم سريع النسيان متقلب
الفؤاد فاستغل إبليس التكوين النفسي ووسوس لآدم، كما قال تعالى وصفا وسوسة الشيطان
لآدم (فَوَسْوَسَ
إلَيْهِ الشَّيْطَانِ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةٍ الْخُلْدِ
وَمُلْكٍ لاَ يَبْلَى).
ولم يكتفي إبليس بتلك الوسوسة فقط، بل أقسم بالله على أنه صادق في نصحها وأمين فصدقه آدم عليه السلام بسبب فطرته السليمة، حيث كان لا يتخيل أن إبليس يحلف بالله كذبا فضعف آدم وناسي أمر الله تعالى بعدم الاقتراب من الشجرة فأكل منها هو وحواء ومن الجدير بالذكر أن البعض يعتقد أن حواء هي من أغوت آدم عليه السلام ليأكل من الشجرة ويستدلون بما رواه أبو هريره رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( لولا بنو اسرائيل لم يخنز اللحم، ولولا حواء لم تخن أنثي زوجها)، بالإضافه إلى ما جاء في بعض الإسرائيليات من أن حواء هي من شجعت آدم عليه السلام على الأكل من الشجرة وأكلت قبله منها وفي الحقيقة لم يذكر القرآن الكريم ما يدل على أن حواء هي من أخرجت آدم عليه السلام وكذلك الحديث السابق لم يصرح بأن حواء قد حثت آدم على الأكل من الشجرة، كما أن الله تعالى لم يذكر حواء وحدها في الآيات التي تصف الحدث، بل كانت الآيات تذكر ادم وحواء معا في صيغة المثنى كقوله تعالى:( فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَت لَهُمَا سوءاتهما واطفقا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرِقٍ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَم رَبَّهُ فَغَوَى)، وهكذا أخطأ آدم عليه السلام بسبب فضوله وإغواء إبليس له وأكله من الشجرة .
تعليقات