الدعاء المستجاب
قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم (الدعاءهو العباده)، الدعاء حبل يصل العبد بربه فيلجا
العباد الى الله سبحانه وتعالى في السراء والضراء، يسألونه عن حاجاتهم ويتضرعون
اإليه، الدعاء أساس العباده وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه فهو يدرك في قرارة
نفسه ويقول أن الله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء وهو وحده الذي يسر لى الخير
ويدفع عنى الشر، فللدعاء أفضال كثيرة من أولها أنه عبادة نتقرب بها الى الله فذكر
في كتابه الكريم(وَقَالَ رَبُّكُمْ اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ
لَكُمْ أَنْ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ
دَاخِرِينَ)، وثانيها أنه يرد عنك المصائب قبل
وقوعها، فقد روى الترمذي عن سليمان الفارسي_ رضي الله
عنه _أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يرد
القضاء الا الدعاء)، فكثيرا ما نقوم بالدعاء ولكن في اوقات
لا يستجيب الله لنا، فنظن أن الدعاء ذهب سدى ولكن الله قد يرفع عنا مصيبة أو حادثا
بسبب ذلك الدعاء والدليل على ذلك ما رواه البخاري في (الأدب
المفرد) وصححه الالباني _عن ابي
سعيد الخدري رضي الله قال:(قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يدعو ليس باسم ولا بقطيعه رحم إلا وأعطاه الله
إحدى ثلاث إما أن يعجل له دعوه،وإما ان يدخرها له في الآخرة، وإما أن يدفع عنه من
السوء مثلها قال:( إذا نكثر) قال :(الله
أكثر).
الدعاء المستجاب
الدعاء
سبب من أسباب المغفره فقد روى الترمذي ووحسن وذكرها الالباني في الصحيحه وحسنه
بشواهده عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:( قال
اللَّهُ تَعَالَى : يَابْنَ آدَمَ إنَّك مادعوتني
وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَك عَلَى مَا كَانَ مِنْك وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ
لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُك عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَك
وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ إنَّك لَوْ أَتَيْتنِي بِقِرَابِ الْأَرْضِ
خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا
مغفره)، من داوم على الدعاء كان عند الله
كريما؛ فقد رواه الترمذي وحسنه وصححه الحاكم والذهبي عن أبي هريره رضي الله عنه
مرفوعا (ليس شيء أكرم على الله من الدعاء).
دعاء مستجاب في نفس اللحظة:
هو ما
ورد في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث يحثنا على أربع أمور
عند الدعاء تجعل الله سبحانه وتعالى يستجيب دعائنا يتحول إلى أفضل دعاء مستجاب في
نفس اللحظة، وأول هذه الأمور الأربعة بدء الدعاء بتمجيد الله عز وجل، وثانيهما
الثناء عليه جل وعلا، وثالثهم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ورابعا الدعاء
بحاجتنا التي نسأل عنها.
صيغه الدعاء المستجاب:
وهي صيغة
دعاء يستجيب الله تعالى لقائلها وهي (بدء
الدعاء بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، و ختمة بها)، فالدعاء بهذه الصيغة أحرى به أن يستجاب، مشيرا
إلى أن الدعاء منحة من الله تعالى يتفضل بها على عباده كما أن الدعاء مستجاب يعد
من خصوصيات العبادة، ومن أراد أن يحصل على دعاء مستجاب لقضاء الحاجة، فليحرص على
تلك الأمور الأربعة التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، كما عليه أن يتحرى
صيغة الدعاء التي تبدأ وتنتهي بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مسندا لما ورد
عن أبي سليمان الداراني قال: (من أراد
أن يسأل الله حاجته، فليبدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ويسأل حاجته
وليختم بالصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام فإن الله يقبل الصلاة وهو أكرم من
أن يرد ما بينهما).
ويجب على
المسلم أن يعزم المسألة ولا يستثنى في ( الصحيحين) عن ابي
هريره مرفوعا: (لا يقولن
احدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم الدعاء، فإن الله صانع ما
شاء، لا مكره له)، وقم بتكرار الدعوة ثلاث فروى مسلم عن
أبي مسعود قال: (وكان إذا
دعا دعا ثلاثا،وإذا سأل سأل ثلاثا)،وعن أبي
داود بسند حسن: (أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان يعجبه أن يدعو ثلاثا ويستغفر ثلاثا).
