القائمة الرئيسية

الصفحات

ظُهُور يَوْم السَّبْع الَّذِي حَذِرَنَا مِنْهُ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرْنَا أَنَّهَا عَلَامَةٌ نِهَايَةٌ الزَّمَان

ظُهُور يَوْم السَّبْع الَّذِي حَذِرَنَا مِنْهُ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرْنَا أَنَّهَا عَلَامَةٌ نِهَايَةٌ الزَّمَان 



آخِرِ الزَّمَانِ سيَكُون مَلِيئًا بِالْفِتَن وَالْعَجائب الَّتي قَدْ لَا تُدْرِكُهَا الْعُقُول، فتكون قُرْبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَعْرِفَ النَّاسُ عَلَامات ذَلِكَ الزَّمَانِ ويستعدُّوا بِالتَّوْبَةِ وَ الْإِنَابَةِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ تلك العَلامات التي تكون في نهاية الزَّمَانِ أَنْ ينشغل النَّاس بِالْفِتَن والصراعات عَنْ عِمَارَةَ الْأَرْضِ وَالسعي عَلَى الرِّزْقِ وأمور مَعَاشِهِم فتهلك أَمْوَالِهِم و تِجَّاراتهم وتضيع وَظَائِفهم، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ بين رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً إذَا رَكِبَهَا فضَرِبْهَا فَقَالَتْ إِنَّ لَمْ نخْلُقُ لهَذا إنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحَرْثِ، فقال النا: سُبْحَانَ اللَّهِ بَقَرَة تَتَكَلَّم فَقَالَ إنِّي أُمِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ وَمَا هُمَا ثَمّ، وَبَيْنَمَا رجل فِي غَنَمه إذ عدى الْذئب فذهب مِنْهَا بشاة فطلب حتى كأنه إستنقذها مِنْه فَقَالَ لَهُ الذئب: هَذَا إستنقذتها مني فمن لَهَا يَوْمَ السَّبْع يَوْم لا راعِيَ لِهَا غَيْرِي، فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللَّهِ ذئب يَتَكَلَّم، قَالَ فَإِنِّي أُمِنُ بهَذَا أَنَّا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ ومِا هما ثم)، فيوم السَبع هو يوم يأتي فِي آخِرِ الزَّمَانِ حين يقع الْفِتَن وَيَكثر البَلاء ويذهل النَّاسُ عَنْ مَصَالِحِ دُنْيَاهم، وتترك الأنعام هملا لا راعي لها فتعدوا عليها السباع والذئاب وَهُوَ مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَة .

فالناس سيقعون في كَثِيرٍ مِنْ الفتن وَالْأُمُورِ الَّتِي تُلهيهم عَن رَاعَاةِ مَصَالِحِهِم وأمور حَيَاتِهِم، فَيتكالب عَلَيْهَا سباع الْبَشَر وَالْأُممّ فيفترسون خَيْراتِ البِلادِ وَالْعِبَاد، قَالَ الْإِمَامُ النَّوَوِيُّ عند شَرْحه رَحِمَهُ اللَّهُ أَنْ مَعْنَى يَوْمٍ السَّبْع الَّذِي جَاءَ فِي الْحَدِيثِ أَيْ مِنْ لَهَا عِنْدَ الْفِتَن حين يتركها النَّاسِ هملا لا راعِيَ لِهَا نهِيبَةً للسِبَاع فيبقى لَهَا السبع راعيا مُنْفَرِدًا بِهَا، وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ وَالْمَعْنَى عَلَى هَذَا أي إذا أخذها السَّبع لَمْ يَقْدِرْ عَلَى خَلَاصِهَا فَلا يَرْعاها حين إذَا غَيْرِي فَمِنْ لهَا يَوْم يهملها أَرْبَابِهَا لعَظِيمِ مَا هُمْ فِيهِ مِنْ كَرْبِ، فيحدث من فتنة أو يريد به يَوْم الصّيْحَة، وجاء فِي كِتَابِ صَحِيحٍ مُسْلِمٍ رَحْمَةِ اللَّهُ بشرح الأَبِي والسنوسي إِنْ مَعْنَى يَوْمٍ السَّبُعِ أي يوم يطردكم السبع عنها وَتَبْقَى لا رَاعِي لها غيري لَفراركُمْ مِنْ السبع عَنْهَا، فقَدْ حَذِرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الإنحراف وراء الفتن وَالْمَصَائِب الَّتي تَشْغَلُهم عن إدَارة شُؤُون حَيَاتِهِم وأَعْمَالِهِم فيتركونها ويُهمِلُونَهَا وتنحدر البِلَاد وَيَضِيع الْعِبادَ.
فيا سبع هذا حالنا
فأدركنا بنصح علَّ هَذَا الْقَوْمِ ينتصح
 ودوني صُرَاخا وعويلا فإن الْقَوْمَ قَدْ غفلوا
 هَذَا حَالُنَا لم يخفى عَلَيْكُم مذ عَهْدٍ
 كَانَ فِيكُم خَيْر الرِجَالٌ بِهِم تأتمروا
  فاللَّهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ الْفِتَنِ ما ظهر مِنْهَا وَمَا بطن، هَذَا وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَم وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ عَلَى آلِهِ وَ صُحْبَةٌ أَجْمَعِين .


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

مقالات تهمك
التنقل السريع