القائمة الرئيسية

الصفحات

أَخْبَر الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَاذَا يَبْكِي الْجَنِين لَحْظَة وِلَادَتِه وَمَاذَا يَفْعَلُ مَعَهُ الشَّيْطَانُ ؟


أَخْبَر الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَاذَا يَبْكِي الْجَنِين لَحْظَة وِلَادَتِه وَمَاذَا يَفْعَلُ مَعَهُ الشَّيْطَانُ ؟


سبب بكاء الجنين عند الولادة اسباب عدم بكاء الجنين عند الولادة ما سبب بكاء الجنين عند الولادة بكاء الجنين بعد الولادة عدم بكاء الجنين عند الولاده بكاء الجنين في بطن امه
أَخْبَر الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَاذَا يَبْكِي الْجَنِين لَحْظَة وِلَادَتِه وَمَاذَا يَفْعَلُ مَعَهُ الشَّيْطَانُ ؟


عن ابن مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:( سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إذَا مَرَّ بِالنُّطْفَةِ ثِنْتَانِ وَأَرْبَعُونَ لَيْلَةً بَعَثَ اللَّهُ إلَيْهَا مَلَكًا فصورها وَخَلَقَ سَمْعَهَا وَبَصَرَهَا وَجِلْدَهَا وَلَحْمِهَا وَعِظَامِهَا، ثُمَّ قَالَ: يا رَبّي فَيَقْضِي رَبُّك مَا شَاءَ وَيَكْتُبُ الْمِلْك، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّي أجَلَه، فَيَقُول: رَبُّك مَا شَاءَ، ويكتب الْمِلْكِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّي رْزُقْه فَيَقْضِي رَبُّك مَا شَاءَ وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ، ثُمَّ يَخْرُجُ الْمَلَكُ بِالصَّحِيفَةِ فِي يَدِهِ فَلَا يَزِيدُ عَلَى مَا أمر وَلا ينَقَص)، لكن هل تَعْلَمُ مَا هُوَ سِرُّ بُكَاء الْمَوْلُود بَعْدَ وِلَادَتِهِ مُبَاشَرَة كَمَا أَخْبَرَنَا بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فهناك سببان رئيسيان لصُرَاخ الطِّفْل عِنْدَ الْوِلَادَةِ، فهناك سَبَب إيمَانٌ باطني، وَسَبَب علمي ظَاهِرُي، فالسَبَب الْبَاطِنِيّ أَنَّهُ مِنْ حُكْمِهِ اللَّهِ تَعَالَى منذ أن خَلَقَ الأَرْضَ وَ آدَمَ وَحَوَّاءَ أَنْ يتكاثر الْبَشَر و كُلٍّ مِنْ عَلَيْهَا لِعِبَادَتِه وَحْدَه وَعَدَم مَعْصِيَة سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فالله  كَرَّم الْإِنْسَان وَخُلُقَه بِأَحْسَن صُورَةٍ لَكِنْ الشَّيْطَان تَوَعَّد الْإِنْسَانِ بِأَنَّ يُبْعِدهُ عَنْ الدَّيْنِ وَعِبَادَةَ اللَّهِ حَيْثُ إنَّ الشَّيْطَانَ كره أَبْنَاء سَيِّدِنَا آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مُنْذُ لَحْظَةٍ وِلَادَة الطِّفْلَ، فعَنْ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إلاَ نَخَسَه الشَّيْطَان فيستهل صارخا من مس الشَّيْطَانِ إياه وَفِي حديث آخَرِ كُلَّ بَنِي آدَمَ يَّمْسه الشَّيْطَان يَوْم وِلَادَتِهَ إِلا مَرْيَمَ وَابْنُهَا، فإن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اقْتَضت حِكْمَتِهِ أَنْ وَكَل لكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ وَلَدِ آدَمَ شَيْطَانَ، فشَيْطَانَ الْمَوْلُود قَد خنس يَنْتَظِرُ خُرُوجَه ليُقَارِنُه وَيتوكل به، فإذا إنفَصْلَ تَقْبَلُه الشَّيْطَان مُسْتَبْشِرًا بِأَنْ يَكُونَ مِنْ أَتْبَاعِهِ وَأَعْوَانِه،  فيَقُوم بِوَخزه وَطَعَنَه فِي