الصّيْحَة الَّتِي سَتُحْدِث فِي شَهْرِ رَمَضَانَ هَذَا الْعَامِ هدة رَمَضَانَ
قد حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سُنَته
الشَّرِيفَةِ بِأَنَّه ستَحْدُث صَيحَة فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَهَذِه ستكون مبشرة
بِعَلَامَات السَّاعَة الْكُبْرَى وَ لَكِنْ مَا هِيَ هَذِهِ الصّيْحَة؟ وَمَاذَا
سَيَحْدُث فِيهَا؟ فَهَذَا مَا سنتعْرِفُ عَلَيْهِ فِي هَذَا المقال إنْ شَاءَ
اللَّهُ وَلَكِنْ لَا بُدَّ أَنْ نَعْلَمَ أَنَّ بَعْضَ الْعُلَمَاءِ تنبأ بهَذِهِ
الصَّيحةَ أَنَّهَا مِنْ الْمُمْكِنِ أَنْ تُحَدِّثَ فِي رَمَضَانَ هَذَا
الْعَامِ، وَذَلِكَ بِسَبَبِ انْتِشَار الْوَبَاء وَغَلْق الْمساجد.
![]() |
الصّيْحَة الَّتِي سَتُحْدِث فِي شَهْرِ رَمَضَانَ هَذَا الْعَامِ هدة رَمَضَانَ |
عن أبِيّ هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:( عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: تَكُون هَدَّة
فِي شَهْرِ رَمَضَانَ توقظ النائم وتفزع اليقظان، ثم تظهر عصابة فِي شَوَّالٍ،
ثُمَّ مَعْمَعَة فِي ذِي الْحِجَّةِ، ثُمَّ تَنْتَهِك المَحَارِم فِي
الْمُحَرَّمِ، ثُمَّ يَكُونُ مَوْتُ فِي صَفَرٍ، ثم تتَنَازَع الْقَبَائِلِ فِي
الرَّبِيعِ، ثُمَّ الْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ بَيْنَ جُمَادَى وَرَجَبٌ، ثُمّ
نَاقَة مُقَطبةٌ خَيْرٌ مِنْ دسكرة تقلٌ مائة ألف)، وهَذا
الْحَدِيثِ هوَ حَدِيثُ غَرِيب المتن، وعن مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:( قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذَا كَانَ صيحة
فِي رَمَضَانَ فَإِنَّهُ يَكُونُ مَعْمَعَة فِي شَوَّالٍ، وَتَمَيَّز القبائل فِي
ذي الْقَعِدَةِ، وتسفك الدِّمَاءِ فِي ذِي الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَمَا
الْمُحَرَّم ؟ يَقُولُهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ يَقْتُلُ النَّاسَ
فِيهِ هرجًا هرجَ، قُلْنَا: وما الصيحة يَا
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فِي النِّصْفِ
مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فَتكون هدة
تُوقظ النَّائِم وتقعد الْقَائِم وَتَخْرُج الْعَوَاتِق مِن خُدُورِهِنّ
فِي لَيْلَةٍ جُمُعَةٍ فِي سنَةِ
كَثِيرَةٌ الزَّلَازِل والبرد، فَإِذَا وَافَقَ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي
تِلْكَ السَّنَةِ لَيْلَةً الْجُمُعَةِ فَإِذَا صَلَّيْتُمْ الْفَجْرَ مِنْ يَوْمِ
الْجُمُعَةِ فِي النصف من رَمَضَانَ فادْخُلُوا بُيُوتِكُم و أَغْلَقُوا
أَبْوَابَكُم واسدوا قواكم وَدسرُوا أَنْفُسَكُم وَسُدُّوا أذانكم، فَإِذَا
أَحْسَسْتم بالصيحة فخروا لِلَّه سجدا و قُولُوا "سُبْحَانَ
الْقُدُّوسِ، سُبْحَانَ الْقُدُّوسِ، ربنا الْقُدُّوس" فَإِنَّهُ مِنْ
فِعْلِ ذَلِكَ نجا ومن لَمْ يَفْعَلْ هَلَك).
