قِصَّة الصَّحَابِيّ الَّذِي لَمْ يَسْجُدْ لِلَّهِ سَجْدَةً وَدَخَلَ الْجَنَّة فلِمَاذَا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ؟
هَل يُمْكِنُك أَنْ تتخيّل أَن
يَشْهَدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لرَجُلُ بِأَنَّهُ مِنْ
أَهْلِ الْجَنَّةِ رَغِم أَنَّهُ لَمْ يَسْجُدْ لِلَّهِ سَجْدَةً وَاحِدَة، هذا
مَا حَدَثَ مَعَ صَحَابِيَّ الكَرِيمٌ كان يأبى الْإِسْلَام عِنْدَمَا أَسْلَمَ
قَوْمه، لَمْ يَكُنْ يَلْتَفِتُ إلَى دَعْوَتِهِ لَهُ إلَى الْإِسْلَامِ بَلْ
كَانَ يَقُولُ لَهُمْ لَوْ أَعْلَمُ مَا تَقُولُونَ حَقّا مَا تَأَخّرْت عَنْهَ
مَا قَدْ تستغربونه كيف يَشْهَد الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ
وَسَلّمَ لِلرَّجُل بِأَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ رَغِم أَنَّهُ لَمْ يسجد لله
سجدة واحدة؟ لِمَاذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ؟ و كَيْفَ يُعْقَلُ أَنَّ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ
دُونَ السُّجُودِ؟
قِصَّة الصَّحَابِيّ الَّذِي لَمْ يَسْجُدْ لِلَّهِ سَجْدَةً وَدَخَلَ الْجَنَّة فلِمَاذَا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ؟ |
هو الصحابي عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ بْنِ
وقيش وَيُقَال وقِيش ابن زغبة ابن زعوراء ابن عَبْدِ الْأَشْهَلِ الْأَنْصَارِيِّ،
وقد نسب إلى جده فيقَالَ عُمَرُ بْنِ وقيش، وكان يلقب بأصيرم وأستشهد بأُحُد،
عِنْدَمَا أَسْلَم قوْمَة لَمْ يَكُنْ يَلْتَفِتُ إلَى دَعْوَتُهُم لَهُ إلَى
الْإِسْلَامِ بَلْ كَانَ يَقُولُ لَهُم لَوْ أعَلَم مَا تقُولُونَ حقا مَا تَأَخّرْت عَنْه، كَانَ الَّذِي يمنعَهُ
مِنْ الْإِسْلَامِ أَنَّ لَهُ مَالًا مِنْ الرِّبَا يَخْشَى أَنْ أَسْلَمَ أَنَّ
يَضِيعَ عَلَيْهَ وَكَرِهَ أَنْ يُسَلِّمَ حَتَّى يَأْخُذَهُ عِبَارَةٌ رغم رفضه
للإسلام تَدُلُّ عَلَى بَحْثه عَنْ
الْحَقِيقَةِ وَالتثبْت مِنْهَا لذا شَرْحُ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ
فَأَسْلَمَ مُسْرِعا و حِينِهَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يسْتَعَدّ لِلْخُرُوجِ إلَى غَزْوَةِ أُحُدٍ، فسارع هذا الصَّحَابِيُّ
الْجَلِيلُ وَكَانَ قَدْ أسلم توا وَحَمَلَ سلاحه لِيلحِقَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ وجيش الْمُسْلِمِينَ، قَاتلَ هَذَا
الصَّحَابِيُّ مَعَهُم حَتى إستشهِدَ لَمْ يَكُنْ قَدْ صلى معهم وَلَوْ رَكْعَةً
وَاحِدَةٍ، بل لَمْ يَعْلَمْ الْكَثِيرِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ بِإِسْلَامِهِ حَتَّى
وَقْتِهَا وَعِنْدَمَا عَلِمَ النَّبِيُّ باسْتِشْهَاده قال عنه أَنَّهُ لمِنْ
أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَقَدْ وَرَدَ فِي قِصَّةِ إسْلَامِهِ واستشهاده حَدِيثان:
●
الأَوَّلَ (عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ عُمَرَ بْنِ وقيش كَانَ لَهُ رِبًا فِي
الْجَاهِلِيَّةِ فكَرِهَ أَنْ يُسَلِّمَ
حَتَّى يَأْخُذَهُ وَجَاء يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ أَيْنَ بَنُو عمي قَالُوا
بِأُحُد قَالَ أَيْنَ فُلَانٌ؟ قَالَوا بأحد قَالَ فَأَيْنَ فُلَانٍ؟ قَالَوا
بِأحد، فلبس لأمته وركب فَرَسِه ثُمّ تَوَجَّهَ قَبْلَهُم فَلَمَّا رَآهُ
الْمُسْلِمُونَ قَالُوا إِلَيْكَ عَنَّا يَا عُمَرُ قال إنِّي قَدْ آمنت فقَاتَلَ
حتى جرح فحمل إلَى أَهْلِهِ جَرِيحًا، فجاءه سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَقَالَ لأُخْتُه
سَلَيْه حَمِيةً لِقَوْمِكَ أَوْ غضبا لهم أم غضبا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ
بل غَضَبا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ فَمَاتَ فَدَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَا صَلَّى للَّهُ
صَلَاةً وَاحِدَةً).
●
الْحَدِيثَ الثَّانِي (عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ يَقُولُ حَدِّثُونِي عَنْ رَجُلٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ لَمْ
يُصَلِّ قَطُّ، فَإِذَا لَمْ يَعْرِفْه النَّاسُ سَأَلُوه مَنْ هُوَ؟ فيَقُولُ
أَصِيرم بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ بْنِ وقيش، كان يأبى
الْإِسْلَامِ عَلَى قَوْمِهِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ و خَرَجَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى أُحُدٍ بَدا لُه الْإِسْلَامِ
فَأَسْلَمَ فأخذ سيفه فغَدَا حَتَّى أَتَى الْقُوم، فدْخُلُ فِي عرض النَّاس فَقَاتَلَ حَتَّى أَثْبَتَته الجراحة، قال فبَيْنَمَا رجال بَنو عَبْدِ
الْأَشْهَلِ يَلْتَمِسُون قَتْلاهُم فِي الْمَعْركة إذا هم به، فَقَالوا
وَاَللَّهِ إنّ هَذَا للأصيرم مَا جَاءَهَ لَقد تركناه وأَنَّهُ لَمنكر لهَذَا
الْحَدِيثِ فَسَأَلوهُ مَا جَاءَ بِهِ قَالوا ما جاء بك يَا عُمَرُ أَحْببا
عَلِيٍّ قَوْمُكِ أَوْ رَغْبَةِ فِي الْإِسْلَامِ، قَالَ بِل رَغْبَةِ فِي
الْإِسْلَامِ آمَنْت بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ و أَسْلَمَت ثُمَّ أَخَذْتُ سَيْفي
فغدوت مع رَسُولِ اللَّهِ فَقَاتلَتْ
حَتَّى أَصَابَنِي مَا أَصَابَنِي، قال ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ ماتَ فِي
أَيْدِيهِمْ، فذكره لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ
إنَّهُ لمن أهل الجنة، وهَذَا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى
سَيِّدِنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ
تعليقات