خَاصِرَتِهِ تحرقنا عَلَيْهِ وتغيظا وإستقبالا له بالْعَدَاوَةُ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ الْأَبَوَيْنِ قَدِيمًا، فيَتَألَّم الطِّفْلِ مِنْ تلَّك الطَّعْنَة فِيبكِي و يَصرِخ مِنْ شِدَّةِ الْأَلَمِ، وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( صِيَاحٌ الْمَوْلُود حينَ يَقَعُ نزغة مِنْ الشَّيْطَانِ) فقَدْ وَرَدَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ أَنَّ الشَّيْطَانَ وَخَزّ سَيِّدَنَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي خَاصِرَتِهِ وَلَكِن الْوَخز أَصَابَ الْحِجَابَ وَلَمْ يَصْب سَيِّدَنَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( كُلُّ بَنِي آدَمَ يطعن الشَّيْطَانُ فِي جَنْبَةِ  بإصْبَعِهِ حِينَ يُولَدُ غير عيسى بن مَرْيَم ذَهَب ليطعنه، فطعن في الْحِجَاب وَقَامَت أَم مَرْيَم بِالدُّعَاءِ عِنْدَ وِلَادَتِهَا وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، فاستجاب اللَّهِ لَهَا)
 إمَّا سَبَبُ الوخز فِي الْخَاصِرَة بِاَلذات، فيذْكُر المفسرون أنْ سَيِّدِنَا آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَمَا خَلَقَهُ اللَّهُ مِنْ الطِّينِ الصَّلْصَال لَمْ يُنْفِخ فِيهِ مِنْ روحه لِفَتْرَة لَا يَعْلَمُهَا إلَّا هُوَ جل شأنه، فكَانَ إِبْلِيسُ عِنْدَمَا يَمُرّ اِسْتَغْرَب مِنْ هَذَا الْخَلْقَ الأجْوَفِ بِلَا رُوحٍ فَكَانَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ يركله مِنْ جِهَةِ الْخَاصِرَةِ، لذَلِكَ عِنْدَمَا يُولَد الطِّفْل ينخسه فِي خَاصِرَتِهِ حَسب ما إعتاد عليه، وَلَا يَتَعَرَّضُ هَذَا الْأَمْرِ الْبَاطِن مَع السَّبَب العِلْمِيُّ فِي شَيْءٍ فَهمَّا مُكَمِّلَان لبعضهما الْبَعْض، حَيْثُ إنَّ الْبَعْضَ يَقُولُ إنَّ السَّبَبَ هُوَ الضَّرْبَة الَّتِي يَقُومُ بِهَا عَلَى مُؤَخَّرِهِ الطِّفْل لإخْراجِ الماءِ الأمينوسي من جوفه أَوَّ لمُفَارَقَتُه مَا ألفه ومَا تَعُودُ عَلَيْهِ وَخُرُوجِهِ إلَى حَال غَرِيبَ وَأَنْتقاله من جسم حار إلى هَوَاء بَارِد وَمَا كَانَ لَمْ يُؤَلَّفْه، فيسْتَوْحَش مِنْ مُفَارَقَةِ وَطَنِه و مُا ألِّفِهَ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ، كَمَا أَنَّ بَعْضَ الْعُلَمَاءِ أَنَّهُ تَغَيَّرَ مُسْتَوَى ضَغَط الدَّم المفاجئ عِنْدَ الْوِلَادَةِ، قَد يُسَبِّب الْأَلَمُ الذي يَسْبب البُكَاء، فإن بُكَاء الطِّفْلِ مِنْ النَّاحِيَةِ البيُولُوجِيَّة مُفِيدَ لأنه يسمح للهَواء بالدخول إلى الرئتين وَيُمْكِن من إنقباض وإنبساط عُضْلَةٌ الْقَلْبِ، إلَا أَنْ بَعْضَ الْأَطْفَال لَا يَبكُونُ وَخوفا عَلَيْهِم مِنْ الاخْتِنَاقِ وَعَدَم التَّنَفُّس تعمد القابلة  إلَى إلامهم بإبرة أَوْ نَحْوِهِ حَتَّى يبكون وَيَأْخُذوا الْهَوَاءِ، فَإِذَا إنفَصْلٌ الْجَنُين بكَى ساعة إنفصالَه لِسَبَب طَبِيعِيٌّ وَهُو مُفَارَقَتُه إلْفه ومكانه الَّذِي كَانَ فِيهِ، فسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ كُلَّ شَيْءٍ هَذَا وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَم وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

مقالات تهمك
التنقل السريع