أوقات إجابة الدعاء:
- ساعه الجمعة:
في
الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: ( إن في
الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله خيرا الا اعطاه اياه) واشار
بيده يقللها وعند مسلمين وهي (ساعة
خفيفة).
جوف
الليل:
رواه
مسلم عن جابر مرفوعا: ( إن في
الليل ساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه
إياه).
- حال السجود:
وفي صحيح
مسلم عن أبي هريرة:( أقرب
مايكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء).
الدعاء
بين الأذان والإقامة:
في كافيه مسند أحمد بسند صحيح عن أنس مرفوعا :(الدعاء
لايرد بين الأذان والإقامة) وعند أبي
يعلى (الدعاء بين الأذان والإقامة مستجاب
فادعوا).
- دعوة الصائم المسافر:
رواه البيهقي في الشعب وصححه الألباني عن أبي
هريرة رضي الله عنه: (ثلاث
دعوات مستجابات دعوة صائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر).
- الدعاء في مجالس الذكر:
رواه
البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن لله
تبارك وتعالى ملائكة سيارة فضلا يتتبعون مجالس الذكر فاذا وجدت مجلس فيه ذكر قاعده
معهم وحف بعضهم بعض بأجنحتهم، حتى يملؤوا ما بينهم وبين السماء الدنيا، فإذا
تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء قال: فيسألهم
الله عز وجل وهو أعلم بهم من أين جئتم فيقولون: جئنا من
عند عباد لك في الأرض يسبحونك، ويكبرونك، ويهللونك، ويحمدونك، ويسألونك قال: وماذا
يسألوني قالوا: يسألونك جنتك قال: وهل رأوا
جنتي؟قالوا: أي رب، قال: فكيف لو
رأوا جنتي؟ قالوا: ويستجيرونك، قالوا: من نارك
يا رب، قال: وهل رأوا ناري؟ قالوا: له لا،
قال: فكيف لو رأوا ناري؟ قالوا: ويستغفرونه،
قال:فيقولون: قد غفرت
لهم، فأعطيتهم ما سألوا، واجرتهم مما
استجاروا، قال: فيقولون: رب فيهم
فلان عبد خطاء، إنما مر في فجلس معهم، فقال: وله
غفرت، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم).
- المصادر:
أخرجه
البخاري في الأدب المفرد (714)، وأبو داود (1479)، والترمذي (2969، 3247، 3372)،
والنسائي في (السُّنن الكبرى) (11464)، وابن ماجه (3828)، وأحمد في (المسند) (4/
267، 271، 276)، وابن حبَّان في صحيحه (890)، والحاكم في (المُستدرك) (1/ 491) قال
الترمذي: حسن صحيح، وصحَّحه الحاكم ووافقه الذهبي، وصحَّحه الشيخ الألباني في
(صحيح الجامع) (3407).
مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم في
الحديث الصحيح: ((الحج عرفة))؛ أخرجه أبو داود (1949)، والترمذي (890)، وابن ماجه
(3015)، وأحمد (4/ 309، 310)، والحُميدي (899)، وابن خزيمة (2822)، والدارقطني (2/
240)، وابن حبان (3892)، والحاكم (1/ 464) وصححه ووافقه الذهبي، وصححه الشيخ
الألباني في (صحيح الجامع) (3172).
حسن: أخرجه الترمذي (2139)، وقال: حسن
غريب، وحسنه الشيخ الألباني في (صحيح الجامع) (7687)، وفي الباب عن ثوبان؛ أخرجه
ابن ماجه (90، 4022)، وابن المبارك في (الزهد) (85)، وأحمد في (المسند) (5/ 277،
280، 282)، وابن أبي شيبة (7/158/1)، والطبراني في الدعاء (1442)، وابن حبان في
صحيحه (872)، والحاكم في (المستدرك) (1/ 493).
أخرجه
البخاري في (الأدب المفرد) (710)، والحاكم في (المستدرك) (1/ 493)، وصححه ووافقه
الذهبي، وفي الباب عن عبادة بن الصامت؛ أخرجه الترمذي (3573)، وقال: حسن صحيح،
وصححه الشيخ الألباني في (صحيح الجامع) (5637).
حسن: أخرجه البخاري في (الأدب المفرد)
(712)، والترمذي (337)، وقال: حسن غريب، وابن ماجه (3829)، وأحمد في (المسند) (2/
362)، وابن حبان (870)، والحاكم (1/ 490)، وصححه ووافقه الذهبي، وحسنه الشيخ
الألباني في (صحيح الجامع) (5392).
تعليقات