القائمة الرئيسية

الصفحات

مَا هِيَ صِبْغَةَ اللَّهِ الَّتِي وَصَفَ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ وَاَلَّتِي لَمْ تَعْرِفُهَا ؟


مَا هِيَ صِبْغَةَ اللَّهِ الَّتِي وَصَفَ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ وَاَلَّتِي لَمْ تَعْرِفُهَا ؟


 قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ  صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيمِ)، نحن أعلم بأَنْ الصِّبْغَةَ هي إدْخال لَون عَلَى شَيْءٍ بِحَيْثُ يُغَيِّرْه بِلَوْن آخَر تُصْبَغ به الثياب وَيطلى به الْجِدَار وَتطْلَى بُه كَذَلِك الْأَشْيَاء، لَكِنْ مَا الْمَقْصُود بِالصِبغَة اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَة؟
قد قَالَ الْمُفَسِّرُونَ أَنَّ الْمُرَادَ بصبغة اللَّهُ هُوَ دين اللَّهُ أَيْ دِينٍ الْإِسْلَامِ، فَإِذَا كَانَتْ هذه الصِبْغَة هي الْدين، فلِمَاذَا قِيل لِلَّدين بِصِبْغِة؟ لِمَعْرِفَة إجابة هَذِهِ الْأَسْئِلَةِ تابعوا معنا مقالة اليوم.
ما هي صبغة الله التي وصفها سبحانه وتعالى في قرآنه
مَا هِيَ صِبْغَةَ اللَّهِ الَّتِي وَصَفَ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ وَاَلَّتِي لَمْ تَعْرِفُهَا ؟


قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ مَا سَماهُ صَبَغَه لِأَنَّهُ يَظْهَرُ أَثَرُ الدَّيْنِ عَلَى الْمُتَدَيِّن، كَمَا يَظْهَرُ أَثَرُ الصِّبْغ عَلَى الثَّوْب، و قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَإِنْ النَصَارَى كانوا يَصْبُغُون أَوْلَادَهُمْ فِي مَاءٍ أَصْفَرُ وهُوَ الَّذِي يُسَمُّونَهُ الْمَعْمُودِيَّة وَيَقُولُونَ هَذَا تَطْهِيرٌ لَهُمْ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هوَ أَنَ النَّصارى كَانُوا إذَا ولد لهم ولدٌ أَتَى عَلَيْهِ سَبْعَةٌ أَيَّامٍ غمسوه  فِي مَاءٍ اللَّهُمّ، يُقَالُ لَهُ الْمَعْمُودِيَّة فَصَبَغُوه بِذَلِك لِيُطَهِّرَ بِهِ مَكَانَ الْخِتَان، لِأَنّ الختان تطهير فَإِذَا فَعَلوا ذَلِكَ قَالُوا الآن صار نَصْرَانِيًّا حَقًّا، فرد اللَّهَ تَعَالَى ذَلِكَ عَلَيْهِمْ بِأَنْ قَالَ:( صِبْغَةَ اللَّهِ) أَيْ صَبَغَهُ اللَّهِ أَحْسَنُ صَبَغَه وَهي الْإِسْلَامِ وَقَيلَ أَنْ الصِبْغَة الِاغْتِسَال لِمَنْ أَرَادَ الدُّخُولَ فِي الْإِسْلَامِ بَدَلًا مِنْ مَعْمُودِيَّة النَصَارَى، وَعَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ يَكُونُ غسل الكافر واجبا تعبدا، لأن مَعْنَى صِبْغَةَ اللَّهِ غُسْل اللَّهِ أي إغْتَسِلُوا عِنْد إسْلاَمَكُم الْغُسْلِ الَّذِي أَوْجَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ، أَمَا فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ:( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً) فهو جواب لَمَّا قَالَته الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى لِلنَّبِيّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ الْمُؤْمِنِين بِه كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا فأْمَر سُبْحَانَهُ نَبِيَّهُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ: بِل اتَّبِعوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ صِبْغَةَ اللَّهِ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ الصَّبْغِ فَإِنْ هِيَ الْحَنِيفِيَّة الْمُسْلِمَة، وَدَّعَوْا الشِّرْكُ بِاَللَّهِ وَالضَّلَال عَن مَحَجَّةِ هُدَاهَا، أَمَّا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:( وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ)، فقال الطبري أَنَ الصِّبْغَة هي أَمْرَ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى ذَكَّرَهُ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقُولَهُ لِلْيَهُود وَالنَّصَارَى الَّذِينَ قَالُوا لَهُ وَلِمَنْ تَبِعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى فقال لِنَّبِيه مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَلْ بل نتَّبِع مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا صِبْغَةَ اللَّهِ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ، يَعْنِي مِلَّة الْخَاضِعِين لله الْمُسْتَكِنين لَه، فاتباعنا ملة  إِبْرَاهِيم وَدَيْنُنَتينا لَهُ بِذَلِكَ غَيْرُ مستكبرين في إتْبِع أمره وَالْإِقْرَار بِرِسَالَة رَسُوله، فما إستكبرت الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى فكفَروا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتِكْبَارًا وَبَغْيًا وَحَسَدًا، هَذَا وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَى و أَعْلَم وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ .

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

مقالات تهمك
التنقل السريع