القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف أُصلح علاقتي بالله؟


 قيام الليل هو من أجلّ العبادات وأرفعها للدرجات، ترفع همة المؤمن وتزيح عن قلبه الغفلة، فضلها في أنها سرّ بين العبد وربّه، وقد ذكر الله -تعالى-فيها آيات من القرآن الكريم لفضلها، قال تعالى: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ*فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

كلام الله تعالى دواءٌ لأمرض القلوب وأسقامها، والفتور أحد هذه الامراض، وقراءة القرآن علاجٌ نافع لها كما أن المواظبة على الأذكار والتسبيح دليلٌ على صحوة القلب وصحة الإيمان، وهي صفة ملازمة للمؤمنين، ودالّة على الإتصال بالله سبحانه، وفضل الذكر عظيم ويدلّل على عظم أثره، فقد قال عليه السلام: (سبَق المُفرِّدونَ سبَق المُفرِّدونَ، قالوا: يا رسول الله ما المفرِّدون؟ قال: الذَّاكرون الله كثيرًا والذاكراتُ).

علاقة العبد بربه لا شيء أعظم من تعلّق قلب المؤمن بربّه عز وجل، فلا إيمان ولا عبودية إلا بتعلق العباد بالله من جهة ربوبيته وإلاهيته، ويتضمن ذلك معنى الافتقار والحاجة إليه سبحانه، فيحصل الخشوع والخضوع والتوكل والغِنى بالله سبحانه، والغاية من خلق الله للناس هي العبادة وتكون عبادة الله بتوحيده وجعل العبودية له وحده لا شريك له، ونفي تعلّق القلب بأي شيء سِواه، والمتعلّق بالله يجد ألطاف الله وكرمه وعنايته؛ فلا يخذله الله في المواقف الشديدة، ويفرّج ضيقه، ويوسّع عليه مخارجه، ويحفظه ويتولّاه،لكن من تعلّق بغيره فمصيره
الخذلان والحرمان فلما طلب معاوية بن أبي سفيان من عائشة أم المؤمنين أن توصيه، كتبت إليه أنها سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: (منِ التمسَ رضا اللَّهِ بسَخطِ النَّاسِ كفاهُ اللَّهُ مؤنةَ النَّاسِمنِ التمسَ رضا النَّاسِ بسخطِ اللَّهِ وَكلَهُ اللَّهُ إلى النَّاسِ).
الإكثار من ذكر الله من علامة حبّ الإنسان لربّه الإكثار من ذكره، حيث قال الله تعالى: (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)،وذكر الله -تعالى- يشمل: التسبيح، والتهليل، والتحميد، والتكبير، وغيرها من الأذكار، وعلى المسلم أن يجعل لسانه دائماً رطباً بذكر الله تعالى؛ لما له من عدّة فوائد، من طيب القلب، وصفاء الروح التي تتغذّى بالذكر، ونيل الأجر العظيم من الله تعالى، والوصول إلى رضاه في الدنيا والآخرة.
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عمود الدين، ولها العديد من الفوائد في تحسين علاقة الإنسان مع ربّه، فتغفر الذنوب والآثام بالصلاة، ويصبح القلب مطمئناً، وينبغي على الإنسان أن يصلّي الصلاة على وقتها، ولا يؤخّرها، وأن يحافظ على الخشوع،[٧] حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ أقربَ ما يكونُ العبدُ مِن ربِّه وهو ساجدٌ فأكثِروا الدُّعاءَ الإكثار من أداء النوافل من رحمة الله -تعالى- بعباده وحبّه لهم، أن شرع لهم الكثير من العبادات الزائدة عن الفرائض، للقيام بها تقرّباً إلى الله تعالى، وهذه هي النوافل وهي من أحبّ الأعمال إلى الله تعالى، فالعبد يتقرّب إلى الله -تعالى- بها، وتجبر الفروض أيضاً إن قصّر فيها العبد أحياناً، فالحرص على الإكثار من أداء النوافل يقوّي صلة العبد بربّه، ويزكّي نفس الإنسان، ويرتقي بالنفس ويقويها
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

مقالات تهمك
التنقل السريع