كَيْفَ وَضَحَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
هَذِهِ الصَّيحَةَ؟
إذَا النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إذَا كَانَ صَيْحَة فِي رَمَضَانَ فَإِنَّهَا تَكُونُ
مَعْمَعَة فِي شوَال، وَتَمَيُّزُ الْقَبَائِلِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وتسفك
الدِّمَاءِ فِي ذِي الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَمَا الْمُحَرَّم؟ يَقُولها ثلاثا
هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ يَقْتُلُ النَّاسَ فِيهَا هرجًا هرجَ، قَال: قلنا: وما الصَّيحَة
يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: هَذِهِ تَكُونُ
فِي نصف من رَمَضَانَ يَوْمَ جُمُعَةِ ضُحًى، وَذَلِكَ إذَا وَافَقَ شَهْرِ
رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ تَكُون هدة توقظ النَّائِم وَتَقْعُد الْقَائِم
وَتَخْرُج الْعواتق مِنْ خُدورِهن فِي لَيْلَةٍ جُمُعَةِ فِي سَنَةِ كَثِيرَةٌ
الزَّلَازِل والبرد، فَإِذَا وَافق رَمَضَانَ فِي تِلْكَ السنة لَيْلَةَ جُمُعَةٍ،
فَإِذَا صَلَّيْتُمْ الْفَجْرَ يو جمعة فِي النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ فاُدْخُلُوا
بُيُوتِكُم وَسَدِّدوا قواكم ودسروا أَنْفُسَكُم وسدوا آذانكم، فَإِذَا أَحْسَسْت
بالصيحة فخروا اللَّه سُجَّدًا وَقُولُوا "سُبْحَانَ
الْقُدُّوسِ سُبْحَانَ الْقُدُّوسِ رَبّنا الْقُدُّوس" فَإِنَّهُ مِنْ
فِعْلِ ذَلِكَ نَجَا وَمَنْ تَرَكَ ذَلِكَ هَلَكَ)، قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:( يكون فِي
رَمَضَانَ صَوْت، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي أَوَّلِهِ أَوْ فِي وَسَطِهَ
أَوَفِي أَخِيره؟ قَالَ: لا بل في النصف من رَمَضَانَ إذَا كَانَتْ لَيْلَةُ
النِّصْفِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ يَقُول صَوْتٌ مِنْ السَّمَاءِ يُصَعق لَهُ
سَبْعُونَ أَلْفَ وَيُصَمُّ سبعون ألف، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله
فمن السالم من أمتك؟ قَالَ: مَنْ لَزِمَ بَيْتَهُ وَتَعُوذ بالسجود وَجَهَر
بِالتَّكْبِيرِ لِلَّهِ ثُمَّ يَتْبَعُهُ صَوْتٌ آخَر فالصَوْت الأَوَّلُ صَوْتُ
جِبْرِيلَ وَالثَّانِي صَوْتُ الشَّيْطَانُ، فالصوت في رَمَضَانَ وَالْمَعْمعة فِي
شَوَّالٍ، وَيُمَيِّز الْقَبَائِلِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وَيُغَار عَلِيّ
الْحَاجِّ فِي ذِي الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَمَا الْمُحَرَّمُ؟ أَوَّلُهُ
بِلَاء عَلَى أُمَّتِي وَآخِرُه فَرَجٌ لأُمَّتِي، الرَّاحِلَةُ بقتبِهَا يَنْجُو
عَلَيْهَا الْمُؤْمِنُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ دسكرةٍ تغل مائة ألف) رواه الطبراني
وفيه عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ وَهُوَ مَتْرُوكٌ، وَعَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ الصوت وَفِي ذي القعدة تَمَيَّز
الْقَبَائِل، و فِي ذِي الْحِجَّةِ يسلب الحاج)، فاللَّهُمّ
احْفَظْنَا مِنْ شَرِّ هَذِهِ الصّيْحَة وَمِنْ كُلِّ شَرٍّ، هَذَا وَاَللَّهُ
تَعَالَى أَعْلَى وَأَعْلَم وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى
سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ .
تعليقات