آخَر رَجُلَيْنِ فِي الدُّنْيَا فَمَاذَا يُحْدِثُ لَهُمْ؟

 الشيخ الشعراوي و التدخين

في هذه المقالة، سنتحدث عن رأي الشيخ الشعراوي رحمه الله في قضية التدخين وما هي حكمته في تحريمه أو إباحته. الشيخ الشعراوي هو أحد أبرز علماء الأزهر والدعاة في القرن العشرين، وقد اشتهر بتفسيره للقرآن الكريم بأسلوب بسيط ومؤثر، يجذب الناس إلى حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

الشيخ الشعراوي كان يعتبر التدخين من المحرمات، وليس من المباحات، لأنه يضر بالصحة والمال والبيئة، ويخالف أمر الله تعالى بحفظ النفس والعقل والمال. وقد قال في إحدى خطبه: "إن التدخين لا يجوز شرعاً، لأنه يؤدي إلى هلاك الإنسان، فهو يضعف المناعة، ويسبب السرطان، ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض المعدية، ويقلل من القدرة على التنفس، ويؤثر على القلب والشرايين، وغير ذلك من الأضرار الجسدية والنفسية".

وأضاف الشيخ الشعراوي: "كما أن التدخين يضيع المال بلا حق، فإن المدخن يصرف جزءاً كبيراً من دخله على شراء السجائر، بدلاً من إنفاقه على نفسه وأهله والمحتاجين، وهذا يعد من إسراف المال، الذي نهى عنه الله تعالى في قوله: {ولا تبذروا إنه لا يحب المبذرين} [الأنعام: 141]. وكذلك التدخين يؤذي المجتمع بأكمله، فإن المدخن يلوث الهواء بدخانه، ويرمي بقايا السجائر في الشارع، مما يسبب التلوث البيئي، وكذلك يزعج من حوله بروائحه وأثاره، مما يخالف حقوق الجار والصديق".

ولذلك كان الشيخ الشعراوي يحث المدخنين على ترك هذه العادة السيئة، ويلجأ إلى الله تعالى بالدعاء والاستغفار، ويبحث عن الأسباب الشرعية والطبية التي تساعده على الإقلاع عن التدخين، ويستعين بالأهل والأصدقاء والمختصين في هذا المجال. وقد قال في نهاية خطبته: "أسأل الله تعالى أن يهدينا جميعاً إلى ما يحبه ويرضاه، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعافينا من كل سوء ومكروه، إنه سميع مجيب".