هَلْ تَعْلَمُ
مَا هُوَ الْحِوَارِ الَّذِي يَدُورُ بَيْنَ اللَّهِ وأَهْلَ الْجَنَّةِ؟ و مَاذَا
يَقُولُ اللَّهُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟
الْجَنَّةَ هِيَ دَارٌ أُعِدَّتْ
لِلْمُتَّقِينَ فَأهل الْجَنَّة بِمَشِيئَةِ اللَّهِ مِنْ الْمُنْعِمِين
الْفَائِزِين، وَنُعَيْم الْجَنَّةِ هوَ النَّعِيمِ الْأَبَدِيّ الَّذِي لَا
يَنْقَطِعُ، وَلَكن هل تعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ سَيَتَحْدُثُ مَعَ أَهْلِ
الْجَنَّةِ؟ وَلَكِنْ هَلْ تَعْلَمُ ما هُو الْحِوَار الَّذِي يَدور بينهُمْ إذَا
كُنْت لَا تُعْرَفُ فيَجِبُ عَلَيْك أن تتابع مقالة اليوم.
هَلْ تَعْلَمُ مَا هُوَ الْحِوَارِ الَّذِي يَدُورُ بَيْنَ اللَّهِ وأَهْلَ الْجَنَّةِ؟ و مَاذَا يَقُولُ اللَّهُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ |
قَالَ تَعَالَى عن الجنة:( وَأُزْلِفَتِ
الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ )، وَيَقُول
الْمَوْلى جل وعَلَى أيضا فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ:( قَالَ اللَّهُ
هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، فَالْجَنَّةِ
فِيهَا مَالًا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ
بَشَرٍ، الْجَنَّةَ هِيَ غَايَةُ وَهَدَف كُلِّ مُؤْمِنٍ صَادِقٍ يَسْعَى إلَى رضى
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهِيَ أَمنيةٌ غَالِيَة عِنْدَ كُلِّ مُرِيد، و قَالَ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(إن للْمُؤْمِنُ فِي الْجَنَّةِ لَخَيْمَةً مِنْ
لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مجوفة طولها في السماء ستون ميلا، لِلْمُؤْمِنِ فِيهَا
أَهْلُونَ يطوف عَلَيْهِمْ الْمُؤْمِنُ فَلَا يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا)، وَلَكِنْ
كَيْفَ يُكَلِّم اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ؟
فدخول الجنة في حَدِّ ذَاتِهِ نِعْمَة
وَفَضْلِ لَكِنْ هَلْ هُنَاكَ شيء أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ عن صهيب بْنُ
سِنَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: إذَا
دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ
تَبَارَكَ اللَّهُ تَعَالَى أتريدون شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فيَقُولُون: ألم تبيض وجوهنا؟
ألم تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وتنجنا مِنْ النَّارِ، قَالَ: فيكشِفَ
الْحِجَاب فما أعطوا شيئا أَحْبَ إلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إلَى رَبِّهِم عَزَّ
وَجَلَّ) وَفِي
رِوَايَةٍ وَزاد ثم تلى هَذِهِ الْآيَةِ:( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى
وَزِيَادَةٌ)، نعم
النَّظَرُ إلَى وَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى هوَ أَحَبُّ لأَهْلِ الْجَنَّةِ
الْمَنْعمِينَ الْفَائِزِينَ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّة، "هُنَا يَتَسَلَّم
الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَف الْحَدِيث مُجَدَّدًا إنَّ
اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ
فيَقُولُون: لَبَّيْكَ
يَا رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْك، فَيَقُولُ اللَّهُ: هل رضيتم؟
فيقولون: يَتِمّ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَرِدُونَ عَلَى
رَّبِّهِمْ وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى يَا رَبِّ وَ قَد أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ
تُعْطِي أَحَدًا مِنْ خَلْقِك، فيَقُول: إلَّا تُرِيدون أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟
فيَقُولُونَ: وَأَيُّ
شَيْءٍ أَفضل مِنْ ذَلِكَ، فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلَا
أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا"، أهل الجنة وإزاء الْهِبَة
الرَّبَّانِيَّة الْعَدِيدَة لَمْ يَجِدوا إمَامُهُم أَنْت تنهج ألسنَّتهُم
بالثَّنَاءِ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ عز شأنه، ويوجد حَدِيثًا آخَرَ يَدُلُّ أَنَّ
اللَّهَ سيَتَحَدَّثْ مَعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ (وَهُوَ عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَانَ يَوْمًا يُحْدث وَعنده رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ البادية أن رجلا مَنْ
أَهْلِ الْجَنَّةِ اسْتَأْذِن رَبَّهُ فِي الزَّرْعِ، فَقَالَ لَهُ: ألست فيما شِئْت؟
قَالَ: بِلَا،
وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ ازْرَع، قَالَ:فبذر، فبادر الطَرَف نَبَاتُه واستواؤه
وإستحصاده، فَكان أمثال الْجِبَال، فَيَقُولُ اللَّهُ: دونك يَا ابْنَ
آدَمَ، فَإِنَّهُ لَا يشبعك شَيْءٌ) فَقَال الْأعَرَابِيَّ وَاَللَّهُ مَا تَجِدُه إلاَّ
قُرَشِيًّا أَو أنصاريا فَإِنهُمْ أَصْحَابُ زَرْعً، وَأَمَا نحن فلسنا بِأَصْحَاب
زرْع، فضحَك النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَذَا وَاَللَّهُ
أَعْلَمُ وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تعليقات